اعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز حليف ايران الرئيسي في اميركا الجنوبية، الثلاثاء مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين في حين تخضع طهران لعقوبات دولية صارمة. ورحب احمدي نجاد بدعم فنزويلا للجمهورية الاسلامية في مواجهة هذه العقوبات خلال محادثاته مع تشافيز الذي كان يقوم الثلاثاء بزيارته التاسعة لايران في اطار جولة الى اوروبا الشرقية والشرق الاوسط. وقال الرئيس الايراني في تصريحات نقلها الموقع الرئاسي ان "موقف فنزويلا الواضح والودي الذين يدين العقوبات المفروضة على الامة الايرانية من قبل الدول المهيمنة يثبت عمق وقوة علاقاتنا الثنائية". واضاف المصدر نفسه ان تشافيز قال ان "فنزويلا ستقف الى جانب ايران في جميع الظروف". وتابع ان "التعاون مع ايران مسألة مقدسة" لكراكاس معتبرا ان "الامم المستقلة من خلال توحيد وسائلها ستكون اقوى في مواجهة امبريالية" الدول العظمى. وذكرت وسائل الاعلام الايرانية ان المحادثات بين الرئيسين التي استمرت لساعات تناولت توطيد التعاون في مجال التجارة والطاقة. وتأثر هذان المجالان منذ الصيف بسبب العقوبات الغربية المشددة بسبب برنامج ايران النووي والتي تطال النشاط المصرفي والقطاع النفطي الذي تحصل ايران بفضله على اكثر من 80% من مواردها من العملات. وقال موقع شبكة برس تي في الايرانية الناطقة بالانكليزية ان طهران وكراكاس تسعيان خصوصا الى تطوير تعاونهما في مجالات النفط والغاز والبتروكيمياء. ومن بين المشاريع المطروحة مشروع انشاء شركة بحرية لنقل النفط، ومشاركة فنزويلا في تطوير حقل جنوب فارس الايراني العملاق. وايران وفنزويلا هما من جهة اخرى عضوان نافذان في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي ستتولى طهران رئاستها في الاول من كانون الثاني/يناير المقبل للمرة الاولى منذ الثورة الاسلامية في 1979. وترتبط ايران وفنزويلا العدوتان اللدودتان لواشنطن، بعدد كبير من اتفاقات التعاون -- يناهز عددها الاجمالي 80 حسب سفير فنزويلا في طهران -- خصوصا في مجالات الطاقة والمصارف والصناعة. ولا يوفر تشافيز، زعيم اليسار الراديكالي في اميركا اللاتينية، مناسبة للتذكير بالعلاقات التي تجمع بلاده بايران. وقد تقربت فنزويلا كثيرا من ايران في السنوات الاخيرة فكانت في عداد البلدان القليلة التي دافعت عن البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. وزار احمدي نجاد فنزويلا في تشرين الثاني/نوفمبر 2009. وبعد ايران، سيزور الرئيس الفنزويلي سوريا وليبيا. وزار حتى الان روسيا وبيلاروسيا واوكرانيا. وقد وقع تشافيز في موسكو مجموعة من الاتفاقات في مجال الطاقة تنص خصوصا على ان تبني روسيا اول محطة نووية في فنزويلا. واكدت الولاياتالمتحدة انها تنوي مراقبة هذا الاتفاق "عن كثب". وانجزت روسيا هذا الصيف بناء اول محطة نووية ايرانية في بوشهر (جنوب)، على رغم احتجاج البلدان الغربية التي تشتبه في ان ايران تسعى الى حيازة السلاح النووي، وحاولت طوال سنوات اقناع موسكو بالتخلي عن هذا المشروع.