رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قال مسؤول رفيع في حركة فتح يوم الاثنين ان التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وصل الى مرحلة اللاعودة ومن شأنه أن يقضي على الحل القائم على دولتين والذي يحظى بتأييد دولي. وأضاف ناصر القدوة الدبلوماسي المخضرم الذي مثل الفلسطينيين في الاممالمتحدة لعدة سنوات أن رفض اسرائيل الامتثال للمطالب الفلسطينية والدولية بتمديد تجميد الاستيطان جعل محادثات السلام مهددة. وتابع القدوة وهو عضو في حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن النشاط الاستيطاني "على وشك الوصول الى نقطة تجعله يقتل امكانية الوصول الى حل قائم على دولتين. "وبناء على ذلك فان العودة الى الاستعمار الاستيطاني وبناء المستوطنات وانشاء البنى الاساسية ينهي مفاوضات السلام وينهي عملية السلام." وحذر من أن هناك خطورة من اراقة الدماء على الجانبين اذا أخفقت محادثات السلام القائمة. وانتهت مدة وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية الذي استمر عشرة شهور يوم الاحد ورفضت اسرائيل تمديدها قائلة انه لا ينبغي لاي من الجانبين فرض شروط مسبقة على مفاوضات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة. ويقول الفلسطينيون ان المستوطنات التي تقدر جماعات حقوقية انها تحتل نحو 40 في المئة من أراضي الضفة الغربية ستجعل من المستحيل بالنسبة لهم انشاء دولة تملك مقومات الاستمرار. وهذه واحدة من أهم المشاكل التي تعترض سبيل أي اتفاق للسلام. وتابع القدوة "المسألة ليست مسألة اختيار الان. انها ضرورة محتمة. اما أن تستمر في استعمار الاراضي وبالتالي تنهي الحل القائم على دولتين أو توقفه وتتفاوض بنوايا طيبة من أجل تحقيق الحل القائم على دولتين." وقال "لا يمكن أن يذهب (طرف) لمحادثات السلام ويستعمر الارض في الوقت نفسه." ويعيش نحو نصف مليون مستوطن يهودي في أكثر من مئة مستوطنة تنتشر في الضفة الغربية والقدس الشرقية- وهي أراض احتلتها اسرائيل عام 1967. واعتبرت المحكمة الدولية المستوطنات غير شرعية ولكن اسرائيل ترفض ذلك. وأوضح مسؤولون فلسطينيون أنه لن يصدر قرار بوقف المحادثات كما هدد عباس لحين انعقاد اجتماع الجامعة العربية في الرابع من أكتوبر تشرين الاول. واشار القدوة الى أنه اذا انهارت محادثات السلام فستكون توابع ذلك معاناة للفلسطينيين والاسرائيليين. وقال "سيكون الامر مغرقا في الفوضى.. وصعبا جدا ومؤلما جدا وداميا جدا للجميع.. ولفترة طويلة." وأضاف "لكننا لن نكون طرفا يدمر في واقع الامر احتمال تحقيق السلام على أساس الحل القائم على دولتين." واشار الى أن الفلسطينيين يطالبون بوقف الاستيطان منذ بدء محادثاتهم مع الاسرائيليين في مطلع التسعينات وأن رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين وافق على وقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. "ولكن بعد اغتيال رابين (عام 1995) مررنا بكل أنواع الازمات بسبب الانشطة الاستيطانية. هذه هي أم المشاكل."