اكد المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل الخميس ان واشنطن تبذل "جهودا مكثفة" لانقاذ مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية التي يهدد الخلاف حول الاستيطان اليهودي بنسفها. وقال ميتشل اثر لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله استمر اكثر من ساعتين "نحن مصممون على مواصلة جهودنا للتوصل الى ارضية تفاهم بين الطرفين بهدف اتاحة استمرار المفاوضات المباشرة". واضاف "سنواصل جهودا مكثفة خلال الايام المقبلة"، موضحا انه سيلتقي عباس مجددا الجمعة. من جانبه، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان اللقاء الذي جرى في مقر الرئاسة الفلسطينية كان "معمقا". واضاف "طالبنا السناتور ميتشل الاستمرار في جهوده وطلبنا ان توقف اسرائيل كافة نشاطاتها الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي لاعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق". وتابع عريقات "اكدنا اننا لسنا ضد المفاوضات واستمرارها لكن الذي قرر استمرار الاستيطان هو الذي قرر وقف المفاوضات"، موضحا ان عباس نقل هذا الموقف الفلسطيني "للرئيس الاميركي باراك اوباما في رسالة خطية". وفي المساء، اعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه لوكالة فرانس برس "لا جديد حتى الان بعد لقاء ميتشل مع الرئيس عباس لكننا ننتظر الرد الاميركي خلال الايام القليلة القادمة على قضية الاستيطان". وشدد على انه "لن يكون هناك مفاوضات دون تجميد كامل للاستيطان". وقال ان "القيادة الفلسطينية ستجتمع السبت وسيعرض الرئيس عباس عليهم تفاصيل الجهود الاميركية المبذولة لعملية السلام وبعدها بايام قليلة ستجتمع لجنة المتابعة العربية في مقر الجامعة العربية في القاهرة وسيعرض عليهم الى اين وصلت الجهود الدولية والاميركية". وتابع "ثم هناك قمة عربية في سرت وسيكون للرئيس عباس خطابا هاما جدا امام اشقائه القادة العرب". واعلن الفلسطينيون مرارا انهم سينسحبون من المفاوضات المباشرة التي استؤنفت برعاية اميركية في 2 ايلول/سبتمبر، في حال واصلت اسرائيل البناء في مستوطنات الضفة الغربية. واستؤنفت اعمال البناء الاثنين في بعض مستوطنات الضفة الغربية مع انتهاء فترة تجميد جزئي استمرت عشرة اشهر. وعقد اللقاء بين عباس وميتشل في وقت اعلنت فيه جامعة الدول العربية ان اجتماع لجنة المتابعة المنبثقة عنها حول مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية الذي كان مقررا في 4 تشرين الاول/اكتوبر ارجئ الى السادس منه لاتاحة الفرصة امام الجهود الاميركية الرامية الى تذليل العقبات. وقال احمد عيسى المتحدث باسم الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لوكالة فرانس برس التاجيل تقرر "بهدف تمكين الرئيس الفلسطيني محمود عباس من حضور اجتماع اللجنة لاطلاعها على آخر التطورات المتعلقة بجهود الولاياتالمتحدة ازاء المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية". ولكن وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية افادت ان مصر طالبت الخميس بارجاء موعد اجتماع لجنة المتابعة العربية الى الثامن من تشرين الاول/اكتوبر ليتزامن مع قمة سرت. ونفى البيت الابيض الخميس ان يكون الرئيس باراك اوباما عرض على نتانياهو ضمانات لحثه على تمديد التجميد الجزئي للاستيطان، كما جاء في مقال صحافي نشر على الانترنت. واكد هذا المقال الذي نشره خبير سياسي على علاقة بدينيس روس العضو في فريق اوباما ان الرئيس الاميركي قدم عروضا لنتانياهو لحث اسرائيل على الموافقة على تمديد التجميد. وقال توم فيتور المتحدث باسم البيت الابيض "لم ترسل اي رسالة الى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ولن ندلي باي تعليق على مواضيع دبلوماسية حساسة". وكتب ديفيد ماكوفسكي، الخبير في منظمة "انستيتيوت فور نير ايست بوليسي" في مقاله ان نسخة غير مكتملة لرسالة ارسلت من مكتب اوباما الى نتانياهو وتتضمن ضمانات تتعلق بقضايا تبدا من السلام والامن الى تسليم شحنات اسلحة اذا ما توصل الاسرائيليون الى اتفاق مع الفلسطينيين. واستنادا الى ماكوفسكي فان نتانياهو لا ينوي قبول العرض. ويقول ماكوفسكي ان الرسالة تتضمن وعدا بان لا تطالب الولاياتالمتحدة اسرائيل بتمديد جديد للتجميد الجزئي بعد الشهرين الاضافيين وبان تستخدم واشنطن حق الفيتو ضد اي قرار في الاممالمتحدة بشان مفاوضات السلام لمدة عام. كما اكد ان الرسالة تضمنت موافقة الولاياتالمتحدة على مطالب اسرائيل في مجال الامن وقبولها بمبدا فترة انتقالية في غور الاردن. ويصر نتانياهو على بقاء القوات الاسرائيلية شرق حدود الدولة الفلسطينية المقبلة الامر الذي يرفضه الفلسطينيون. وضمن الجهود الدبلوماسية الرامية الى انقاذ المفاوضات تبدأ وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الخميس زيارة الى المنطقة تستمر يومين وتلتقي خلالها عباس ونتانياهو. وكانت اشتون تعرضت لانتقادات شديدة خصوصا من جانب فرنسا، لغيابها عن اولى جلسات المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن.