دانت اوكرانيا الثلاثاء "المشاريع العنيفة" التي تقودها روسيا بهدف زعزعة استقرار البلاد وبادرت الى ارسال اول كتيبة من الحرس الوطني الى "الجبهة" في الشرق لمواجهة الانفصاليين فيما حذرت موسكو من استخدام القوة حتى لا ينسف الحوار المرتقب. وخلال محادثة هاتفية حمل كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين الآخر مسؤولية التوترات في الازمة الاسوأ بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وفي كييف اتهم الرئيس الاوكراني اولكسندر تورتشينوف الثلاثاء روسيا بالقيام "بمشاريع عنيفة" لزعزعة جنوب وشرق البلاد. وقال ان "مشاريع روسيا كانت ولا زالت عنيفة. لا يريدون اشعال دونباس وحدها، وانما كل شرق وجنوباوكرانيا من منطقة خاركيف الى اوديسا". واعلن تورتشينوف صباح الثلاثاء اطلاق عملية "مكافحة الارهاب في شمال منطقة دونيتسك والتي ستقاد بطريقة تدريجية ومسؤولة ومدروسة". وتحول شمال منطقة دونيتسك وخصوصا مدينة سلافيانسك، الى رمز للحراك الانفصالي الموالي لروسيا، الامر الذي عزز الخشية من تفجر الاوضاع بين الشرق الناطق بالروسية والغرب الموالي لاوروبا. ولم يلحظ صحافيو وكالة فرانس برس في منطقة سلافيانسك اي نشاط عسكري صباح الثلاثاء، اذ يبدو ان الانفصاليين يحكمون السيطرة على الاوضاع. وسيطرت مجموعات مسلحة منذ يوم السبت على مقر البلدية ومركزي الشرطة والاجهزة الامنية في مدينة سلافيانسك الواقعة في شمال منطقة دونباس، بالاضافة الى مركز الشرطة في مدينة كراماتورسك القريبة. وبالرغم من اعلان الحكومة في كييف اطلاق "عملية لمكافحة الارهاب واسعة النطاق" الاحد استأنف المتمردون المسلحون الموالون لروسيا استراتيجيتهم الهجومية الاثنين، وسيطروا على مركز للشرطة في غورليفكا. وتجد الحكومة الموقتة في كييف نفسها بين روسيا التي لا تعترف بشرعيتها والمجموعات القومية والموالية لاوروبا التي تتهمها ب"التراخي". ووصلت تلك الحكومة الموالية لاوروبا الى السلطة اثر الاطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط/فبراير الماضي. واعلن أمين مجلس الامن والدفاع الوطنيين في اوكرانيا اندري باروبي الثلاثاء ارسال اول كتيبة من الحرس الوطني الاوكراني الى "الجبهة" في شرق البلاد. وتتكون الكتيبة من متطوعين كانوا في لجان الدفاع الذاتي بساحة ميدان، معقل حركة الاحتجاج وسط كييف التي اطاحت بيانوكوفيتش. واضاف باروبي العائد من لوغانسك (شرق) حيث قال انه قضى اسبوعا ان "الجنود متدربون جيدا ومستعدون للدفاع عن اوكرانيا والوضع ليس سهلا". من جهتها تواصل روسيا ضغوطها قبل يومين من محادثات مرتقبة الخميس بين اوكرانياوروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في جنيف. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في بكين من ان اي امر "اجرامي" تصدره السلطات الاوكرانية باستخدام القوة ضد المتمردين الموالين لروسيا. وقال "لا تستطيعون ان ترسلوا الدبابات وتجروا حوارا في الوقت نفسه"، مضيفا ان "اللجوء الى القوة من شأنه ان يقضي على الفرصة التي يتيحها اجتماع اللجنة الرباعية في جنيف". واعلن الكرملين مساء الاثنين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتلقى الكثير من "النداءات للمساعدة" من شرق اوكرانيا وهو يتابع "بقلق كبير" تطور الوضع. وكان بوتين وعد بحماية المواطنين الروسي في الدول السوفياتية السابقة باي ثمن وحشد حوالي 40 الفا من قواته على الحدود مع اوكرانيا، بحسب حلف شمال الاطلسي. ولدى وصوله الى اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الاوروبي، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسين الثلاثاء "ادعو روسيا الى خفض الضغط في الازمة وسحب قواتها من الحدود من اجل الكف عن زعزعة استقرار اوكرانيا وان تثبت انها لا تدعم اعمال العنف التي يقوم بها الانفصاليون الموالون للروس". وتتهم اوكرانيا والدول الغربيةروسيا بالوقوف وراء الاضطرابات التي تذكر بحسب خبراء، بما حصل في شبه جزيرة القرم قبل انضمامها الى روسيا. وخلال محادثتهما الهاتفية طلب اوباما من نظيره الروسي "استخدام نفوذه" لاقناع المجموعات المسلحة الموالية لروسيا ب"تسليم سلاحها". اما بوتين فرد عبر الاشارة الى ان اتهام موسكو بالتدخل لا يعدو كونه "تكنهات تستند الى معلومات لا اساس لها". واعترف البيت الابيض الاثنين بزيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) جون برينان كييف في نهاية الاسبوع، فيما تحدث البنتاغون عن طائرة روسية من طراز سو-24 حلقت الاربعاء عدة مرات على ارتفاع منخفض قرب مدمرة اميركية في المياه الدولية في البحر الاسود، منددا بعمل "استفزازي وغير محترف". ويطالب الانفصاليون بالانضمام الى روسيا او على الاقل اعتماد نظام "فدرالي" من شانه منح المناطق سلطات اوسع. وتحدث الرئيس الاوكراني للمرة الاولى الاثنين عن امكانية تنظيم "استفتاء وطني" حول نظام البلاد بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار/مايو.