صنعاء (رويترز) - بدأ اليمن يوم الثلاثاء عملية واسعة النطاق لاعتقال صانع قنابل سعودي متهم بأنه المسؤول عن هجوم فاشل بارسال طردين ملغومين الى الولاياتالمتحدة في الوقت الذي فجر فيه متشددون يشتبه في انتمائهم للقاعدة خط أنابيب نفط فيما يبدو أنه رد على الحملة. ونشر اليمن الذي يواجه ضغطا دوليا لاعتقال صانع القنابل قوات الجيش في الجنوب حيث فجر المتشددون خط الانابيب الذي تتولى تشغيله شركة كورية جنوبية. ولم يتضح بعد ما اذا كانت الصادرات ستتأثر بالهجوم. وقال ابراهيم شرقية نائب مدير مركز بروكنجز الدوحة لرويترز "هذا واحد من الاشياء التي يتعين علينا أن نتوقعها لان القاعدة تريد أن ترسل رسالة للحكومة اليمنية تفيد بأن التصعيد العسكري لا يعني انها ستظل صامتة الان .. وانها سترد وتصعد." وصرح مسؤول أمني يمني بأن هدف العملية في محافظتي مأرب وشبوة حيث توجد حقول نفط وغاز تشغلها شركات دولية كبرى هو القبض على السعودي ابراهيم عسيري. وكان الهجوم على خط الانابيب قد وقع في شبوة. كما يستهدف الهجوم القبض على أنور العولقي رجل الدين المتشدد أمريكي المولد المطلوب القبض عليه في واشنطن لصلته بتنظيم القاعدة. وقالت نيكول ستراك الباحثة المتخصصة في الشؤون اليمنية في مركز الخليج للدراسات "انهم (الحكومة اليمنية) يريدون اظهار مصداقيتهم في محاربة القاعدة. لقد أصبحوا تحت الاضواء من جديد ويريدون التأكيد على أنهم يتعاملون مع الامر." وبدأت السلطات اليمنية أيضا محاكمة العولقي غيابيا الذي يعتقد انه ضالع في محاولة فاشلة لتفجير طائرة كانت متجهة الى الولاياتالمتحدة في ديسمبر كانون الاول عام 2009 وهي المحاولة التي أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عنها. ويعتقد أن العولقي موجود في جنوب اليمن. وقال شرقية "توقيت محاكمته (العولقي) لا يترك أي شك في أن ذلك أيضا جاء استجابة للضغط الدولي على الحكومة." وأدرجت وزارة الخزانة الامريكية اسم العولقي على قائمة سوداء باعتباره "ارهابي عالمي من طراز خاص". وسمحت الولاياتالمتحدة في وقت سابق من العام الحالي لوكالة المخابرات المركزية الامريكية بالقاء القبض على العولقي أو قتله. وقال مسؤولون أمريكيون انه تم اكتشاف الطردين الملغومين الاسبوع الماضي في شحنات كانت متجهة جوا الى الولاياتالمتحدة في بريطانيا ودبي ويعتقد انهما من صنع جناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا. وعمق مخطط الاسبوع الماضي مخاوف أمنية غربية تركز على اليمن بعدما أعلنت القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليتها عن تفجير انتحاري نجا منه مسؤول أمني سعودي بصعوبة في أغسطس اب 2009 الى جانب هجوم فاشل يوم عيد الميلاد استهدف طائرة كانت متجهة الى الولاياتالمتحدة. وقرر الرئيس الامريكي باراك أوباما زيادة الاموال التي تقدمها الولاياتالمتحدة لليمن العام الحالي بحيث تصل المساعدات العسكرية وحدها الى 150 مليون دولار. وتجمع طائرات أمريكية بدون طيار معلومات عن المقاتلين وتطلق من حين لاخر الصواريخ على مخابئهم الا أن واشنطن وصنعاء تحرصان على عدم الاقرار بذلك. وفشلت عمليات أمنية يمنية أمريكية مشتركة خلال العام الماضي في قتل أو اعتقال كبار قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وينذر استخدام القوة برد فعل عنيف من اليمنيين الذين يشعرون بالعداء تجاه الولاياتالمتحدة بسبب غزوها للعراق وأفغانستان وبسبب دعم واشنطن لاسرائيل. وكانت القاعدة هددت في السابق باستهداف البنية التحتية لقطاع النفط والغاز في اليمن لكن مثل هذه الهجمات كانت نادرة نسبيا. وقامت قبائل ساخطة من وقت لاخر بنسف أنابيب نفط للضغط على الحكومة. وقال شرقية "انها (خطوط الانابيب) هدف سهل ولا تحتاج الى مزيد من التخطيط. في كل الاهداف السهلة الاخرى وخاصة في الاجزاء الجنوبية من اليمن يجب أن نتوقع رؤية بعض التصعيد في الوقت الراهن." وفي تطور جديد بشأن اكتشاف الطردين قالت وسائل اعلام أمريكية ان مسؤولين في المخابرات الامريكية تعقبوا عدة شحنات لادوات منزلية من اليمن الى شيكاجو في سبتمبر أيلول وخلصوا الى أنها قد تكون تجربة لهجوم للمتشددين. ويعتقد مسؤولو المخابرات أن تعقب خط سير الشحنات ربما استخدم لتخطيط مسار وتوقيت وصول الطردين وذكر التقرير أن هذه "التجربة" تضمنت ارسال صندوق به أدوات منزلية وكتب وأعمال أدبية دينية وقرص كمبيوتر لكنه لم يتضمن متفجرات. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن تجربة ارسال الطرد الاول ربما سمحت لمدبري المؤامرة بمعرفة الموقع الذي ستكون به الطائرات التي تحمل الطابعات الملغومة سواء فوق شيكاجو أو مدينة أخرى. وأضافت أن هذا سيسمح لهم بضبط أجهزة توقيت مثبتة في العبوتين الناسفتين حتى يتمكنوا من تفجيرهما في المكان الذي سيؤدي الى وقوع أكبر ضرر ممكن. وشددت الحكومات اجراءات أمن الطيران بعد اكتشاف الطردين اللذين كانا ضمن شحنة مرسلة من اليمن الى شيكاجو. وحذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) يوم الثلاثاء من التسرع في اجراءات تحسين أمن الطيران. وقال جيوفاني بيسينياني المدير العام لاياتا في مؤتمر عن أمن الطائرات في فرانكفورت "شهدنا حالات كثيرة جاءت فيها (الحلول) بعواقب غير مقصودة." وقال جون بيستول الذي أصبح رئيسا للادارة الامريكية لسلامة النقل في وقت سابق من العام امام المؤتمر "الامن لا يمكن ان يوقف العمل".