القدس (رويترز) - يعيد المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الحياة الى مسرح (خيال الظل) بعد ما يقارب من خمسة عقود من توقفه من خلال مسرحية (نص كيس رصاص) التي ستعرض السبت القادم ضمن فعاليات (المهرجان الدولي السابع عشر للدمى والعرائس) المقام حاليا في المدينة المقدسة. وقال عبد السلام عبده مخرج مسرحية (نص كيس رصاص) يوم الاحد لرويترز "هذه المسرحية محاولة لاعادة الحياة لمسرح الظل الفلسطيني الذي توقف بعد عام ثمانية واربعين بعد ان كان اساس المسرحي الفلسطيني كما في الدول المجاورة مثل سوريا وتركيا اللتين لم يتوقف فيهما هذا المسرح." واضاف "لقد استعنا بخبير تركي لمساعدتنا وتدريبنا على صناعة الدمي التي كانت تستخدم في هذا النوع من المسرح والتي تصنع من الجلد اضافة الى رسومات الصور المتحركة وقد عملنا على انجاز الدمى اللازمة للمسرحية والتي ترتكز على بطلي مسرح خيال الظل كراكوز وعيواظ." ويتطلع عبده ان ينجح وطاقم العمل الذي يضم اضافة اليه الفنانة الفلسطينية ريم تلحمي وعامر الاشهب ورجائي صندوقة في عرض هذه المسرحية في المقاهي كما كانت تعرض سابقا وخصوصا في مدينة عكا اضافة الى القدس وغيرها من المدن الفلسطينية. وقال "كان مسرح خيال الظل في سنوات الاربعينات اساس المسرح في فلسطين وكانت قاعات عرضه هي المقاهي وكان يشكل منبرا للنقد اللاذع لامور الحياة اليومية السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهذا ما سنحاول القيام به." واضاف "سنقدم العرض الاول لعملنا ضمن فعاليات مهرجان الدمي في المسرح الوطني وسنواصل العمل على تطويره من اجل افتتاحه في الخامس من نوفمبر القادم ويتحدث في جزء رئيسي منه عن ثورة عام ست وثلاثين ومعركة القسطل واستشهاد عبد القادر الحسيني." وجاء في نشرة للمهرجان حول المسرحية "كيمليا (ريم تلحمي) تدعوكم لمشاركتها اعادة افتتاح مقهى حجي صالح ذالك الحكواتي المخايل (نسبة الى خيال الظل) الذي قضى شهيدا اثر معركة القسطل تاركا ميراثا عظيما تحاول كيمليا اعادة احيائه بعد ستين عاما من رحيله بمساعدة ابن اختها عبوده (عبد السلام عبده) وبطلي مسرح خيال الظل كراكوز وعيواظ." وتضيف النشرة ان كيمليا "تواجه فشل زوجها عبد القادر (رجائي صندوقة) ونكوص ابنها صالح (عامر الاشهب) فهل تنجح." وشهد مهرجان الدمي والعرائس الذي انطلق في القدس منذ تسعة عشر عاما امس السبت عرضا لمسرحية (هشك بشك) قدمها طاقم من مسرح (السيرة) في الجليل واخرجها الممثل والمخرج راضي شحادة كان جمهورها طلاب وطالبات عدد من المدارس في مدينة القدس. وقال شحادة الذي يمارس التمثيل منذ مطلع السبعينات لرويترز بعد العرض "اصعب شيء ان تمثل امام الاطفال لانك لا تستطيع ان تضحك عليهم ونحن هناك لاضحاكهم وتعليمهم مع انه ليس شرطا ان يكون درسا كتلك الدروس التي يتلقوها في المدارس." واضاف "نستخدم في الاعمال المسرحية التي نقدمها للاطفال كل انواع الفنون بين الغناء والرقص والتمثيل كما نعمل على ان ندع الطفل يستخدم كافة حواس السمع والبصر والشم من خلال رائحة البخور التي تستخدم." ويرى شحادة ان الحركة المسرحية الفلسطينية شهدت خلال السنوات الماضية تطورا ملحوظا بوجود العديد من الممثلين والمخرجين والمنتجين مما يؤشر على عودة الحياة للمسرح الفلسطيني. وتشارك في مهرجان الدمي والعرائس هذا العام الذي تقتصر عروضه على مدينتي القدس والناصرة فرق مسرحية من الدنمرك وايرلندا والمانيا وايطاليا اضافة الى الفرق المحلية الفلسطينية من حيفا والجليل والقدس. وقال جمال غوشة مدير المسرح الوطني الفلسطيني في القدس "قررنا ان تقتصر فعاليات المهرجان هذا العام على مدينتي القدس والناصرة بعد ان كنا نقيمه في خمس مدن اخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب قلة التمويل رغم توجهنا الى العديد من المؤسسات الفلسطينية الاقتصادية لدعم المهرجان." وكتب المخرج المسرحي كامل الباشا مدير المهرجان في كتيب المهرجان "نهمس في اذان المسؤولين واصحاب القرار في جميع مؤسساتنا العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني ان عليهم واجب تجاه الحركة المسرحية وانهم لا يولون المسرح ما يستحقه من دعم ومساندة..." ويضيف "ونقول للقدس من القدس رغم الحصار والاعتقالات والاغتيالات والطرد والمصادرة والاستيطان فان شعبنا حي لن يموت يقبع في حنايا ازقتك يرفض الموت ويحب الحياة ويمارسها معتزا بعروبته وحضارته وتاريخه ومستقبل اجياله." وتستمر فعاليات المهرجان حتى الحادي والثلاثين من اكتوبر تشرين الاول الجاري.