اكد ناشطون مدافعون عن حقوق اللاجئين الثلاثاء ان عراقيا انتحر في مركز لاحتجاز المهاجرين في استراليا بعد رفض طلبه للجوء مرتين وذلك في ثاني حادثة انتحار من نوعها في الاشهر القليلة الماضية. واكدت الحكومة ان احد المحتجزين في مركز الاعتقال فيلاوود في سيدني توفي، دون تقديم المزيد من التفاصيل. وهذه ثاني حالة من نوعها بعد انتحار الفيجي جوزيفا راولوني (36 عاما) الذي قفز من مبنى في فيلاوود في ايلول/سبتمبر الماضي. ويقول الناشطون ان الرجل الذي شنق نفسه في حمام الثلاثاء، عراقي في الاربعينيات من عمره متزوج وله اربعة ابناء وهم في العراق، وصل استراليا على متن مركب قبل نحو عام. وقال ايان رينتول من منظمة "ريفيوجي اكشن كواليشن" المدافعة عن حقوق اللاجئين لوكالة فرانس برس "كان في حالة يائسة". وتابع "طلب اعادته الى العراق قبل حوالي الشهر. لم ير اي طريق امامه في استراليا. قال لاخرين انه مشتاق جدا لاسرته". لكن وزير الهجرة كريس بوين قال ان الرجل كان يواجه الترحيل بعد رفض طلباته. واقر الوزير أن تقييم اوضاع اللاجئين يمثل ضغطا بالنسبة لهم. وقال بوين لاذاعة ايه.بي.سي "لكننا بالتأكيد بحاجة للابقاء على الصرامة في دراسة طلبات اللجوء". وقال "اذا جاء البعض الى استراليا طلبا للجوء ولم نعتبرهم لاجئين حقيقيين، يتوجب علينا اتخاذ الخطوات لاعادتهم الى البلد الذي قدموا منه، وسوف نتخذ مثل هذه الخطوات". واثارت وفاة العراقي ردود فعل غاضبة من قبل اللاجئين والمدافعين عنهم، حيث احتشد عدد كبير من المعتقلين في حديقة في فيلاوود وشاركوا في احتجاج، بحسب ما اكدته هيئة الاذاعة الاسترالية. وطالب محامون مدافعون عن حقوق الانسان بتحقيق مستقل في حادثة الوفاة، ومن بين هؤلاء المحامي جورج نيوهاوس الذي قال انه يعمل بتكليف من زوجة العراقي التي لديها شكوكا حول وفاة زوجها. وقال نيوهاوس ان "الزوجة تريد ان تعرف ايضا ما سيحل بجثة زوجها حيث انها تقيم في العراق". ويمثل المحامي نحو 25 من المعتقلين السابقين الذين يقاضون الحكومة الاسترالية لاعتقالهم. وقالت السناتور عن حزب الخضر ساره هانسن يونغ ان حادثة الوفاة تظهر يأس المهاجرين المحتجزين في مركز الاعتقال، والذي هو اجراء اجباري في استراليا لكل من يصل بحرا لحين البت في طلباته. وقالت السناتور لصحافيين في كانبيرا "ما شاهدناه الليلة الماضية، هو رجل دفعه اليأس من اعتقاله الى الانتحار". وقدمت دائرة الهجرة تعازيها لاسرة الرجل وقالت انه سيتم ارسال معالجين نفسيين الى فيلاوود لمساعدة المحتجزين والموظفين على تجاوز المحنة.