واشنطن (رويترز) - عقد الزعيمان الفلسطيني والاسرائيلي أول محادثات مباشرة بينهما منذ 20 شهرا يوم الخميس واتفقا على الاجتماع كل أسبوعين لمحاولة تسوية الصراع المستمر منذ ستة عقود في غضون عام. ومن بين العقبات الكثيرة الانقسامات العميقة بين الفلسطينيين والاسرائيلييين أنفسهم واحتمال ارتكاب المتشددين أعمال عنف حيث قد يرغبون في تعطيل هذه الجهود. فيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة عن المحادثات: ماذا حدث؟ النتيجة الملموسة الوحيدة هي اتفاق بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاجتماع مجددا في 14 و15 سبتمبر ايلول بالشرق الاوسط ثم كل أسبوعين بعد ذلك. وقال السناتور السابق جورج ميتشل المبعوث الامريكي الخاص للسلام في الشرق الاوسط ان الجانبين يعتقدان أن عليهما بدء محاولة التوصل الى اتفاق اطاري بدلا من معاهدة سلام مسهبة. ما هو الاتفاق الاطاري؟ هي وثيقة قصيرة تحدد التسويات السياسية الاساسية بشأن القضايا الرئيسية مثل الحدود ومستقبل القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين وهي التسويات التي يجب أن يقوم بها الجانبان للتوصل الى اتفاق للسلام. غير أنه بدلا من تحديد حدود دقيقة فان هذه الوثيقة قد تصف النسبة من اراضي الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل خلال حرب عام 1967 التي سيحصل عليها الفلسطينيون لاقامة دولتهم. وقد تنص ايضا على ما اذا كانت اسرائيل ستقوم بمبادلة أراض أخرى لضمان حصول الفلسطينيين في نهاية المطاف على ما يساوي 100 في المئة من الاراضي التي احتلتها القوات الاسرائيلية عام 1967 . والوثيقة التي يقول محللون ان طولها قد لا يزيد عن بضع صفحات ربما تحدد ايضا موقف القدس التي يريدها الجانبان فضلا عن حجم حق اللاجئين الفلسطينيين في الحياة في اسرائيل نفسها ان وجد. ما المرجح أن يحدث في المحادثات التي تجري في 14 و15 سبتمبر؟ ستكون اكبر قضية هي ما سيفعله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن التجميد الجزئي للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية حين ينتهي في 26 سبتمبر أيلول. وتتفق جميع الاطراف على أن هذا سيكون تحديا كبيرا واختبارا لما اذا كانت جهود السلام الحالية جادة. كان عباس قد هدد بالانسحاب من المحادثات اذا استؤنف النشاط الاستيطاني بينما يعتمد ائتلاف نتنياهو على دعم الاحزاب الصغيرة المؤيدة للمستوطنين التي تريد بناء المزيد. وقال غيث العمري المسؤول السابق بالسلطة الفلسطينية ويعمل حاليا في جماعة امريكان تاسك فورس اون بالستاين وهي جماعة دفاع مقرها واشنطن " من الان وحتى السادس والعشرين ستظل قضية المستوطنات مهيمنة على المناقشات. "هناك رغبة وهناك ضغط لابعادها عن أنظار الجماهير من أمر يمكن التفاوض عليه ومناقشته في الصحافة الى أمر يتم حله في غرفة المفاوضات." كيف تختلف عملية السلام هذه عن غيرها؟ التوقيت. أشار ميتشل الى أن الرؤساء الامريكيين السابقين بمن فيهم جورج بوش وسلفه بيل كلينتون سعوا الى وضع اتفاق للسلام في العام الاخير من حكم كل منهما. على النقيض اضطلع أوباما بالقضية في الاسبوع الاول من توليه منصبه وعين ميتشل مبعوثه الخاص بعد يومين من تنصيبه. وقال ميتشل دون أن يذكر ايا من سلفي اوباما بالاسم "نفد منهما الوقت... لا يمكن تحديد النجاح او الفشل مسبقا او ضمانهما لكن هذا لن يحدث بسبب ان الوقت نفد في النهاية." وقال مارتن انديك المسؤول الامريكي المخضرم الذي تولى مناصب مهمة في مجال السلام بالشرق الاوسط وفي مجلس الامن القومي ووزارة الخارجية الامريكية في عهد الرئيس الاسبق كلينتون ان المحادثات انطلقت انطلاقة جيدة فيما يبدو. وأضاف انديك وهو حاليا مدير قسم السياسة الخارجية بمعهد بروكينجز "ما لدينا هو شيء متسق مع محاولة التحرك بسرعة - اتفاق اطاري لا اتفاقا شاملا وقيادة الزعماء للمفاوضات بدلا من ترك الامور للمفاوضين... انها بداية مبشرة."