ربما يلجأ عدد من القراصنة الصوماليين أكثر من أي وقت مضى الى خطف السفن خلال الشهور المقبلة.. ومن الخطط المقترحة لمحاربتهم اقامة "غرف احتماء" والاستعانة بسفن حماية حربية خاصة. لكن ليس من الواضح بأي حال أن تمثل هذه الوسائل نقطة تحول في المعركة مع القراصنة وهناك مخاوف من أن تزيد الاوضاع سوءا. وتقوم عشرات من السفن الحربية الدولية بدوريات لمكافحة القرصنة لكن تفويضها ينتهي بانتهاء حدود المياه ويقول قادة ان عددها محدود لدرجة تجعل من الصعب حراسة المحيط الهندي بمساحته الشاسعة. وفي الوقت ذاته يحصل عدة مئات من الصوماليين على دخل يفوق كثيرا الاجور التي يمكن أن يتقاضوها في بلادهم من خلال تكوين مجموعات صغيرة والاستعانة بسلالم وبنادق كلاشنيكوف لاعتلاء السفن واجبارها على الابحار الى مراس تابعة للقراصنة. ويجري حاليا احتجاز نحو 19 سفينة و350 من أفراد أطقمها. وظهرت شركات تعرض تقديم المشورة والحماية وتوفير المعدات المتخصصة. ويقترح البعض تسيير سفن حراسة على غرار سفن الحراسة العسكرية وعلى متنها أطقم خاصة. قال جريج ستنستروم مؤسس شركة مارك ستار ومقرها الولاياتالمتحدة " هدفنا هو توفير حماية وثيقة للسفن التي تمر عبر منطقة الخطر." وأضاف "نحاول أن نبتعد عن مصطلح (البحرية الخاصة) وان كان مناسبا. نفضل أن نصف أنفسنا بأننا شركة أمن بحرية خاصة." وسيجري تسليح أسطح السفن بأسلحة الية ذات فاعلية أكبر من الاسلحة التي يستخدمها القراصنة حاليا. وقد يخصص لها طائرات بلا طيار أو مناطيد للمراقبة. ويقول ستنستروم وهو ضابط سابق بالبحرية الامريكية انه واجه تشككا واسع النطاق عندما طرح الفكرة لاول مرة قبل عامين. لكن مع تزايد القرصنة اكتسبت هذه الفكرة زخما. وتجمع الشركة تبرعات لكنها تأمل أن تعرض مرافقة السفن التي تطلب حماية بحلول عام 2011 أو قبل ذلك. وتقول مصادر بقطاع الشحن ان عددا اخر من الشركات لديه خطط مماثلة. وكانت الفكرة تطرح من حين لاخر منذ أن بدأ القراصنة عملياتهم انطلاقا من الصومال في منتصف العقد وأثارت انزعاج بعض مسؤولي البحرية. وتزايدت الاستعانة بشركات الامن الخاصة في العراق وأفغانستان لكنها أثارت جدلا. ويخشى البعض من أن تصبح بعض الشركات يوما جزءا من المشكلة. وتقوم قوات بحرية تابعة لعدد من الدول منها قوى ناشئة مثل الهند والصين وروسيا وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها بحراسة المنطقة وهي تنسق العمل فيما بينها من خلال غرفة دردشة امنة عبر الانترنت. قال الميجر جنرال باستر هويس قائد قوة مكافحة التجسس التابعة للاتحاد الاوروبي (نافور) "هذه المنطقة من المحيط تشيع بها الفوضى... واذا أضفنا مجموعة من الشركات الخاصة التي تقوم بتسيير سفن فان هذا ربما يضيف قيمة لكنه قد يحدث تعقيدا أيضا... علينا أيضا أن نضع في اعتبارنا ما سيعنيه هذا بالنسبة للارواح التي يحتجزها القراصنة." وقال ستنستروم ان السفن ستلتزم بقواعد اشتباك صارمة ولن تطلق النار الا للدفاع عن النفس ويتوقع أن يلوذ أغلب القراصنة بالفرار دون اشتباك. ومن الخيارات الاخرى الاستعانة بحراس أمن خصوصيين على متن السفن وهو خيار أيدته بالفعل بعض شركات الشحن وان رأى البعض أنه ينطوي على صعوبات مماثلة. كما ينظر لتسليح البحارة في السفن التجارية العادية على أنه خيار غير عملي وربما ينطوي على مخاطر. وقال هويس قائد نافور "أن يتسلح شخص لحماية سفينة في البحر مهمة صعبة... سيغير هذا من وضع السفن التجارية المدنية وسيتولد احتمال اشعال سباق للتسلح مع القراصنة." ومن حين لاخر تضع عدة دول منها الولاياتالمتحدة وروسيا فرقا من مشاة البحرية على سفنها التجارية للحماية لكن دولا أخرى تفتقر الى الموارد الكافية لذلك. ومن استراتيجيات الحماية التي أصبحت السفن التجارية تلجأ اليها بشكل متزايد "غرفة الاحتماء" التي يمكن أن يتحصن بداخلها أفراد الطاقم في حالة استيلاء قراصنة عليها مما يتيح لقوات عسكرية اقتحام السفينة دون تعريض الطاقم للخطر. وأمكن استعادة بعض السفن بعد أن لجأ الطاقم الى هذه الطريقة. وفي الشهر الماضي تخلى قراصنة عن سفينة تابعة لليونان عقب الاستيلاء عليها بعد أن تحصن الطاقم داخل غرفة المحركات. ويقول البعض ان القراصنة ربما خافوا من تعرضهم لهجوم. ويقول خبراء ان طريقة الاحتماء بالغرف ربما تكون فعالة لكن لابد أن تكون مضادة للرصاص وأن تحتوي على مخزون كاف من المواد الغذائية ومعدات الاتصال ويفضل كذلك نظام لايقاف السفينة. وحتى الان لم يبد القراصنة ميلا للدخول في اشتباك لدى اعتلاء السفن. لكن هذا يمكن أن يتغير. وأعدت جيوش غربية ومؤسسات ملاحية قائمة توصيات للسفن التي تمر بالمنطقة وتقول انه ما من سفينة طبقت تلك التوصيات وتعرضت للقرصنة. وأهم ما في الامر المراقبة الجيدة اذ ان بعض السفن لا تلاحظ القراصنة الا بعد اقتحامهم لغرفة القيادة. كما أن التوصيات تشمل استخدام السفن لرشاشات المياه ووضع أسلاك شائكة على السلالم والمرور في مناطق الخطر ليلا والالتزام بالمسارات المحددة واخطار القوات العسكرية بوجودها. ويتفق الجميع تقريبا على أن الحل الطويل الاجل الوحيد يكمن في تحقيق الاستقرار على شواطيء الصومال لكن لا يتوقع كثيرون أن يتحقق ذلك قريبا. ويعتقد كثيرون أن الوجود البحري الدولي الذي كان ينظر له يوما على أنه مؤقت سيصبح شبه دائم. ويقول أصحاب السفن انه لن يكون أمامهم بمجرد خطف السفينة سوى دفع الفدية التي يطلبها الخاطفون. وقال بيتر هينشكليفه الامين العام للاتحاد الدولي للشحن "بعدها تصبح مشكلة متكررة." من بيتر أبس مراسل شؤون المخاطر السياسية