اعلن ناطق باسم المجموعة الفرنسية "فيوليا" انسحابها من مشروع مثير للجدل لانشاء ترامواي في القدس مؤكدا ان هذا القرار ناجم عن اعتبارات مالية وليس سياسية. وقال الناطق يوني اسحق مساء الاثنين ان فيوليا اسرائيل، الفرع المحلي من الشركة الفرنسية، وافقت الشهر الماضي على بيع حصتها البالغة خمسة بالمئة في كونسورسيوم لايت رايلواي المكلف بناء خط سكك حديد القدس لشركة ايغيد الاسرائيلية للقل البري. ونفى المتحدث المعلومات التي اوردتها شركة النقل الاسرائيلية العامة المنافسة "دان" التي اكدت ان فيوليا باعت حصتها بسبب ضغوط سياسية لان خط الترامواي سيمتد الى القدسالشرقية العربية المحتلة وسيربط بين الاحياء الاستيطانية في وسط المدينة. وقال الناطق في رد مكتوب على اسئلة "مثل كل شركة، تحدد مجموعة فيوليا اسرائيل نشاطاتها وفقا لاعتبارات مالية واقتصادية. وبموجب هذه الاعتبارات يتخذ القرار". واضاف ان "مجموعة فيوليا تلقت فعلا تهديدات بالمقاطعة في السنوات الاخيرة بسبب نشاطاتها في اسرائيل. لكن نشاطها تطور سنة بعد سنة". من جهتها، تقدمت الشركة الاسرائيلية دان بشكوى ضد فيوليا واتهمتها بمخالفة اتفاق كان يقضي بان تتخلى المجموعة الفرنسية لها عن حصصها في مشروع الترامواي. وقالت شركة دان ان مجموعة فيوليا قررت على ما يبدو الانسحاب بعد تهديدات بالمقاطعة اطلقتها مجموعات مؤيدة للفلسطينيين في الخارج. واكد ايتان فيكسمان الناطق باسم دان لوكالة فرانس برس ان "هذا ما قالته لنا مجموعة فيوليا". وقد فاز باستدراج عروض الترامواي في 2004 كونسورسيوم سيتي باس الذي يضم في اسرائيل شركات اسورانس هارتل للتأمين وبولار انفستمنتس للتمويل واشتروم (هندسة مدنية)، ومجموعة الستوم الفرنسية وفيوليا التي حصلت على امتياز لمدة 30 عاما. وقد احتلت اسرائيل القدسالشرقية وضمتها خلال حرب حزيران 1967 واعلنت ان القدس "الموحدة" ستبقى "العاصمة الابدية" لاسرائيل. لكن الفلسطينيين يطالبون بجعل القدسالشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية. ولم تعترف المجموعة الدولية بضم القدسالشرقية. وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الاسبوع الماضي، فأجاب ان مشروع الترامواي "لا يؤثر ابدا على الموقف الفرنسي المعروف تماما حول هذه المسائل". واضاف ان "عمل الشركات الفرنسية في اطار عقود من هذا النوع لا يعني ابدا تغييرا في موقف السلطات الفرنسية. اقول لكم بوضوح شديد وبقوة ما قلناه للفلسطينيين: هذا لا يؤثر ابدا على موقفنا الرسمي". وسيمتد الخط الاول من الترامواي الذي تتخلله 24 محطة على 14 كلم في الاتجاهين، من حي بيسغات زئيف الاستيطاني الى القدسالشرقية. ويفترض من حيث المبدا البدء بتشغيل الخط في نيسان/ابريل 2011.