يتنافس رئيس ساحل العاج لوران جباجبو ورئيس الوزراء السابق الحسن أوتارا في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية التاريخية 28 نوفمبرالحالي بعد تأجيلها لمدة أسبوع من الموعد المعلن وذلك بهدف إنهاء أزمة سياسية - عسكرية محتدمة منذ عقد كامل من الجاري لأن أيا من المرشحَين لم يفز بأغلبية مطلقة وهي الانتخابات التي شارك فيها 14 مرشحاً وبدأت الحملة الانتخابية للدورة الثانية من الاقتراع السبت الماضي بتجمع يترأسه جباجبو في اغبوفيل وآخر لوتارا في العاصمة الاقتصادية للبلاد أعلنت اللجنة الانتخابية أن نسبة التصويت بلغت أكثر من 80% من ستة ملايين ناخب تم تسجيلهم للتصويت وحصل جباجبو علي تأييد مليون و755 ألفاً و495 ناخباً أي حوالي 38% من الأصوات في مقابل مليون و480 ألفاً و610 أصوات أي حوالي 34% لأوتارا وحل الرئيس السابق هنري كونان بيدييه في المرتبة الثالثة بحصوله علي مليون و165 ألفاً و219 صوتاً تشكل 25 %من الأصوات . كان مجلس الأمن قد دعا المرشحين في هذه الانتخابات - التي أرجئت ست مرات منذ 2005 وفشلت سبع محاولات من قبل لإجراء هذه الانتخابات وسط أزمة سياسية تشهدها البلاد- إلي المحافظة علي الهدوء وقبول النتائج كما دعوا مؤيدي المرشحين إلي تجنب كل عمل استفزازي أو أعمال عنف في البلد الذي يحكمه جباجبو 65 سنة منذ عام 2000 وبقي في منصبه علي رغم انتهاء ولايته في 2005 وحرم من حكم الشمال لثمانية أعوام منذ الانقلاب الذي وقع في عام 2002. عنف في الأيام التي سبقت إعلان النتائج دفع الخوف من وقوع أعمال عنف عدداً كبيراً من سكان ساحل العاج إلي البقاء في بيوتهم فبدت بعض أحياء أبيدجان التي سرت فيها كل أنواع الإشاعات أشبه بمدن أشباح كان الحسن أوتارا زعيم الجمهوريين البالغ من العمر 68 سنة قد منع من الترشح للانتخابات الرئاسية اثر التشكيك في جنسيته والذي يكن له معسكر جباجبو عداء كبيراً ويتهمه بأنه كان مصدر وحي للمتمردين الشماليين الذين سيطروا علي أكثر من نصف البلاد الواقعة في الشمال. من ناحية أخري تحدث الحزب الديمقراطي لساحل العاج الذي يتزعمه بيدييه عن غياب في الشفافية وأخطاء حسابية كما أشار حتي قبل إعلان النتائج الرسمية إلي رغبة واضحة في تلاعب مطالباً بإعادة احتساب الأصوات. المراقبين أكد معظم المراقبين الدوليين إن الجولة الأولي من الانتخابات كانت حرة ونزيهة بشكل عام لكن المعارضة قالت إن ملفا يتضمن شكاواها سيرفع إلي المحكمة الدستورية في وقت لاحق قبل التصويت في الجولة الثانية. أقر واي جيه تشاو رئيس بعثة الأممالمتحدة في ساحل العاج نتائج الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة. مؤكدا عدم وقوع مخالفات تؤثر علي النتيجة. وسط تحذير المحللين من نشوب توتر في جولة الإعادة التي ستجري هذا الشهر. أكد واي جيه تشاو انه بعد تحليل وتقييم النتائج بشكل شامل لنتائج الجولة الأولي. خلصت إلي أن العملية التي قادت لإعلان النتائج النهائية تمت بشكل نزيه وشفاف معربا عن تأكيده التام أنه لم يحدث أي تلاعب. موضحا أن أي أخطاء أو مخالفات وقعت كانت صغيرة للغاية. بحيث لا يمكن أن تؤثر بدرجة تذكر علي النتائج العامة للانتخابات. مواجهات أعلنت الشرطة أن حوالي عشرين شخصا جرحوا في مواجهات بين أنصار رئيس ساحل العاج لوران جباجبو ومنافسه في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الحسن وتارا وتعتبر هذه المواجهات هي الاولي بهذا الحجم منذ بداية الحملة الانتخابية التي أطلقت قبل الدورة الاولي من الاقتراع في 31 اكتوبر الماضي. وتأتي هذه الصدامات قبيل البدء الرسمي للحملة الانتخابية للدورة الثانية في هذا الاقتراع التاريخي الذي يفترض ان ينهي أزمة سياسية عسكرية مستمرة منذ عقد. انتشر حوالي 300 من أعضاء اتحاد طلاب ساحل العاج القريب من جباجبو والذين جاءوا من مدينة ميرموز الجامعية. أمام مقر التحالف الذي يقوده وتارا في حي كوكودي الراقي وألقوا حجارة علي بوابة المقر والسياج فرد عليهم شبان داخل مقر تجمع مؤيدي هوفويت للديموقراطية والسلام واضطر حوالي 300 من رجال الشرطة حاولوا الفصل بين المعسكرين لاكثر من ساعتين. لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.