بعد المفاجأة التي اثارتها نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية البرازيلية، عادت ديلما روسيف مرشحة الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا لخلافته الى تسجيل تقدم واضح على منافسها الاشتراكي الديموقراطي جوزيه سيرا في السباق الى الرئاسة الذي ينتهي الاحد. وقبل اسبوع من الدورة الثانية، وصل تقدم ديلما روسيف رئيسة الحكومة السابقة في عهد لولا، على خصمها الى عشر نقاط بحسب آخر استطلاعات الرأي، ما يرفع حظوظها بان تصبح اول سيدة تتولى رئاسة البرازيل. وقدر استطلاع للراي اجراه معهد فوكس بوبولي ونشرت نتائجه مساء الاثنين على موقف اي جي الالكتروني، تقدمها على سيرا ب14 نقطة لتحظى ب57% من نوايا الاصوات مقابل 43% لخصمها. ودعي حوالى 136 مليون ناخب للتوجه الاحد الى صناديق الاقتراع لتعيين خلف لولا الذي لا يجيز له الدستور الترشح لولاية ثالثة على التوالي. وكانت "ديلما" (62 عاما) كما يدعوها البرازيليون تكنوقراطية شبه مجهولة حين اختار لولا ترشيحها لخلافته وهي مناضلة سابقة سجنت حوالى ثلاث سنوات وخضعت للتعذيب ابان الديكتاتورية العسكرية (1964-1985). وخصمها سيرا (68 عاما) سياسي محنك وحاكم سابق لساو باولو، اكبر الولايات البرازيلية عدديا واكثرها ثراء. ويعرفه البرازيليون كوزير للصحة ناضل من اجل الادوية البديلة وضد الايدز. وبعد حملة انتخابية وصفتها وسائل الاعلام البرازيلية ب"القذارة" وتخللها الكثير من المؤامرات وبث الشائعات على الانترنت وتبادل الاتهامات بالفساد، نجحت روسيف في وقف تشتت الاصوات الذي منعها من تحقيق فوز منذ الدورة الاولى في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر. واضطرت ديلما روسيف خلافا لآمال حزبها لخوض دورة انتخابية ثانية رغم الحملة النشطة التي خاضها لولا من اجلها، مسخرا رصيده الشعبي الهائل البالغ 82% من التاييد لنجاحه في رفع البرازيل الى مستوى كبرى اقتصادات العالم والحد من البؤس والفقر في بلاده. وحصلت المرشحة على 46,8% من الاصوات مقابل 32,6% لسيرا، فيما احدثت المرشحة البيئية الانجيلية مارينا سيلفا مفاجأة كبرى بحصولها على 19,3% من الاصوات. وحصدت سيلفا اصوات الناخبين الباحثين عن طريق ثالث بديل والمسيحيين المعارضين لتشريع الاجهاض وزواج مثليي الجنس. واثر تعرضها لانتقادات الكنيسة الكاثوليكية والانجيليين لمواقفها المؤيدة لتشريع الاجهاض، تراجعت ديلما روسيف وتعهدت بعدم تعديل القانون. ومع دخولهما الشوط الاخير من الحملة الانتخابية التي تنتهي مساء الجمعة بمناظرة تلفزيونية اخيرة، ركز الخصمان جهودهما على الفوز باصوات 56 مليون ناخب في الولايات الثلاث الاكثر اكتظاظا وهي ولايات ساو باولو وميناس جيرايس وريو دي جانيرو. وكان كلا المرشحين الاثنين في ساو باولو بعدما زارا ريو الاحد. وهدفهما الفوز باصوات 6% من الناخبين المترددين و10% من الناخبين الذين يقولون انهم قد يبدلون رأيهم. وتشدد ديلما روسيف على "الاستمرارية" مع عمل لولا، فيما يندد خصمها ب"فضائح" الفساد التي تخللت عهد الرئيس ويطالب بحكومة "نزيهة". وبمعزل عن هذا السجال، تشير الصحافة الى ان "هناك على الارجح نقاط اتفاق اكثر مما هناك نقاط خلاف" في برنامجيهما، وكلاهما مرشح من وسط اليسار، التيار الذي حكم البرازيل خلال السنوات ال16 الماضية. وايا كان الرئيس المقبل، فهو سيجد نفسه امام ورشة عمل ضخمة. واوضح الكسندر بوش الذي صدر له كتاب بعنوان "البرازيل، بلد الحاضر"، انه بالرغم من النجاحات التي حققها لولا الا انه "يترك ارثا فادحا على صعيد التربية والبنى التحتية والامن والفساد والاصلاحات في نظام التقاعد والضرائب الطائلة الكلفة".