تولت كريستينا كيرشنر (54 عاما) اول امرأة تنتخب رئيسة للارجنتين مهامها في حفل غير مسبوق في تاريخ هذا البلد تسلمت خلاله صلاحياتها من زوجها الرئيس المنتهية ولايته نستور كيرشنر. وادت الرئيسة اليمين الدستورية امام الكونجرس المجتمع بمجلسيه قبل ان تتلقى من زوجها الوشاح الرئاسي وسط تصفيق البرلمانيين والعديد من الوفود الاجنبية. ويؤكد انتقال السلطة هذا من زوج الى زوجته الذي يشكل سابقة ليس في الارجنتين فحسب بل في خارجها ايضا على استمرارية سياسية لطالما رفعت الرئيسة الجديدة شعارها. واثنت كريستينا باسهاب على زوجها في اول خطاب القته كرئيسة للبلاد مؤكدة انها تشاطره القناعات ذاتها.وقالت في خطابها انه هو الذي تمكن من "تبديل هذا الاحساس بالفشل الذي كان انتاب ملايين الارجنتينيين" حين غرقت البلاد في انهيار اقتصادي غير مسبوق في نهاية العام 2001. وتابعت "انجزنا امورا كثيرة خلال اربع سنوات ونصف (ولاية كيرشنر) من بينها مكافحة البطالة والبؤس والفقر بدون هوادة". وتكلمت في هذه المناسبة بصيغة "نحن" ومتعهدة بمواصلة هذه المهمة. وتأكدت هذه الاستمرارية السياسية من جديد قبل بضعة اسابيع حين اعلنت الرئيسة المنتخبة تشكيلة حكومتها التي احتفظت فيها بمعظم الوزراء الذين عينهم زوجها باستثناء وزير الاقتصاد الذي حل مكانه المصرفي مارتن لوستو (37 عاما). وادى الوزراء اليمين امام الرئيسة . وتوجهت كريستينا كيرشنر البيرونية اليسارية الناشطة في السياسة منذ اكثر من عشرين عاما الى جانب زوجها بعد اداء اليمين الى ساحة مايو للاحتفال مع حشود انصارها المتجمعين امام "البيت الزهري" (كاسا روسادا) مقر الرئاسة الارجنتينية. وحيت انصارها بعينين دامعتين واضعة يدها على قلبها على وقع اغنية للفنانة الارجنتينية مرثيدس سوسا التي حلت نجمة على هذا الاحتفال الشعبي قبل ان تؤدي بعض الخطوات الراقصة مع زوجها ثم مع نائب الرئيس خوليو كوبوس. ودعت كيرشنر مرة جديدة في كلمتها امام الكونجرس الى العمل على تفعيل النمو بالرغم من الاصوات التي ترتفع مطالبة بابطاء العجلة الاقتصادية في ظل التضخم المستمر. وتسجل الارجنتين منذ 2003 معدلات نمو "على النمط الصيني" تقارب 9% في السنة. غير ان هذا الازدهار المستعاد التي لازم عهد زوجها مهدد بنظر العديد من الاقتصاديين بالتضخم التي يتجاوز 15% في حين تؤكد الحكومة انه ادنى من 10% وبنقص في الاستثمارات.