صرح دبلوماسي اوروبي انه تم الاحد الاتفاق على الشكل النهائي للخطة الدولية لانقاذ ايرلندا والبالغة قيمتها 85 مليار يورو (113 مليار دولار) في الوقت الذي توافد وزراء مالية الاتحاد الاوروبي على بروكسل في عرض للقوة يستهدف الاسواق المالية. وبعد يوم من احتجاجات حاشدة في شوارع دبلن ضد خطط الحكومة التقشفية، من المتوقع ان يتم التوقيع على الخطة قبل ان تعيد الاسواق الاسيوية فتح ابوابها صباح الاثنين. وصرح دبلوماسي مقرب من المفاوضات لوكالة فرانس برس انه تم التوصل الى اتفاق بين المفاوضين الدوليين في دبلن على خطة الانقاذ سيخصص 35 مليار منها الى القطاع المصرفي المتعثر. وقال المصدر ان "الخطة اصبحت جاهزة لمناقشتها واعتمادها اليوم". وفي هذه الاثناء يتوجه وزراء المالية في الاتحاد الاوربي الى بروكسل لعقد اجتماع رمزي يبدا الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (12,00 تغ). وهذه ثاني صفقة انقاذ تقوم بها اوروبا هذا العام بعد ان منحت اليونان مساعدات بمقدار 110 مليار دولار في ايار/مايو.ويتوقع الخبراء تقديم صفقات انقاذ اخرى الى البرتغال واسبانيا وغيرها من الدول الدول الاوروبية رغم نفي السياسيين الاوروبيين. وكانت ايرلندا قدمت الاربعاء خطة تقشف قاسية جدا تهدف الى خفض العجز في الميزانية بنسبة تسعين بالمئة بحلول العام 2014، وهو الشرط المفروض مقابل خطة الانقاذ الاقتصادي. وتظاهر عشرات الاف الاشخاص في وسط دبلن السبت احتجاجا على خطة تقشف صارمة اعتبرت شرطا للاستفادة من برنامج مساعدة واسع النطاق سيقدمه الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي الى ايرلندا. وسار نحو 50 الف شخص حسب الشرطة و150 الفا حسب النقابات، باتجاه مقر البريد العام في وسط المدينة حيث تلي اعلان الاستقلال عام 1916. وتحرك الايرلنديون بالرغم من البرد القارس والثلج الذي انهمر على دبلن احتجاجا على خطة تقشف قاسية تسعى الحكومة الى تطبيقها لضمان انقاذ قطاعها المصرفي قبل ان يتفرقوا في الساعة 15,00 تغ. وبعد انتهاء التظاهرة الرئيسية تجمع نحو مئة شخص ينتمون خصوصا الى حركة "ووركرز سوليداريتي" الفوضوية امام مقر البرلمان ورشقوا رجال الشرطة بزجاجات جعة، وكرات ثلج قبل ان يتفرقوا مساء في هدوء. وقبل ذلك بقليل اعلن جاك اوكونور رئيس نقابة سيبتو اكبر نقابة ايرلندية من على منصة كبيرة "يجب انقاذ الناس، لكن ليس الذين يتراسون البنوك". وقبله تلت الممثلة روث ماكابي المشهورة في الجزيرة اعلان الاستقلال سنة 1916 وسط تصفيق الحشود، واعتبرت ان الطلب من الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي لتقديم المساعدة هو طلب "مذل". وقالت ماريان هاملتون (57 عاما) "انهم ينقذون المصارف وليس ايرلندا"، معربة عن قلقها من تقليص مساعدات المعوقين التي تتلقاها. وقالت وهي تمسك بيد حفيدها وعمره سبع سنوات ان "ابني وعمره 31 سنة اضطر الى التوجه الى المنفى في استراليا لانه لم يجد عملا هنا". اما مارك فينلي (28 عاما) الموظف في بلدية دبلن فقال "ينبغي طرد الحكومة والاضراب". وتابع "علينا ان نوجه رسالة واضحة الى هذه الحكومة. لقد تراجعت عائداتي الاف عدة من اليورو في عامين، لم اعد استطيع الاستمرار". وهتف المتظاهرون "نحن الشعب، الاصوات في يدنا" ورفعوا لافتة كتب عليها "هناك طريق افضل واكثر عدلا" في انتقاد لخطة التقشف الرامية الى انقاذ البلاد من الازمة المالية. واعتبر اوكونور ان الخطة هي بمثابة "اعلان حرب على العمال المحدودي الدخل".