يخوض الاسباني رافايل نادال المصنف اول في العالم غمار بطولة رولان غاروس الفرنسية لكرة المضرب، ثاني بطولات الغراند سلام، وهو يواجه خطرا لم يعرفه فيها منذ ان تربع على عرش الملاعب الترابية في 2005 يتمثل بالصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي هزمه في نهائي دورة روما الاحد الماضي. فقبل نحو عشرة اعوام، برز نجم ابن مايوركا (27 عاما و13 لقبا كبيرا) الذي فرض نفسه ملكا للملاعب الترابية، حيث احتكر معظم القاب الدورات المهمة التي تقام عليها، وفي طليعتها رولان غاروس، فتوج فيها بثمانية القاب اعوام بدءا من 2005 حتى 2013، ولم يفلت منه سوى لقب 2009 الذي ذهب الى السويسري روجيه فيدرر. وتأتي بطولة رولان غاروس هذه المرة ونادال في مرحلة انعدام وزن وفقدان الثقة، اذ لا يمر في افضل ايامه على الاطلاق، وهو الذي كان يمهد للقب الباريسي بسلسلة من النجاحات على الملاعب الترابية بدءا من مونتي كارلو ومرورا ببرشلونة ومدريدوروما التي سطر فيها انجازات لا تمحى. يعود مسلسل معاناة نادال الى بطولة ملبورن الاسترالية مطلع العام حين وصل الى المباراة النهائية قبل ان يخسر امام السويسري الاخر ستانيسلاف فافرينكا، ومع ان الاسباني عانى من الام في الظهر واكمل المجموعة الثالثة من دون جهد يذكر، فان السويسري كان في قمة مستواه واستحق حينها لقبه الاول في الغراند سلام. ابتعد نادال نحو ثلاثة اسابيع ثم عاد ليحرز لقب دورة ريو دي جانيرو البرازيلية على الملاعب الترابية، بفوزه على الاوكراني الكسندر دولغوبولوف في النهائي. تجددت المعاناة عقب ذلك، ففي دورة انديان ويلز الاميركية، اولى دورات الماسترز، فاجأ دولغوبولوف نفسه نادال في الدور الثالث وتغلب عليه 6-3 و3-6 و7-6 (7-5). وذهب اللقب الى الصربي نوفاك ديوكوفيتش الثاني عالميا على حساب فيدرر. انتقلت المواجهة الى دورة ميامي الاميركية، ثاني دورات الماسترز ايضا، وكانت الامور تسير جيدا بالنسبة الى نادال اذ وصل الى المباراة النهائية لكنه سقط امام ديوكوفيتش بالذات بسهولة 3-6 و3-6. وفي حين كان الصربي يشدد الضغط على نادال في صدارة التصنيف سعيا لاستعادتها منه، كان الاسباني يعلن انه يعاني من ازمة ثقة بالنفس. توسم نادال خيرا بالانطلاقة الفعلية لموسم الدورات على الملاعب الترابية، وتحديدا في دورة مونتي كارلو التي يعشقها تماما كونه توج بطلا لها في الاعوام الثمانية الماضية، لكنه لقي فيها خسارته الاولى منذ 2003 امام مواطنه دافيد فيرر في ربع النهائي بمجموعتين نظيفتين. عاد نادال الى بلاده للمشاركة في دورتي برشلونة ومدريد، آملا في التحضير جيدا لبطولة رولان غاروس، وبدلا من التعويض في دورة برشلونة التي احتكر لقبها ايضا في الاعوام الثمانية الماضية، ازدادت محنه بخسارته في ربع النهائي امام مواطنه الاخر نيكولاس الماغرو، وهي كانت الاولى له امام منافسه في 11 مواجهة بينهما. وفي دورة مدريد، رابع دورات الماسترز، كان نادال على وشك تلقى خسارة جديدة في المباراة النهائية التي تحكم فيها الياباني كي نيشيكوري اذ حسم المجموعة الاولى بسهولة 6-2، لكنه عانى بدوره من اصابة في الظهر سمحت للاسباني بالفوز بالثانية 6-3 وفي الثالثة 3-صفر ثم بالانسحاب. لكن مذاق اللقب في مدريد لم يكن كالاعوام السابقة، ولم يرفع من معنويات نادال الذي دخل منافسات دورة روما باحثا عن استعادة الثقة قبل التوجه الى باريس. وبدل ان يحتفظ باللقب رافعا رصيده فيها الى ثمانية القاب، خسر النهائي امام ديوكوفيتش 4-6 و6-3 و6-3، ليقلص الاخير الفارق معه في تصنيف اللاعبين المحترفين الى 750 نقطة فقط بعد ان كان اواخر العام الماضي قرابة 4 الاف نقطة. وسيستعيد ديوكوفيتش بالتالي صدارة التصنيف من نادال في حال احرز اللقب في رولان غاروس، او حتى في حال فشل الاسباني في بلوغ نصف النهائي. ويرى نادال ان "مستواه تحسن في دورتي مدريدوروما"، ويضيف "دورات روما ومونتي كارلو ومدريد وبرشلونة اصبحت من الماضي، انا الان في رولان غاروس وما يهمني حاليا التحضير جيدا وان اصبح جاهزا لها". واوقعت القرعة الماغرو وفيرر في طريق نادال في الدورين ثمن النهائي وربع النهائي على التوالي، ثم امام فافرينكا في نصف النهائي، وذلك في حال اكمل طريقه الى هذه الادوار. لكن ديوكوفيتش الذي قدم اداء رائعا في نهائي دورة روما يأمل ان يكون ثامن لاعب في التاريخ يجمع القاب الغراند سلام الاربعة بعد ان توج في استراليا اعوام 2008 و2011 و2012 و2013 وويمبلدون الانكليزية عام 2011 وفلاشينغ ميدوز الاميركية عام 2011. وسبق ان وصل الصربي الى نهائي رولان غاروس عام 2012 قبل ان يخسر امام نادال بالذات. وقال ديوكوفيتش "الفوز بلقب دورة روما جاء في الوقت المناسب بالنسبة لي، لانه لا يمكن الفوز دائما على نادال على الملاعب الترابية، وهذا ما عزز ثقتي بنفسي". ويقف في طريق ديوكوفيتش الكندي ميلوش راونيتش او نيشيكوري في ربع النهائي، ثم فيدرر في نصف النهائي. وبدوره، يشارك فيدرر للمرة ال58 على التوالي في بطولات الغراند سلام، ويملك الرقم القياسي فيها برصيد 17 لقبا. قدم فيدرر عروضا جيدة هذا العام قبل ان يبتعد لفترة بعد ان انجبت زوجته ميركا توأما، هو الثاني لهما، ولكنه شارك في دورة روما وخسر في الدور الثاني امام الفرنسي جيريمي شاردي 6-1 و3-6 و6-7 (6-8). ويبرز ايضا في فئة الرجال ستانيسلاف فافرينكا والبلغاري غريغور ديميتروف والتشيكي توماس برديتش والبريطاني اندي موراي والفرنسي جو ويلفريد تسونغا. ولدى السيدات، ستكون الاميركية سيرينا وليامس المصنفة اولى ابرز المرشحات للقب الثالث في مسيرتها والثامن عشر في الغراند سلام. واحرزت وليامس اللقب في النسخة الماضية بفوزها على الروسية ماريا شارابوفا 6-4 و6-4 في النهائي. عانت الاميركية من الاصابات والارهاق هذا الموسم، ولم تكن مشاركتها في بطولة استراليا جيدة اذ خرجت من الدور الرابع، ثم انسحبت من ربع نهائي دورة مدريد لاصابة في قدمها اليسرى، ولم تكن مشاركتها في روما مؤكدة لكنها خاضت غمارها ونجحت فيها بالاحتفاظ بلقبها اثر فوزها بسهولة تامة على الايطالية سارا ايراني 6-3 و6-صفر في المباراة النهائية. وستواجه سيرينا منافسة قوية من الصينية لي نا المصنفة ثانية عالميا والتي توجت باللقب الفرنسي في 2011، ثم رفعت رصيدها في الغراند سلام الى لقبين بعد ملبورن 2013. كما تسعى شارابوفا الى لقبها الثاني في فرنسا بعد 2012 حين تغلبت على ايراني في النهائي، والى لقبها الخامس في الغراند سلام، وهي استعدت جيدا باحرازها لقب دورة مدريد قبل نحو اسبوعين بفوزها على الرومانية القوية سيمونا هاليب 1-6 و6-2 و6-3، محرزة لقبها الثاني هذا الموسم بعد دورة شتوتغارت الالمانية. ومن ابرز المشاركات ايضا الاميركية فينوس وليامس والالمانية سابين ليسيكي والبولندية انييسكا رادفانسكا والالمانية انجليك كيربر والتشيكية بترا كفيتوفا والصربية يلينا يانكوفيتش والدنماركية كارولين فوزنياكي.