القاهرة - انقسمت آراء خبراء السوق حول تقييمهم لطرح عامر جروب الذى تم الإعلان عن تفاصيله ما بين غالبية ترى فيه وسيلة لجذب المستثمرين للسوق المحلية وإنعاشها، وأقلية تراه طرحا غير ملائم فى وقت تنخفض فيه السيولة فى السوق. ويقول خالد سرى صيام، رئيس البورصة، إن الطروحات الجديدة يتم تغطيتها من خلال السيولة الموجودة بالفعل فى البورصة، إلا أن هذا لا ينفى أنها تساعد على جذب سيولة جديدة إضافية للسوق. وطرح شركة عامر سيساهم فى جذب سيولة جديدة، خاصة أن نسبة الطرح الخاص أكبر من العام على حد تعبير صيام، للشروق مشيرا إلى أنه سيتم خلال الأسبوع الجارى إتمام إجراءات القيد وموافقة الهيئة العامة للرقابة المالية غير المصرفية على عملية الطرح. وتقوم الشركة بترويج طرحها فى الخارج حاليا بالإضافة إلى المستثمرين المحليين، أضاف رئيس البورصة. وتوقع صيام ألا يكون طرح عامر جروب الأخير هذا العام، بل سيكون «هناك طرح آخر فى البورصة، تقوم به شركة محلية لزيادة رأس مالها عن طريق البورصة»، على حد قوله، رافضا الإفصاح عن اسم هذه الشركة أو النشاط الذى تعمل به. وكانت مجموعة عامر جروب العقارية قد أعلنت عن طرح أسهم المجموعة فى البورصة بما يعادل 1.14 مليار جنيه، أى بزيادة 20% من رأس المال الفعلى للمجموعة، من خلال طرح خاص يمثل 80%، وهو ما يعادل 930 مليون جنيه، وطرح عام 20%، ويوازى 220 مليون جنيه، على أن يتم الانتهاء من الطرح الخاص فى 21 نوفمبر والطرح العام 23 نوفمبر، وبدء تداول السهم فى البورصة يوم 29 نوفمبر. ويقول إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى فى بنك الاستثمار نعيم، إن الطروحات الجديدة، خاصة الكبيرة منها والمرتبطة بشركات ذات وزن ومضمونة مثل عامر جروب تسهم فى زيادة عمق السوق، وهذا ما تحتاج إليه البورصة المصرية فى الوقت الحالى بحسب قوله، مشيرا إلى أن هذا الطرح سيؤدى إلى دخول شريحة جديدة من المستثمرين فى البورصة. ويضيف النمر هناك بالفعل علامات استفهام فيما يتعلق بتوقيت الطرح، ولكننا لو ربطنا عمليات الطرح بأداء البورصة قد ننتظر إلى الأبد. وهذا غير سليم. ويتفق هانى حلمى، رئيس مجلس إدارة الشروق لتداول الأوراق المالية، مع هذا الرأى قائلا «أى طرح لو جيد وسعره مناسب، يمثل فرصة استثمارية جيدة، والناس كلها ستجرى إليه، يقول حلمى، مشيرا إلى أن البورصة المصرية تحتاج إلى هذا النوع من الطروحات لكى تنمو وتكبر وتكتسب حجما ما بين الأسواق المالية فى منطقة الشرق الأوسط. ويستبعد حلمى حدوث أى تأثير سلبى لهذا الطرح الجديد على السوق موضحا أن محترفى السوق دائما يملكون أموالا جانبية لضخها فى الطروحات الجديدة والمضمونة، والأهم من ذلك، إنه إذا نجحت أسهم مجموعة عامر فى اجتذاب عدد كبير من مستثمرى السوق، وخفض قيمة الأسهم الأخرى، سيجد هؤلاء المحترفون فرصة جيدة للاستثمار فى الأسهم الأخرى، ويجرون إليها، ومن هنا سينتعش السوق. ومن جانبه، يرى عيسى فتحى، العضو المنتدب لشركة المصريين لإدارة المحافظ المالية، أن توقيت الطرح سيئ وقيمته أسوأ خاصة أن مستوى السيولة فى السوق ضعيف فى الفترة الأخيرة، ويضيف فتحى أن المستثمرين يفتقدون شهية الاستثمار والمخاطرة نتيجة لتدهور حال السوق فى الفترة الأخيرة بحسب قوله مشيرا إلى فشل تجربة جهينة ويتفق مع هذا الرأى محلل آخر، فى بنك الاستثمار فاروس، رفض ذكر اسمه، وقال إن نسبة السيولة منخفضة فى السوق، والعائد أقل، ولذلك ليس من المتوقع أن يجنى هذا الطرح عائدا جيدا. ويضيف المصدر لا يجب أن نغفل قرب الفترة الانتخابية وما يصاحبها حاليا من تذبذبات فى السوق المصرية، ولكن الشركة تراهن على سمعتها ومشروعاتها وملاءتها المالية. وكانت المجموعة حققت أرباحا صافية فى 2007 بنحو 123 مليون جنيه ارتفعت الى 285 مليون جنيه فى 2008 و503 ملايين جنيه فى 2009 فى حين حققت 415 مليون جنيه فى النصف الاول من 2010 وفقا للقوائم المالية غير المجمعة. وتستثمر المجموعة فى المجالات العقارية والسياحية وسلاسل المطاعم والمراكز التجارية ومن بين مشروعاتها بورتو السخنة وبورتو مارينا وبورتو طرطوس بسوريا بالإضافة إلى خمسة مراكز تجارية تابعة للمشروعات السابقة وفندقين خمس نجوم علاوة على عدد من سلاسل المطاعم مثل تشيلز وجونى كارينوز وأستوديو مصر والان لونوتر وحلقة السمك ونايل سيتى.