سيتنافس رئيس ساحل العاج لوران غباغبو ورئيس الوزراء الاسبق الحسن وتارا في دورة ثانية من انتخابات رئاسية تاريخية تهدف الى انهاء امة سياسية عسكرية استمرت عقدا كاملا. واعلنت اللجنة الانتخابية ان غباغبو حصل على تأييد مليون و755 الفا و495 ناخبا اي 38,3 بالمئة من الاصوات مقابل مليون و480 الفا و610 اصوات (32,08 بالمئة) لوتارا. وحل الرئيس السابق هنري كونان بيدييه في المرتبة الثالثة بحصوله على مليون و165 الفا و219 صوتا تشكل 25,24 بالمئة من الناخبين. لكن الحزب الديموقراطي لساحل العاج الذي يتزعمه بيدييه تحدث عن "غياب في الشفافية" و"اخطاء حسابية". كما دان حتى قبل اعلان النتائج الرسمية"رغبة واضحة في تلاعب"، مطالبا "باعادة احتساب الاصوات". وسترفع هذه النتائج الكاملة والموقتة للمرشحين الثلاثة الاساسيين واحد عشر مشرحا "صغيرا" آخرين الى المجلس الدستوري لاقرارها واعلان النتائج النهائية. وستجري الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد 15 يوما على اعلان النتائج النهائية للدورة الاولى. ومن المرجح ان تجري الدورة الثانية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي الايام التي سبقت اعلان النتائج، دفع الخوف من وقوع اعمال عددا كبيرا من سكان ساحل العاج الى البقاء في بيوتهم. وبدت بعض احياء ابيدجان التي سرت فيها كل انواع الشائعات اشبه بمدن اسباح. وبعد اعلان المرشحين اللذين سيتنافسان في الدورة الثانية من الانتخابات، بقيت العاصمة الاقتصادية للبلاد هادئة. ففي حي كوكودي الفخم حيث يقيم غباغبو الذي تقدم على منافسيه في الدورة الاولى، عاد عشرات الناشطين الى بيوتهم بعد اعلان اللجنة وقد بدا على وجوههم الاسف. وقال شاب يرتدي قميصا يحمل صورة غباغبو "كنا نريد الفوز من الدورة الاولى لكننا سنخوض انتخابات الدورة الثانية". وفي الحي نفسه، يقيم وتارا في فندق كبير خلا من الناشطين بعد اعلان النتائج. كما اقفر شارع برينسس (الاميرة) الشهير في حي يوبوغون الشعبي معقل غباغبو الذي يكون مكتظا في الليل عادة. ولم تسجل مظاهر فرح ايضا عند اعلان النتائج في بواكيه (وسط) التي صوت ناخبوها بكثافة لواتارا. وبواكيه هي معقل حركة التمرد السابقة القوات الجديدة التي تسيطر على الشمال منذ محاولة الانقلاب على غباغبو في 2002. ويحكم غباغبو (65 عاما) مرشح الاغلبية الرئاسية، البلاد منذ العام 2000 وقد بقي في منصبه على الرغم من انتهاء ولايته في 2005. وقد حرم من حكم الشمال لثمانية اعوام. ويكن معسكر غباغبو عداء كبيرا للحسن درامان وتارا الملقب بادو ويتهمه بانه كان مصدر وحي للمتمردين. وكان زعيم تجمع الجمهوريين البالغ من العمر 68 عاما منع من الترشح للانتخابات الرئاسية اثر التشكيك في جنسيته. وهو يأمل في تصحيح ما يعتبره "ظلما". ويتعلق احد التساؤلات الكبرى في الدورة الثانية بالاصوات التي حصدها بيدييه وما اذا كانت ستذهب الى رئيس الوزراء الاسبق. وقد تحالف الرجلان منذ 2005 في تجمع انصار هوفويت للديموقراطية والسلام لكن الحذر قائم في اغلب الاحيان بين الكوادر والناشطين. وكان معسكر بيدييه حاول في التسعينات قطع الطريق امام تولي وتارا الرئاسة واتهمه بانه يحمل جنسية بوركينا فاسو. ودعا مجلس الامن الدولي المرشحي في هذه الانتخابات التي ارجئت ست مرات منذ 2005 الى "المحافظة على الهدوء وقبول النتائج". كما دعوا مؤيدي المرشحين الى تجنب "كل عمل استفزازي او اعمال عنف".