بعد اربعة اشهر من تكبده هزيمة انتخابية نكراء، ينتخب حزب العمال البريطاني السبت زعيما جديدا في مانشستر (شمال انكلترا) وسط منافسة شديدة بين المرشحين الاوفر حظا وهما الاخوان اد وديفيد ميليباند. ويعتبر ديفيد ميليباند (45 عاما) وزير الخارجية السابق، وريث حزب العمال الجديد الذي اسسه توني بلير، بينما اتخذ شقيقه الاصغر اد (40 عاما) الذي كان محرر خطب غوردن براون، مواقف تميل اكثر الى اليسار. وسيعزل المرشحون الخمسة في غرفة خلال فرز الاصوات النهائي قبل اعلان النتيجة بعد ظهر السبت. وسيتم ذلك عشية افتتاح مؤتمر حزب العمال السنوي في مانشستر. وافادت وسائل الاعلام البريطانية صباح السبت ان المراهنين توقعون فوز الاخ الاصغر اد بعد ان كانوا يراهون على فوز ديفيد قبل يومين. ويعتبر الاقتراع الذي تقوم به ثلاث هيئات انتخابية لكل منها ثلث الاصوات (اعضاء الحزب ال160 الفا، ونواب مجلس العموم والبرلمان الاوروبي، واعضاء النقابات والمنظمات المنضوية فيها) معقدا جدا، مما قد يتسبب في تاخير اعلان الفائز المرتقب اعتبارا من الساعة 15,45 تغ. ولا يتمتع المرشحون الثلاثة الآخرون وهم اد بولز وزير المدارس السابق المقرب من غوردن براون، والنائبة ديان ابوت ووزير الصحة السابق اندي برنام، باي فرص للفوز، حسب الاستطلاعات. ويشهد حزب العمال الذي هزم بعد 13 عاما في الحكم في انتخابات ايار/مايو الماضي، انقسامات حول الاستراتيجية التي يتعين اعتمادها لاستعادة السلطة من تحالف الديمقراطيين الاحرار والمحافظين. ويرى اد ميليباند ان حزب العمال خسر ناخبين لانه ابتعد عن قيمه التقليدية ودعا خلال حملته الى حزب اكثر راديكالية وحتى "مثاليا". اما ديفيد الذي يصف نفسه بانه برغماتي، فقد جدد التزام حزب العمال عندما كان في السلطة بخفض العجز في الميزانية بخمسين في المئة خلال السنوات الاربع المقبلة مجازفا بتدني شعبيته في قاعدة الحزب ومنتقدا ضخامة برنامج التدابير الضخمة التي اتخذتها الحكومة الائتلافية الجديدة لخفض العجز. وافادت صحيفة دايلي تلغراف صباح السبت انه اذا فاز اد فستكون "ضربة قاسية على الصعيدين الشخصي والسياسي" لشقيقه الاكبر الذي قد يقبل مع ذلك العمل تحت قيادة شقيقه الاصغر في "حكومة الظل" المعارضة في منصب وزير الشؤون الخارجية. ويقول الشقيقان ان علاقتهما الاخوية فوق كل شيء. وقال توني ترافرز الخبير السياسي في مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية انه ايا كان الفائز سيتعين عليه ان يوفر منصبا للمهزوم "واعادة الحزب الى قلب الساحة السياسية" مشيرا الى ان "بريطانيا ديمقراطية الوسط"، وان "حزب العمال لن يفوز اذا لم يتمركز بشكل واضح في وسط الحلبة السياسية". وافاد استطلاع اعدته مؤسسة يوغوف ونشرت نتائجه الاربعاء، ان نسبة تأييد حزب العمال ارتفعت الى 39% من نوايا التصويت، اي الى مستوى المحافظين للمرة الاولى منذ ثلاث سنوات وذلك في حين يشعر الراي العام بالقلق حيال حجم التخفيضات في الميزانية التي قررتها الحكومة الائتلافية الحالية.