هدم الجيش الاسرائيلي الخميس مسجدا واكثر من عشرة مبان في منطقتين من الضفة الغربيةالمحتلة فيما اتهم فلسطينيون الدولة العبرية بانها "تتذرع" بالهدم للاستيلاء على الارض. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات من الجيش الاسرائيلي هدمت مسجدا واكثر من عشرة مبان بحجة عدم وجود تراخيص، معظمها في قرية خربة يرزا شمال غور الاردن. وقال مخلص مساعيد احد سكان الخربة لوكالة فرانس برس ان "قوات الجيش الاسرائيلي هدمت صباح اليوم مسجدا قديما وغرفة جديدة ملحقة به واكثر من عشرة مبان منها حظائر للماشية". وقال محافظ منطقة طوباس مروان الطوباسي لفرانس برس "ان ما جرى اليوم من هدم والامس (الاربعاء) في الاغوار هو لتفريغ السكان من الاغوار بهدف السيطرة عليها". واوضح "ان موضوع التراخيص هو موضوع سياسي، (فالاغوار) فيها الزراعة والمياه والموقع الاستراتيجي وفيه 13 الف مستوطن وخمسة معسكرات" للجيش. وتطالب اسرائيل بابقاء منطقة الاغوار الحدودية المحاذية لنهر الاردن تحت سيطرتها في اي حل سياسي مستقبلي. واوضح مخلص مساعيد ان "قوات الجيش سلمتنا قبل عدة اشهر انذارات. توجهنا للاعتراض في المحاكم الاسرائيلية لكننا فوجئنا بهم اليوم مع الجرافات التي بدأت تهدم كل شيء امامها". وتظهر احصائيات منظمة "بمكوم" الاسرائيلية غير الحكومية ان الادارة المدنية الاسرائيلية ترفض نحو 95% من الطلبات المقدمة للحصول على تصاريح بناء، وتمنح فقط حوالي 12 رخصة في السنة. وتابع مساعيد "نحن نسكن هنا من اجل الرعي والزراعة، لكن الجيش يقول ان هذه المنطقة منطقة عسكرية مغلقة"، موضحا ان سكان القرية "يعانون يوميا من اطلاق النار والمناورات". واضاف مساعيد "لن نترك ارضنا حتى لو بقينا في العراء". من جهته اكد الناطق باسم منسق انشطة الحكومة الاسرائيلية في الضفة الغربية غاي انبار لفرانس برس ان "الجيش هدم ثمانية مباني في خربة يرزا لانها بنيت في مناطق اطلاق نار وتهدد حياة السكان ولانها بدون ترخيص". واضاف "سلمناهم اوامر هدم لهذه المباني لكنهم لم يتقدموا للاعتراض واسماع ادعاءاتهم امام مفتشي الادارة المدنية". واكد ان "الادارة المدنية الاسرائيلية ستستمر في تطبيق قوانين البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". من جهة اخرى هدمت قوات اسرائيلية الخميس منزلا في مدينة يطا جنوب الخليل، حسب ما ذكر رئيس بلدية المدينة زهران ابو قبيطة لفرانس برس. وقال ان "القوات الاسرائيلية هدمت صباح الخميس منزلا يتكون من طابقين تبلغ مساحته 250 مترا مربعا ويعيش فيه نحو 25 شخصا في منطقة ج" التي تسيطر عليها اسرائيل بالكامل. واضاف ان "قوة كبيرة تتكون من 15 آلية فيها حرس حدود وشرطة وجيش وجرافة وعدد من الآليات الثقيلة طوقوا المنزل وهدموه على محتوياته بحجة عدم الترخيص". واكد رئيس بلدية يطا ان "البيت كان قيد الترخيص وله خرائط هيكلية عند الادارة المدنية"، مشيرا الى ان "هناك نحو ثلاثين منزلا مهددا بالهدم في المنطقة نفسها". وبعد ان قال ان الاسرائيليين "ليسوا بحاجة لذرائع للهدم"، اوضح ان مدينة يطا "محاطة ب11 مستوطنة اقيمت على ارضنا يريدون ربطها جغرافيا ببعضها البعض حتى تصبح تجمعا كبيرا لا يمكن تفكيكه". واظهرت ارقام الاممالمتحدة انه في عام 2009 دمرت اسرائيل 180 مبنى فلسطينيا في المنطقة (ج) بما في ذلك 56 مبنى سكنيا. اما عبد الرحيم صالح رئيس مجلس قرية ياسوف، قضاء سلفيت شمال الضفة الغربية، فقال لفرانس برس ان مستوطنين وضعوا اعمدة واسيجة حول اراض لسكان القرية. وقال ان "مزارعينا ذهبوا الخميس الى اراضيهم فوجدوا ان سكان مستوطنة +تفوح+ المبنية على ارضنا وضعوا اعمدة واسيجة على ما مساحته 500 دونم، فقاموا بنزعها". واضاف ان "الارض غير مصادرة لكن الجيش يمنع اصحاب الاراضي من الوصول اليها الا بالتنسيق معه لدواع امنية. لكن المزارعين لا يستطيعون ترك اراضيهم لان المستوطنين يضعون يدهم عليها".