التقى سفراء سوريا والسعودية وايران لدى لبنان الثلاثاء في بيروت للبحث في تهدئة التوتر الحاصل حاليا في البلاد على خلفية التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري، على ما اعلن السفير الايراني. وقال السفير الايراني غضنفر ركن ابادي لقناة "ال بي سي" ان "الحفاظ على الوحدة اللبنانية في الساحة الداخلية مهم جدا وهذا هو الموقف الذي تؤكد الجمهورية الاسلامية الايرانية عليه دوما". واضاف بعد مشاركته في مادبة غداء مع نظيريه السعودي والسوري في دارة هذا الاخير "شعرنا ان سوريا والسعودية تسيران على نفس النهج، ونحن نامل ان تشهد الجمهورية اللبنانية الاثار الايجابية لهذه الاتصالات وهذه المحاولات قريبا". وتابع ركن ابادي "نحن لا نخاف من الوضع في لبنان لان طبيعة لبنان دائما كانت هكذا ونظرا لتواجد القيادات الحكيمة في لبنان وايضا (...) الوعي لدى الشعب اللبناني ولدى كل الاطراف السياسية". وتصاعدت حدة التوتر في لبنان خلال الاسابيع الاخيرة حيال المحكمة الخاصة بلبنان التي انشاتها الاممالمتحدة للتحقيق في اغتيال رفيق الحريري في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005. ويسود جو من التجاذب السياسي بين فريقي سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني ونجل رفيق الحريري، الذي يدعم المحكمة وحزب الله الذي يتهم المحكمة الخاصة بلبنان بانها "مسيسة" وبانها استندت في تحقيقاتها الى "شهود زور". وكان نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم اعلن في مقابلة وزعت الثلاثاء ان حزبه رفض طلبا للتحقيق الدولي في اغتيال رفيق الحريري للاستماع الى اشخاص مرتبطين به، واصفا اي قرار ظني يتهم حزب الله بالاغتيال بانه سيكون "فتيل تفجير". وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله دعا الخميس الماضي اللبنانيين الى "مقاطعة محققي المحكمة الدولية ووقف التعاون معهم"، بسبب "سلوكهم الفضائحي"، ولان كل ما يجمعونه من معلومات "يصل الى اسرائيل". وتعتبر الرياض ابرز الداعمين لرئيس الحكومة اللبناني، فيما ايران وسوريا تدعمان حزب الله. واجرى الرئيس السوري بشار الاسد في 17 تشرين الاول/اكتوبر زيارة مقتضبة الى الرياض حيث التقى العاهل السعودي الملك عبد الله وتطرق معه بالاخص الى الشان اللبناني. واتى هذا الاجتماع بعد يومين على زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى لبنان راى فيها مراقبون انها دعم لحليفه في لبنان، حزب الله.