بوينس ايرس (رويترز) - بدأت رئيسة الارجنتين كريستينا فرنانديز فترة رئاسة ثانية متعهدة بجعل اقتصاد بلادها اكثر قدرة على المنافسة من خلال تحسين السياسات غير التقليدية التي تحقق نموا كبيرا والتي ترضي الناخبين ولكن تفزع المستثمرين. وحققت فرنانديز التي تمثل يسار الوسط فوزا ساحقا لاعادة انتخابها لمدة اربع سنوات اخرى في اكتوبر تشرين الاول على خلفية تحقيق نمو اقتصادي كبير وموجة من التعاطف بعد وفاة زوجها الرئيس السابق نستور كيرشنر العام الماضي.
وعلى الرغم من انها ما زالت ترتدي ثوب الحداد الاسود فقد تلقت فرنانديز التي غلبتها الدموع وشاح الرئاسة من ابنتها وسط تهليل انصارها داخل الكونجرس حيث دافعت عن النموذج الارجنتيني في مواجهة نموذج الدول المتقدمة.
وقالت فرنانديز (58 عاما) في كلمتها "انهم يحكمون باهداف النمو بالنسبة للقطاع المالي..ونحن نحكم باهداف النمو بالنسبة للعمل والتوظيف. هذا هو لب حكومتنا وهذا سيستمر.
"مشروعنا الوطني سيستمر حتى لا يبقى فقير واحد."
واعترفت فرنانديز بانه سيتعين على الارجنتين تحسين قدرتها على المنافسة واعلنت انها ستنشيء مكتبا حكوميا للقيام بذلك ولكنها استبعدت على ما يبدو حدوث تخفيض حاد في قيمة البيزو.
وراهن كبار وصغار المستثمرين على حدوث معدل اسرع لخفض قيمة العملة لجعل الصناعة المحلية اكثر قدرة على المنافسة لان التضخم الذي بلغ مستواه 25 في المئة زاد من التكاليف وجعل الانتاج في الارجنتين اقل قدرة على النمو.
وقالت فرنانديز ان "القدرة على المنافسة هو التحدي الكبير الذي سنواجه خلال الفترة المقبلة. وتحسين القدرة على المنافسة لن يحدث من خلال الانضمام الى هؤلاء الذين يخفضون قيمة العملة او بالانضمام لهؤلاء الذين يزيدون اعباء الديون ولكن الى حد ما من خلال زيادة القيمة والابتكار والعلم والتكنولوجيا."
وحثت فرنانديز في كلمتها الكونجرس على اجازة قوانين للحد من تملك الاجانب للاراضي وشن حملة على التهرب الضريبي.
واجرت فرنانديز بالفعل عدة تعديلات على السياسة. فبعد ايام من اعادة انتخابها بحصولها على 54 في المئة من الاصوات اتخذت فرنانديز اجراءات لتعزيز امدادات الدولار للسوق المحلية وفرضت قيودا على العملات لتخفيف الطلب .
واستهدفت هذه الاجراءات مواجهة تزايد هروب رأس المال وتعزيز احتياطيات البنك المركزي من العملة الاجنبية.
وبدأت ايضا في الغاء دعم الحكومة لفواتير المياه والغاز الطبيعي والخدمات العامة والتي كانت تكلفها عدة مليارات من الدولارات.
ومن المرجح ان تؤدي زيادة خفض الانفاق العام ووضع حد اقصى لمطالبات الاجور الى صراعات مع نقابات العمال القوية التي توفر دعما رئيسيا للساسة البيرونيين امثال فرنانديز.
واشارت فرنانديز في كلمتها الى انها قد تنتهج خطا اكثر تشددا مع النقابات. وقالت ان الاضرابات التي جرت في اقليم سانتا كروز في الاونة الاخيرة كلفت البلاد 820 مليون دولار.
وقالت فرنانديز"معنا هناك حق في الاضراب ولكن ليس الابتزاز والاغتصاب" وحثت رؤساء النقابات والشركات على العمل بشكل يتسم بالمسؤولية خلال فترة الاعداد لمحادثات الاجور السنوية.