الرباط (رويترز) - قال سكان ان قوات الامن المغربية انتشرت بأعداد كبيرة في الصحراء الغربية يوم الثلاثاء بعد اشتباكات مميتة سلطت أنظار المجتمع الدولي على النزاع على هذه الارض التي يسيطر عليها المغرب. وضم المغرب الصحراء الغربية وهي مستعمرة أسبانية سابقة في عام 1975 مما فجر أطول نزاع على الاراضي تشهده أفريقيا وتفجرت أعمال عنف يوم الاثنين عندما اقتحمت قوات الامن المغربية مخيما لمحتجين. وقالت جبهة بوليساريو في بيان من مقرها في الجزائر ان 11 شخصا قتلوا في اشتباكات يوم الاثنين واصيب 723 واختفى 159 اخرون ويخشى أن يكونوا قتلوا ايضا. وقال المغرب يوم الثلاثاء ان ثلاثة من ضباط الشرطة توفوا متأثرين بالجروح التي اصيبوا بها في الاشتباكات مع محتجين يوم الاثنين مما يرفع عدد القتلى في صفوف قوات الامن الى ثمانية. وقال مسؤول أمني لرويترز "عدد القتلى في صفوف أفراد الامن المغربي وصل الى ثمانية .. أربعة من قوات الدرك وثلاثة ضباط شرطة ورجل اطفاء." وقال مسؤول مغربي رفيع في العيون كبرى مدن الصحراء الغربية لرويترز ان قوات الامن المغربية لم تقتل اي مدني لكن احد السكان قتل في حادث سير تحقق فيه السلطات حاليا. وأضاف ان اربعة مدنيين اخرين اصيبوا ولم يختف أحد. وتابع ان نحو 160 شخصا احتجزوا بعد "ضبطهم متلبسين بالقيام بأعمال تخريب". وتابع المسؤول لرويترز "الوضع هاديء للغاية ... الناس يرتادون المقاهي والمطاعم كالمعتاد. حركة السير تعود الى طبيعتها." وقال سكان في العيون ان التوتر مازال يخيم على المدينة لكن لم تتكرر أعمال العنف التي وقعت يوم الاثنين. وقال ناشط مستقل طلب عدم نشر اسمه خوفا من الاعتقال لرويترز بالهاتف "الشرطة انتشرت بأعداد كبيرة في الشوارع وخارج معقل بوليساريو." وقال ساكن اخر "عشرات السيارات المحترقة التابعة للشرطة ولمدنيين التي أضرم محتجون النار فيها ملقاة على جانبي شارع سمارا" في اشارة الى الشارع الرئيسي في العيون. وأضاف ان المحتجين أضرموا النار أيضا في مبان حكومية ودمروها. وقال ناشطون من بوليساريو لرويترز ان بضعة محتجين تجمعوا في أحد أحياء مدينة العيون لكن سرعان ما تفرقوا عندما تقدمت الشرطة نحوهم. ومن المقرر ان يجتمع مفاوضون من المغرب وجبهة بوليساريو قرب نيويورك في وقت لاحق يوم الثلاثاء في اليوم الثاني من محادثات تجري بوساطة الاممالمتحدة في محاولة لانهاء الجمود في الصراع بشأن وضع الصحراء الغربية. ويقول المغرب ان الاراضي يجب ان تبقى تحت سيادته بينما تقول جبهة بوليساريو انها دولة ذات سيادة. وفي بروكسل قال الاتحاد الاوروبي ان اعمال العنف تقوض محادثات السلام. وقالت المتحدثة باسم المفوضية "يأسف الاتحاد الاوروبي للحوادث المميتة التي جرت أمس في اراضي الصحراء الغربية." وأضافت "نشعر بقلق بالغ بشأن العنف ... وندعو جميع الاطراف الى التحلي بالهدوء وتجنب أي أعمال عنف."