دبي- قال مشاركون من منطقة الشرق الأوسط في استطلاع لآراء المستثمرين في القطاع العقاري حول العالم للربع الثالث من العام 2010، إن سوق المنطقة ما يزال يقترب من القاع. ووضع الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة كوليرز إنترناشيونال في الشرق الأوسط، طور التعافي عند الساعة الرابعة على ساعة العقار العالمية. وتوقع 38 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع أن يرفعوا مستوى أصولهم العقارية خلال الاثني عشر شهراً المقبلة أو يحافظوا عليه، في حين أكّد 25 بالمائة من المشاركين سعيهم الحثيث إلى تقليص محافظهم الاستثمارية، ما يُظهر انخفاضاً هائلاً في خطط التوسع مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ستة أشهر، كما يشير إلى وجود توجه عامّ نحو إدارة المخاطر. وتقارن الساعة العقارية العالمية المراحل الدورية التي تمرّ بها السوق بالوقت، إذ تمثل الساعة الثانية عشرة قمة السوق في حين أن الساعة السادسة تمثل قاعها، وتمثل الساعات الست الواقعة بين السادسة والثانية عشرة طور صعود السوق، في حين أن الست ساعات الواقعة بين الثانية عشرة والسادسة تمثل طور الهبوط. وأشار جون ديفيز، الرئيس التنفيذي الإقليمي ومدير فريق خدمات الاستثمار العالمي لدى كوليرز إنترناشيونال، إلى أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن سوق العقارات في منطقة الشرق الأوسط "ما تزال تراوح مكانها على مدى الشهور الستة الماضية"، لكنه استدرك قائلاً "إذا نظرنا إلى الجانب المضيء فإننا نرى أن المستثمرين لا يزالون يعتقدون بأن السوق بدأت تتأهب للاستقرار على أرضية ثابتة في غضون عام من الآن". ويبدو أن لدى المستثمرين في الشرق الأوسط استراتيجيات توسعية أقل مما كان لديهم قبل ستة أشهر، إذ قال 67 بالمائة من المستثمرين المستطلعة آراؤهم إنهم كانوا يسعون إلى تبنّي استراتيجيات توسعية. وأشار 63 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع إلى أنهم سوف يسعون لتقليل مستويات المخاطر، بينما قال 25 بالمائة إنهم سوف يتطلعون إلى زيادة التنويع في محافظهم الاستثمارية. يشار إلى أن أهداف الاستثمار الرئيسية لمجموع المشاركين في الاستطلاع تمثلت بعدد من المدن الغربية الكبرى مثل لندن ونيويورك وباريس، إلى جانب أسواق ناشئة مثل الصين والهند. أما من جهة استراتيجيات البيع، فينوي نصف المستثمرين في الشرق الأوسط بيع بعض ممتلكاتهم المحلية خلال العام المقبل، في حين لا توجد لديهم أية خطط لبيع أي من عقاراتهم الأجنبية، الأمر الذي يعزز الرأي القائل إن المستثمرين من المنطقة يخططون لتنمية أصولهم الخارجية على حساب المحلية كجزء من استراتيجية تهدف للحد من المخاطر. وانقسم المستثمرون في الشرق الأوسط كذلك حول النظرة المستقبلية، إذ أعرب 50 بالمائة منهم عن اعتقادهم بأن ركوداً مزدوجاً هو المرجح في الفترة المقبلة، عازين ذلك إلى المستويات العالية من الديون العقارية والفائض في المعروض العقاري بالمنطقة. ولكن تجدر الإشارة إلى أن المناطق الفرعية في الشرق الأوسط ليست جميعها تعاني من هذه العوامل، وهذا على الأرجح ما يفسر الانقسام في الرأي. أما على الصعيد العالمي، فقد وضعت المجموعة الكبرى من المستثمرين المشاركين في هذا الاستطلاع، الذي شمل مستثمرين من مناطق العالم كافة، الساعة العقارية العالمية لمناطقهم عند الساعة الثامنة، تلتها الساعة السادسة والسابعة على التوالي للمجموعتين الثانية والثالثة. وتشير هذه الإفادات إلى أن معظم الأسواق العالمية تمرّ حالياً في طور الصعود متسمة بازدياد الطلب، وانخفاض المعروض، وارتفاع الإيجارات، الأمر الذي يعد تغيراً مهماً مقارنة مع استطلاع آراء المستثمرين الذي أجرته كوليرز في الربع الأول من العام الجاري، والذي وضع فيه معظم المشاركين أسواقهم بين الساعتين الخامسة والسادسة. من جانبه قال جيمس دبليو هورن، رئيس مجلس إدارة شركة كوليرز إنترناشيونال آسيا والمحيط الهادئ، والراعي التنفيذي لكوليرز إنترناشيونال للخدمات الاستثمارية العالمية، إن معظم نتائج الدراسة تبرهن على وجود تفاؤل متزايد في سوق العقارات العالمية، وأضاف: "رغم اختلاف الآراء الحالية حسب المناطق، فإن الغالبية العظمى من المشاركين في الاستطلاع شعروا بأن السوق ستظل في طور الصعود بعد سنة، ومما يعزز التفاؤل في السوق قول ثلاثة أرباع من شملهم الاستطلاع بأنه من المستبعد حدوث ركود مزدوج". يُذكر أن استطلاع كوليرز إنترناشيونال لآراء المستثمرين للربع الثالث من 2010 أجري بين 15 أغسطس و7 سبتمبر 2010. وقد شارك في الاستطلاع أكثر من 200 من المستثمرين من المؤسسات والأفراد ممن يمتلكون أصولاً تُقدّر قيمتها بنحو 710 مليارات دولار ويمثلون قطاعاً عريضاً من المستثمرين العقاريين في جميع أنحاء العالم. يتمثل الغرض الرئيسي من الدراسة في الوصول إلى فهم أفضل لمواقف المستثمرين في السوق العالمية الحالية على المستويين العالمي والإقليمي، بما في ذلك توقعات المستثمرين للأشهر الاثني عشر المقبلة.