بحث القادة العسكريون من الولاياتالمتحدةوباكستان سبل تحسين تنسيق العمليات القتالية على طول الحدود الافغانية، حسب ما افاد البنتاغون الاربعاء، وذلك في اعقاب غارة شنتها قوات حلف الاطلسي عبر الحدود تسببت في توتر العلاقات بين البلدين. وفي بداية محادثات اميركية-باكستانية تستمر ثلاثة ايام، اتفق وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس وقائد الجيش الباكستاني المتنفذ اشفق كياني خلال اجتماع استمر 30 دقيقة على ضرورة تحسين التعاون على الحدود الافغانية الباكستانية، حسب جيف موريل السكرتير الصحافي للبنتاغون. وصرح موريل للصحافيين ان المسؤولين "تحدثا مطولا عن كيفية تحسين تنسيق عملياتنا على جانبينا من الحدود". واضاف ان التعاون بين قادة الجيشين الاميركي والباكستاني قد تحسن على الحدود "ولكن هذا الحادث يشير بوضوح الى انه يجب القيام بمزيد من العمل" في اشارة الى الغارة التي شنتها مروحية اميركية وادت الى مقتل جنديين باكستانيين. واعرب غيتس مجددا عن اسف واشنطن على الحادث "واعرب عن تعازيه لعائلات" الجنديين الباكستانيين اللذين قتلا، حسب موريل. واكد ان مقتل الجنديين اللذين كانا من حرس الحدود "لم يكن مقصودا" وان الجيش الاميركي يعمل مع الباكستانيين لضمان عدم تكرر هذا الحادث مطلقا. واثار الحادث غضبا واسعا في اسلام اباد،الا ان الحلف الاطلسي قال ان قوات التحالف التي تقاتل المتمردين في افغانستان تحتفظ بحق "الدفاع عن النفس" في حال تعرضها لهجوم. وينتشر اكثر من 150 الف جندي من الولاياتالمتحدة وحلف الاطلسي في افغانستان لقمع تمرد طالبان المستمر منذ تسع سنوات اي بعد الاطاحة بنظام طالبان من السلطة في اواخر 2001. واغلقت باكستان الممر الرئيسي لامدادات حلف الاطلسي عبر ممر خيبر، وصعد مسلحو طالبان هجماتهم على قوافل الحلف. واعادت باكستان فتح الممر امام امدادات الحلف في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر. وعادة ما تتجنب القوات الاميركية ملاحقة المسلحين عبر الحدود الى باكستان. الا ان وكالة الاستخبارات الاميركية (سي اي ايه) تشن غارات صاروخية على مسلحين من القاعدة وطالبان باستخدام طائرات اميركية بدون طيار في حملة لم يناقشها المسؤولون الاميركية علنا. وشارك الاميرال الاميركي مايك مولين في الاجتماع اضافة الى مايكل فلورنوي وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة. وقال موريل ان غيتس اعرب عن "تقديره" للحملة العسكرية التي تشنها باكستان ضد المتطرفين على اراضيها، واكد على رغبة واشنطن في بناء شراكة طويلة الامد لا تركز فقط على القضايا الامنية. واضاف ان غيتس ابلغ الباكستانيين ان الولاياتالمتحدة "تريد رفع مستوى هذه العلاقة". واكد موريل كذلك على ان الجانبين ناقشا احتمال قيام الجيش الاميركي ببيع المعدات وغيرها من المساعدات العسكرية الى باكستان. واضاف ان الجانبين "تحدثا عن المساعدات الامنية لباكستان" الا انه لم يكشف عن تفاصيل. والمحادثات التي تستمر لثلاثة ايام تاتي في اطار الجولة الاخيرة في "الحوار الاستراتيجي"، المبادرة التي اتخذتها ادارة الرئيس باراك اوباما لتثبت للرأي العام الباكستاني المشكك بانها تسعى الى علاقات ابعد من مجرد تعاون حول افغانستان. ووافق الكونغرس الاميركي العام الماضي على تطبيق خطة خمسية بقيمة 7,5 مليارات دولار في باكستان لتشييد مدارس وبنى تحتية واقامة مؤسسات ديموقراطية سعيا لقطع الطريق امام المتطرفين. وكانت باكستان الداعم الرئيسي لنظام طالبان في افغانستان لكنها غيرت مواقفها بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 واصبحت الشريك الاساسي للولايات المتحدة في حربها على الارهاب. ويجتمع مسؤولون من 13 مجموعة عمل الاربعاء والخميس لبحث مواضيع تتعلق بالزراعة والدفاع والتعليم وتطبيق القانون والمياه وغيرها. ويبلغ الحوار ذروته الجمعة مع مباحثات بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الباكستاني شاه محمود قرشي. وسيشارك رئيس الاركان الباكستاني كياني في المحادثات ويجري لقاءات في البنتاغون. من جهة اخرى، اعلن البيت الابيض الاربعاء ان الرئيس باراك اوباما لن يزور باكستان خلال جولته الاسيوية في تشرين الثاني/نوفمبر ولكنه سيزور هذا البلد الحليف خلال جولة مقبلة في العام 2011. ولم يتم التطرق الى امكانية قيام اوباما بزيارة باكستان في اطار الجولة الاسيوية التي ستقوده مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الى الهند واليابان مرورا باندونيسيا وكوريا الجنوبية. لكن الرئيس الاميركي قال الاربعاء لمسؤولين باكستانيين في واشنطن في اطار "الحوار الاستراتيجي" بين البلدين، انه سيزور بلدهم في العام 2011. ومن ناحيته، اشاد وزير الخارجية الباكستاني الذي يزور واشنطن بقرار اوباما زيارة بلاده العام المقبل. وقال شاه محمود قرشي بعد محادثات مع اوباما "كونه (باراك اوباما) وافق على زيارة باكستان العام المقبل وكونه قرر دعوة الرئيس الباكستاني الى الولاياتالمتحدة الاميركية، كل هذا يظهر مستوى الالتزام" الاميركي تجاه اسلام اباد.