اعلن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الثلاثاء ترشيح النائب هنري حلو لرئاسة الجمهورية اللبنانية التي يفترض ان تعقد جلسة برلمانية اولى لاجرائها الاربعاء. ويقدم جنبلاط نفسه على انه في موقع وسطي في مجلس منقسم بشكل شبه متساو بين قوى 14 آذار المناهضة لسوريا وابرز اركانها الزعيم السني سعد الحريري، وقوى 8 آذار وابرز مكوناتها حزب الله الشيعي. واعلنت قوى 14 آذار انها ستصوت في جلسة الاربعاء التي تنعقد الساعة الثانية عشرة ظهرا (9,00 تغ) لاحد ابرز قياداتها، وهو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي كان اول من اعلن ترشيحه رسميا. اما قوى 8 آذار، فلم تعلن مرشحا رسميا، وان كان الانطباع السائد هو ان زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون هو مرشحها. الا ان تكتل التغيير والاصلاح الذي يرأسه عون والذي يضم شخصيات واحزابا اخرى الى جانب تياره، اعلن بعد اجتماع عقده الثلاثاء، ان نوابه سيشاركون "في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية غدا وقرروا الاقتراع بورقة بيضاء". وقال جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع لكتلة "اللقاء الديموقراطي" التي يترأسها، واعلن فيه ترشيح حلو الذي جلس الى جانبه، ان كتلته "تتقدم بترشيح الاستاذ هنري حلو لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية في الاستحقاق الذي يبدا غدا". وتابع "نفتخر بان نتقدم بهذا الترشيح، وآمل من باقي الكتل النيابية ان تستجيب نداء اللقاء الديموقراطي بتاييده. نفتخر بان نقدم مرشح حوار، مرشح اعتدال، مرشح جامع له تراثه السياسي المعروف في الحوار والاعتدال والانفتاح". وانتخب هنري حلو نائبا العام 2003 مكان والده الذي توفي فجاة، ثم اعيد انتخابه في 2005 و2009، على لائحة وليد جنبلاط. لكنه انفصل لفترة عن جنبلاط بعد 2009، عندما خرج الزعيم الدرزي من قوى 14 آذار ليمد يدا لحزب الله. وعاد وتصالح معه قبل اشهر. وعلى الرغم من مواقفه المعروفة ضد حزب الله وضد النظام السوري، الا انه اجمالا معروف بخطاب معتدل وهادىء. وقال حلو في المؤتمر الصحافي "انا من مدرسة الحوار والانفتاح"، مشيرا الى ان "البلد مر في فترة انقسام واصطفافات وبمشاكل كثيرة، ونحن اليوم نريد الانفتاح على الجميع"، مكررا "اريد اعادة الحوار والشراكة بين الجميع". وقال حلو (61 عاما) "الرئيس القوي هو من يجمع كل اللبنانيين وليس الرئيس القوي من عنده جماهير". ولم يكن اسم حلو متداولا بين المرشحين لرئاسة الجمهورية حتى قبل ايام. ويصعب التنبؤ باسم الرئيس العتيد في لبنان نظرا الى الانقسام السياسي الحاد المتمحور خصوصا حول النزاع السوري. ويستبعد محللون وسياسيون ان يحسم اسم الرئيس من الجلسة الاولى، لا بل يخشون الوصول الى طريق مسدود نتيجة هذا الانقسام. وينص الدستور على ان ينتخب رئيس الجمهورية الذي ينتمي، بموجب الميثاق الوطني، الى الطائفة المارونية، "بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الاولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي". واوضح رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان النصاب القانوني المطلوب لجلسة الانتخاب هو ثلثا اعضاء المجلس في كل الدورات. وينقسم المجلس النيابي بشكل شبه متساو بين قوى 14 آذار وحزب الله وحلفائه. ولا يتمتع اي من الطرفين بالاكثرية المطلقة. وهناك مجموعة ثالثة تضم وسطيين ومستقلين، معظمهم من كتلة جنبلاط التي ينظر اليها على انها سترجح الكفة في اختيار الرئيس.