كابول (رويترز) - قادت الهند يوم الخميس النداءات الموجهة للولايات المتحدة بالتدخل لمنع راعي كنيسة أمريكية صغيرة من حرق نسخ من المصحف في ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 وحثت على حظر النشر بوسائل الاعلام لتهدئة التوترات. وتوعد تيري جونز راعي الكنيسة المغمورة في ولاية فلوريدا جنوبالولاياتالمتحدة بالمضي قدما في خطته على الرغم من السخط والتحذيرات العالمية من أن تصرفه هذا قد يعرض حياة الجنود الامريكيين في أفغانستان للخطر لاسيما وأن البلاد شهدت احتجاجات غاضبة بالفعل. وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما من أن خطة حرق نسخ من المصحف ستكون بمثابة "منجم تجنيد" لتنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة بطائرات مدنية مخطوفة. وقال اوباما في مقابلة مع برنامج "صباح الخير يا أمريكا" على شبكة تلفزيون ايه.بي.سي "يمكن ان يقع عنف خطير في اماكن مثل باكستانوافغانستان. يمكن ان يزيد ذلك تجنيد الافراد المستعدين لتفجير انفسهم في مدن امريكية او مدن اوروبية." وأدانت الحكومة الامريكية والجيش وزعماء دينيون من حول العالم خطة القس جونز الذي تنشط كنيسته البروتستانتية الصغيرة في مناهضة ما تسميه "الاسلام المتشدد". وتتزامن الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر التي تحل يوم السبت مع احتفال المسلمين بانتهاء شهر رمضان وحلول عيد الفطر. كما أضاف الحرق المزمع للمصاحف الى ما وصفه زعماء دينيون امريكيون "بالتعصب ضد للاسلام". وقال وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام ان أى انسان يرغب في "الوئام والسلام" لا يستطيع ان يتسامح مع تلك الخطة. وتابع "نأمل في أن تتخذ السلطات الامريكية اجراء قويا للحيلولة دون ارتكاب مثل هذا الجرم" داعيا وسائل الاعلام الى التزام الانضباط. وتابع تشيدامبارام "بينما ننتظر اجراء من جانب السلطات الامريكية نناشد وسائل الاعلام في الهند--المكتوبة والمرئية-- بضرورة الامتناع عن بث صور فيديو او نشر صور فوتوغرافية لهذا العمل الخسيس." وقال اثنان من كبار القادة الامريكيين في افغانستان ان خطة "مركز الحمائم للتواصل العالمي" من شأنها أن تقوض جهود اوباما للتواصل مع مليار ونصف مليار مسلم حول العالم. وقال مجمع الكنائس الامريكية في أوروبا ان المسيحيين الذين يعيشون في بلدان ذات أغلبية مسلمة ربما يصبحون ايضا عرضة لهجمات انتقامية. وفي الولاياتالمتحدة ذكرت نشرة لمكتب التحقيقات الاتحادي بتاريخ 19 اغسطس أب أن حرق المصاحف ربما يغذي "هجمات انتقامية ضد منشات امريكية في الخارج." وهدأت الشوارع في العاصمة الافغانية كابول مع دخول عيد الفطر لكن الشرطة وضعت في حالة تأهب بعد مظاهرات غاضبة في وقت سابق الاسبوع الحالي هتف خلالها المئات من الافغان غالبيتهم من طلاب المعاهد الدينية "الموت لامريكا" أمام احد المساجد بكابول. وفي السنوات الماضية تحولت مظاهرات كهذه الى عنف في مرات عديدة قتل فيها عشرات من رجال الامن عندما حاولوا السيطرة على المتظاهرين. وكانت واحدة من تلك المظاهرات قد تفجرت عندما نشرت صحيفة دنمركية رسوما اعتبرت مسيئة للنبي محمد عام 2005 . وتحدثت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عن أهمية حرية التعبير في حفل للدنمركي الذي اثارت رسومه احتجاجات اودت بحياة 50 شخصا. ولاقى تكريمها للرجل انتقادات من بعض المسلمين في ألمانيا. وحث عضو بريطاني مسلم بالبرلمان الاوروبي على ضبط النفس اذا مضى جونز قدما في تنفيذ خطته. وقال العضو سجاد كريم "على المسلمين في كل انحاء العالم أن يدركوا ان هذا الرجل لن يحقق شيئا بحرق المصحف." واعرب الرئيس النيجري جوناثان جودلاك عن رأي مماثل في تعليق على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية في تقرير لوكالة أسوشيتد برس أوف باكستان ان باكستان "حثت المجتمع الدولي على عدم تأييد مثل هذا المنحى المتطرف واتخاذ خطوات لوقف هؤلاء المتشددين". وقال مساعد للرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو رئيس أكبر البلدان الاسلامية سكانا ان الرئيس يطلب من أوباما التدخل. وقال المتحدث هيرو ليلونو للصحفيين "الرئيس يودويونو يعتقد أنه في حال ترك هذا ليحدث فان السلم العالمي سيضطرب."