بروكسل (رويترز) - قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عشية مؤتمر للمانحين انه ينبغي لباكستان بذل مزيد من الجهد لمساعدة نفسها على التعافي من فيضانات هذا العام وعدم الاكتفاء بالاعتماد على مساعدات الولاياتالمتحدة واوروبا. وقد تؤدي تصريحات كلينتون الحادة يوم الخميس إلى زيادة غضب الباكستانيين في وقت تدهورت فيه العلاقات بين البلدين على ما يبدو. وقالت كلينتون بعد اجتماع في بروكسل مع كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي التي ستستضيف مؤتمر المانحين لباكستان يوم الجمعة "لقد قام المجتمع الدولي بأقصى ما في وسعه بالفعل." واضافت "من غير المقبول على الاطلاق بالنسبة لمن يملكون الوسائل في باكستان الا يقوموا بدورهم العادل لمساعدة شعبهم في حين يتكاتف دافعو الضرائب في اوروبا والولاياتالمتحدة والدول الاخرى المساهمة للقيام بدورنا." وتدهورت العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة في الاسابيع الاخيرة. وتشهد باكستان منذ سبتمبر ايلول تصاعدا للهجمات التي تقوم بها طائرات أمريكية بلا طيار وحوادث توغل عبر الحدود لقوات حلف شمال الاطلسي وقيام مسؤولين غربيين بتسريب أنباء عن تهديدات امنية من الاراضي الباكستانية. وتغلق باكستان طرق نقل الامدادات الى حلف شمال الاطلسي في أفغانستان من ان لاخر. وكشفت الفيضانات المدمرة هذا العام عن ضعف قدرة الحكومة الباكستانية على التعامل مع الشدائد. وقدر بنك التنمية الاسيوي والبنك الدولي فيمة الخسائر الناجمة عن الفيضانات بنحو 9.5 مليار دولار في الممتلكات والمحاصيل والبنية التحتية ويقول مسؤولون بوزارة المالية ان نفقات التعافي قد تصل الى 30 مليار دولار. وقالت كلينتون ان الباكستانيين لديهم مزيدا من الموارد لكن الدولة تحتاج الى اصلاح النظام الضريبي لتدعيم حكومتها. وقالت "أهم الخطوات التي يمكن لباكستان القيام بها هي اقرار اصلاحات ملموسة توسع قاعدتها الضريبية." وأضافت "ينبغي للحكومة ان تطالب الميسورين اقتصاديا والصفوة في باكستان بدعم حكومة باكستان وشعبها." ولا تجمع باكستان الا نحو عشرة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي في صورة ضرائب وهو واحد من اقل المعدلات في العالم وتتحرك بخطا بطيئة في تنفيذ الاصلاحات المرتبطة بالافراج عن الشريحة التالية من برنامج قروض من صندوق النقد الدولي قيمته 11 مليار دولار. وأبلغ وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي بعض أعضاء البرلمان الاوروبي يوم الخميس بأن الفيضانات نكبة اقتصادية أضرت بقدرة البلاد على مكافحة التطرف. وأضاف "ان كنتم تريدون مساعدتنا على مكافحة التطرف والارهاب فيمكنكم ذلك بجعل باكستان مستقرة اقتصاديا. عندما نكون مستقرين سيكون بمقدورنا معالجة قضية الفقر." وتابع "عندما نكون مستقرين اقتصاديا سيكون بمقدورنا الاستثمار في القطاعات التي تعرضت للاهمال في الماضي مثل قطاعي الصحة والتعليم."