الادارة الأمريكية غاضبة من نتنياهو نتنياهو يتوسط عباس وكلينتون القدسالمحتلة : ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية الجمعة أنه يسود غضب شديد في الإدارة الأمريكية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب رفضه مكافآت أمريكية سخية، أمنية وسياسية، مقابل تجميد البناء الاستيطاني ليتسنى مواصلة المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى في نيويورك قوله إن الأمريكيين قالوا إن سلوك نتنياهو مهين للرئيس الأمريكي باراك أوباما، والأمريكيين لا يفهمون كيف أن حليفتهم الأكبر لا تساعدهم بتاتا. كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله لنظير إسرائيلي، لم نعد نقبل بعذر الصعوبات السياسية، في إشارة إلى ادعاء نتنياهو بأن تمديد الاستيطان قد يؤدي إلى سقوط حكومته بسبب معارضة أحزاب اليمين المشاركة في التحالف الحكومي. ووفقا للصحف الإسرائيلية فإن مسؤولين في الإدارة الأمريكية ووزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك والمبعوث الخاص لنتنياهو، المحامي يتسحاق مولخو، عملوا خلال الأسبوع الماضي على وضع مسودة رسالة ضمانات أمريكية تتضمن مكافآت لإسرائيل مقابل تمديد تجميد البناء الاستيطاني لشهرين. وتضمنت المسودة تعهدات أمريكية بتزويد إسرائيل عتاد عسكري لم تحصل على مثيل له أبدا في الماضي إضافة إلى تعهد بتعاون أمني في مواضيع بالغة الحساسية وبينها مواضيع متعلقة بإيران. وشملت الضمانات الأمريكية تسليم إسرائيل سرب طائرات مقاتلة من طراز "أف-35" إضافة إلى العشرين طائرة التي قررت إسرائيل شراءها مؤخرا. ووافق الأمريكيون على التعهد بالاهتمام باحتياجات إسرائيل الأمنية خلال فترة السلام وبضمن ذلك تعاون أمريكي – إسرائيلي غايته منع تهريب صواريخ وأسلحة إلى الدولة الفلسطينية بعد قيامها من خلال حدودها الشرقية مع الأردن ودعم أمريكي لفكرة إبقاء قوات إسرائيلية في غور الأردن حتى بعد قيام دولة فلسطينية. ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن نفي مسؤولين في الإدارة الأمريكية لوجود رسالة ضمانات أمريكية كهذه الخميس، جاء في أعقاب رفض نتنياهو للضمانات الأمريكية. وأضافت "يديعوت أحرونوت" إن جهات سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل استهجنت رفض نتنياهو للضمانات الأمريكية السخية وقالت إن نتنياهو يتجه بأعين مفتوحة باتجاه حائط. وقالت هذه الجهات الإسرائيلية إنه على الرغم من أن أوباما لن يتعامل بشدة مع هذا الرفض حتى الانتخابات النصفية للكونجرس في تشرين الثاني/ نوفمبر القريب إلا أننا سنشعر جيدا بعد الانتخابات بالإهانة والغضب الرئاسي على أثر رفض التعهدات غير المسبوقة التي حصلنا عليها. حل وسط ومن جانبها ، كشفت صحيفة "اسرائيل اليوم" ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك ينظران في اقتراح حل وسط يتم بموجبه بناء حوالي 1200 وحدة سكنية فقط في المستوطنات خلال العام الذي تجري فيه المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين حول الوضع الدائم . وبالاضافة الى ذلك، ستعلن اسرائيل وفقا للاقتراح انها لا تنوي اقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية كما لن تتم مصادرة اراض هناك لغرض البناء . وينص الاقتراح ايضا على تقديم اسرائيل حزمة تسهيلات اخرى للجانب الفلسطيني ستشمل ازالة حواجز في الضفة . وقال مصدر اسرائيلي كبير للصحيفة ان الفلسطينيين يدركون الان استحالة تجميد اعمال البناء كليا وان هذه الاعمال لا تغير الوضع القائم اذ انها تحتل 2% فقط من اراضي الضفة الغربية
من جهته قال مصدر سياسي اسرائيلي كبير اليوم للاذاعة العبرية بأن نتنياهو لن يتمكن من الحصول على اغلبية في المجلس الوزاري المصغر للموافقة على تمديد تجميد البناء في المستوطنات حتى ولو اراد ذلك. في المقابل ، كشفت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم عن ان الرئيس الامريكي باراك اوباما نقل الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رسالة تتضمن حزمة مقترحات غير مسبوقة يعرضها على الجانب الفلسطيني ما لم ينسحب من المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. وقالت معاريف ان من بين هذه المقترحات تعهدا امريكيا بدعم اقامة دولة فلسطينية في حدود 67 مع تبادل اراض.واوضح الرئيس الامريكي في هذه الرسالة ان هذا التعهد سيصبح لاغيا اذا ما قرر الفلسطينيون الانسحاب من المفاوضات ميتشل في غضون ذلك ، التقى المبعوث الأمريكي في الشرق الأوسط جورج ميتشل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة في محاولة أخرى للتوصل إلى تسوية بشأن مسألة بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وأنهى المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل لقاءه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأعرب ميتشل عقب اللقاء عن التزام الإدارة الأمريكية بمواصلة مساعيها حتى الوصول لاتفاق مقبول للطرفين حسب رؤية الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب. من جانبه اعلن رئيس الوفد الفلسطيني في المفاوضات المباشرة صائب عريقات أن اللقاء كان معمقا وأن المحادثات ستستمر يوم الجمعة بعد جولة أخرى من اللقاءات بين ميتشل والجانب الإسرائيلي. كما تلتقي اليوم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالمسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين، في إطار الجهود الدولية لإنقاذ محادثات السلام المتعثرة بين الجانبين. وبعد لقائها الخميس الرئيس محمود عباس في رام الله ، اكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اعربت عن دعمها للموقف الفلسطيني بضرورة استمرار تجميد الاستيطان الاسرائيلي ومواصلة المفاوضات المباشرة. وقال نبيل ابو ردينة في تصريحات له "ان الوزيرة اشتون اكدت للرئيس محمود عباس دعم الاتحاد الاوروبي لضرورة استمرار تجميد الاستيطان ومواصلة المفاوضات". واضاف ان الرئيس ان عباس وضع المسؤولة الاوروبية "في صورة اخر تطورات الجهود الامريكية المبذولة حول عملية الاستيطان وشرح لها الموقف الفلسطيني بخصوص هذه القضية". ومن المقرر أن يشهد يوم السبت المقبل اجتماعات وصفت بالحاسمة والهامة لكل من اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح والامناء العامين للفصائل الفلسطينية لبحث خيارات القيادة الفلسطينية فيما يتعلق بمواصلة المفاوضات أو الانسحاب منها. وكان ميتشل التقى الاربعاء برئيس الحكومة الاسرائيلية دون التوصل إلى تفاهم حول قضية الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة . وصرح نتنياهو قبيل لقائه بميتشل بقوله "توجد شكوك وعقبات كثيرة بما يتعلق بالطريق الى السلام. الكل يفهم ذلك ولكن توجد وسيلة واحدة فقط للتأكد من أننا لن نصل الى السلام وهي أننا لا نحاول التوصل اليه". واضاف قائلا "أنا ملتزم، وكذلك حكومتي ملتزمة بالتوصل الى اتفاق سلام يصون المصالح الاسرائيلية. آمل أن المحادثات الجيدة التي أطلقتها مع الرئيس عباس ستتواصل باستمرار لكي نحاول أن نصل الى هذا الهدف. هذه سياستي وهذه السياسة الاسرائيلية، المحاولة لاحراز تقدم نحو السلام والأمن". وتأتي المساعي الامريكية في اعقاب استئناف اسرائيل البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في أعقاب تجميد دام 10 اشهر رغم المناشدات والدعوات الدولية بتمديد التجميد. وكانت واشنطن قد أعربت عن خيبة أملها من قرار اسرائيل عدم تمديد وقف النشاط الاستيطاني بعد انتهاء فترة التجميد مساء الاحد. كذلك أعربت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا عن خيبة أملها إزاء القرار الاسرائيلي، ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القرار بأنه "استفزازي". وقال عباس انه سيرد على قرار إسرائيل بعد لقائه مع اعضاء لجنة المتابعة العربية التي تضم وزراء خارجية عدد من الدول العربية وبعد التشاور مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تتولى ملف مفاوضات السلام. وكان عباس قد هدد من قبل بالانسحاب من هذه المفاوضات إذا رفضت إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان وقال في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان على اسرائيل ان تختار اما السلام او استمرار الاستيطان. ويدعو الجانب الفلسطيني الى تمديد تجميد اعمال البناء في المستوطنات لمدة 3 الى 4 اشهر اضافية لاتاحة الفرصة للجانبين للاتفاق على موضوع الحدود النهاية بين اسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستقام في نهاية المطاف.