بوينس ايرس (رويترز) - اصطف مئات من الارجنتينيين يوم الخميس لالقاء نظرة الوداع على جثمان الرئيس السابق نيستور كيرشنر الذي حرمت وفاته الرئيسة كريستينا فرنانديز من زوجها وأقرب حلفائها الموثوقين. وكان كيرشنر (60 عاما) يعتبر أكثر الشخصيات تأثيرا في حكومة زوجته التي أبقت على نفس الاجراءات الاقتصادية التي قال أنصار انها أخرجت البلاد من الركود بعد أزمة طاحنة عامي 2001 و2002 . وكان من المتوقع أن يخوض كيرشنر -الذي توفي يوم الاربعاء اثر اصابته بأزمة قلبية- الانتخابات الرئاسية لولاية ثانية في اكتوبر تشرين الاول القادم. وتزيد وفاته احتمالات أن تخوض فرنانديز التي تتمتع بمعدلات تأييد أعلى من زوجها الراحل الانتخابات لولاية ثانية. ومن المتوقع أن تفتح الاسواق المالية المحلية التي أغلقت يوم الاربعاء بسبب عطلة رسمية على ارتفاع بعد مكاسب حققتها أصول الارجنتين التي يتم تداولها في الخارج. وكان مستثمرون يعتبرون كيرشنر رجلا لا يدعم قطاع الاعمال. لكن اختفائه من المشهد السياسي في الارجنتين يزيد حالة عدم اليقين قبل انتخابات عام 2011 . وقالت كارولا ساندي الاقتصادية في بنك كريدي سويس "كان نيستور كيرشنر قادرا على بناء تحالفات وسيترك رحيله فراغا يصعب ملؤه." وأضافت "بالتالي ربما تواجه (الرئيسة) وقتا عصيبا جدا في الحفاظ على ائتلاف كيرشنر الحالي ودعم النقابات." ويقول محللون ان فرنانديز التي تشتهر مثل زوجها بعدم دعم قيادات الاعمال وانتهاج سياسات تثير حفيظة المستثمرين ربما تتبنى نهجا اكثر ميلا للمصالحة في محاولة لكسب مزيد من الدعم. لكنها ستحتفظ على الارجح بالدائرة الصغيرة من مستشاري الزوجين وقد ترفع وفاة كيرشنر المفاجئة شعبيتها حين يتذكر الناخبون سنوات الازدهار في فترة رئاسته التي امتدت من عام 2003 الى عام 2007 حين حقق ثاني اكبر اقتصاد في امريكا الجنوبية قفزات سريعة. وأمضى بعض أنصار كيرشنر الليل في ساحة مواجهة للقصر الرئاسي حيث من المقرر أن يحضر زعماء من المنطقة وشخصيات سياسية لالقاء نظرة وداع على الجثمان يوم الخميس. وبدأ المواطنون يصطفون لوداعه. ومن المقرر أن يحضر الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز مراسم وداع كيرشنر فضلا عن عدد من زعماء المنطقة مثل رئيس تشيلي المحافظ سيباستيان بينيرا والرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا.