لندن (رويترز) - فجر مهاجمون مجهولون قنبلة " قذرة" في مضيق هرمز لتضطرب خلال دقائق حركة التجارة والملاحة العالمية وتصيب الاسواق المالية باضرار. ووقع تصادم بين سفينة صيد ألمانية وسفينة حربية صينية في الدائرة القطبية الشمالية. وتجتاح فيضانات مدمرة مستودع اسلحة في باكستان التي تمتلك اسلحة نووية مما يثير مخاوف بشأن الامن النووي. هل تستطيع المؤسسات الامنية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية معالجة اي من هذه الازمات حين تؤدي مشاكل اعتيادية مثل التغيرات المناخية الى تفاقم ازمات امنية تقليدية؟ ويقول الخبراء انها لا تستطيع ذلك حتى من بعيد. وينظر لمحافل مثل مجلس الامن ومجموعة العشرين التي تضم دولا غنية ونامية والمنظمات الانسانية متعددة الاطراف على انها مترهلة او تفتقر للشرعية وستجد صعوبة كبيرة في الاستجابة سريعا. ويقول مسؤولون عن الاستجابة للكوارث ان الدول غير مستعدة كلية لاحتمال ظهور ما يسمى بالازمات المتعددة الاوجه التي يمكن ان تثير الاضطراب في اسواق ومناطق لفترة طويلة. وفي مثل هذه الكوارث متعددة الاوجه ستؤدي ضغوط مثل انكماش الغطاء الجليدي في الدائرة القطبية الشمالية او سطو نووي او نقص في الماء او النفط او جرائم الانترنت الى تفاقم التوتر بين الدول بشان قضايا تقليدية مثل التجارة والنزاع على الارض والموارد. وتغذي التوترات "القديمة" و"الجديدة" بعضها بعضا وتقود لنزاعات قومية في العواصم العالمية. وفي حالة فقدان الثقة في التحرك الجماعي فقد تزل اقدام الدول نحو الصراع. وتقول بولين بيكر رئيسة صندوق السلام وهي جماعة لا تسعى للربح تهدف لمنع المنازعات "لم تلاحق الممارسة الدبلوماسية هذه التهديدات المعقدة. نحتاج لهيكل دولي جديد لمنع الازمات والاستجابة لها." وفي عصر تحركه الانباء يمكن ان تنتشر ازمة محلية على مستوى العالم في غضون دقائق أو ساعات ويقول محللون ان عقلية قادة العالم لا تزال تتسم بضيق الافق الشديد عند التخطيط الامني ويتعين ان يكونوا مستعدين للتحرك بسرعة وتقارب اكبر لتنسيق الاستجابة. ويقول جريج اوستن نائب رئيس برنامج التنمية والاستجابة السريعة في معهد الشرق والغرب ان ادارة الازمات العالمية غير ملائمة في مختلف المجالات بعد باستثناء ما احرز من تقدم في متابعة الاوبئة وموجات المد العاتية. وقال ان نوعية نظام التحذير والاستجابة الذي تطبقه منظمة الصحة العالمية لمواجهة الاوبئة والدول الاسيوية للتصدي لموجات المد ضروري في مجالات امن شبكة الانترنت والطاقة والمياه والمخاطر المناخية وكوارث طبيعية اخرى. وتمنح مثل هذه الانظمة الدول وقتا لاستيعاب العواقب المحتملة للازمات التي قد تطرأ وكيفية تقليص اثرها. وقال تشونج مين لي خبير الامن الاسيوي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان الحاجة ملحة. ويقول "تخيل فترة قصيرة لا تزيد عن عدد قليل من السنوات تشهد توالي ازمات تضم بعض او كل مايلي: ذورة النفط والمياه والتنافس على الثروات وانهيار الانترنت واوبئة وارهاب نووي. تقع الازمة تلو الاخرى." وتابع "قد تحدث مشاكل اقتصادية واجتماعية ضخمة وتحرك للسكان مع امتداد الازمة من بلد لاخر. ستفوق طاقة الحكومات عند مستوى استعدادها الحالي." وقالت سيلينا رياليو رئيسة المؤسسة الاستشارية العالمية سي. بي.ار ان المشكلة تفاقمت مع حقيقة فقد الدول في ظل العولمة بعض النفوذ لصالح قوى غير رسمية مثل شركات متعددة الجنسيات وجريمة منظمة وارهابيين. ويقول محللون ان تفجير متشددين قنبلة قذرة في مضيق هرمز ربما لا يكون اسوأ سيناريو لان كوارث بهذا الحجم تقود في نهاية المطاف لرد فعل موحد. واضاف محللون ان الازمات التي تكتسب زخما مبكرا في مناطق نائية ستواجه صعوبة اكبر في جذب اهتمام قادة العالم بسرعة كافية مما يزيد من صعوبة ادارة التوترات. ويقول ايان برمر رئيس مجموعة اوراسيا لاستشارات المخاطر ان النظام العالمي اقل استعدادا للتعامل من مشاكل متزامنة في أكثر من دولة مما كان عليه قبل عامين. وقال "كانت ثمة وحدة هدف في تنسيق استجابة رد مجموعة العشرين في ذروة الازمة المالية العالمية لدرجة تثير الاعجاب. ذهبت تلك الوحدة ولن تعيدها الا ازمة بنفس الحجم." ومن ضمن الازمات الاخيرة التي اثارت امكانية حدوث تعقيدات عالمية او اقليمية الموجة الحارة في روسيا والفيضانات في باكستان في العام الجاري ووباء اتش 1ان1 في العام الماضي وتفشي مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) في عامي 2002-2003. ويقول خبراء انه مع توقعات بازمات أكبر وأكثر تعقيدا فان مشاورات الخط الساخن بين حفنة من القوى الكبرى على غرار ما كان يحدث ابان حقبة الحرب الباردة لن تكون كافية. وهذا الشهر اكد جيم شتاينبرج نائب وزيرة الخارجية الامريكية في اجتماع المعهد الدولي للعلاقات الدولية في جنيف على فكرة مواصلة محاولة زيادة مرونة وفعالية المؤسسات متعددة الاطراف القائمة. وقال ان ما من احد يضع اطارا مثاليا للتعامل مع مشاكل القرن الحادي والعشرين سيختار "الوقوع في شباك مؤسسات متداخلة تتسم بعدم الكفاءة احيانا وغالبا ما تكون عتيقة لا زالت تعمل بتفويض منح منذ خمسين عاما في بعض الاحيان." لكن تنحية هذه المؤسسات جانبا والتخلي عن اي محاولات لاصلاحها سيزيد من تفاقم المشاكل. من وليم ماكلين