يرى باحث مصري أن القبائل المسلمة في صحراء مصر الغربية والتي تمتد الى الشرق الليبي تستخدم رموزا مسيحية منها الصليب في كثير من المشغولات اليدوية والفنون الشعبية اضافة الى الوشم. وقال لؤي محمود سعيد يوم الثلاثاء في بحث عنوانه (استخدام رمزية الصليب بين القبائل المسلمة في الصحراء المصرية الليبية) ضمن المؤتمر الدولي الاول للدراسات القبطية بمكتبة الاسكندرية أن علامات الصليب بأشكال مختلفة اضافة الى السمكة "وهي رمز ديني مسيحي" تتكرر في رسوم النسيج اليدوي الذي يصنعه أفراد 11 قبيلة في واحة سيوة وغيرهم من سكان الصحراء الغربية وما بعدها في العمق الليبي على الرغم من خلو المنطقة من مصادر المياه التي يمكن أن تعيش فيها الاسماك. وشدد على أن هذه القبائل "مسلمة تماما... هناك رفض شعبي أن تكون هذه الزخارف مسيحية.. ينكرون ذلك تماما" مضيفا أنهم يثبتون في مقدمة شعر الاطفال حديثي الولادة مادة لاصقة مثل العلكة وبها صليب ذهبي وقاية لهم من الشر "حتى يمروا بمرحلة الخطر". والمؤتمر الذي يعقد تحت عنوان (الحياة في مصر خلال العصر القبطي.. المدن والقرى ورجال القانون والدين والاساقفة) تستمر جلساته ثلاثة أيام ويشارك فيه 120 باحثا من 13 دولة عربية وأجنبية هي استراليا وروسيا والبرتغال واليونان والولايات المتحدة والتشيك وألمانيا وفرنسا وهولندا وبريطانيا والسعودية وقطر ومصر. وقال سعيد ان رموزا مسيحية موجودة في هذه المناطق ومنها وشم الصليب على الرسغ أسفل الكف "كما يفعل المسيحيون المصريون" ولكنهم يفعلون ذلك بدون وعي نظرا لموقف العقيدة الاسلامية "ونفيها الصريح لفكرة وقوع صلب (السيد) المسيح وبالتالي رفضها للاعتراف بارتباط الصليب بالمسيح." وأضاف أن الصليب تتكرر أشكاله في فنون النسيج وأغطية الفراش وعلى جلابيب النساء والحلي وأغطية الرأس والزخارف على الجدران والالات الموسيقية ومن هذه الاشكال الصليب الذي ينتهي بأفرع والصليب الذي يأخذ هيئة حرف تي الانجليزي اضافة الى الصليب القريب من علامة (عنخ) أو مفتاح الحياة في مصر القديمة. وفسر ذلك قائلا ان الفنون في هذه الواحة هي مزيج من بقايا عبادة الاله امون وهو من أبرز الالهة في مصر القديمة وبقايا الرموز المسيحية مدللا على ذلك بوجود قرص الشمس مع الصليب في كثير من هذه المشغولات الشعبية. وأضاف أن علامة (عنخ) استخدمت في وقت مبكر في القرنين الثالث والرابع الميلاديين في صحراء مصر الغربية. وقال ان قبائل الطوارق يحمل بعضهم أسماء مسيحية مثل ميخائيل وميلاد وعياد ويزينون سيوفهم بالصليب الذي لا يحمل دلالات مسيحية ففي تفسيرهم أنهم "توارك.. تركوا المسيحية ودخلوا الاسلام كما يقولون." وخلص الى أن المسيحية في الصحراء الغربية انحسرت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر "وظلت الموروثات الثقافية بدون ادراك لطبيعتها."