باريس (رويترز) - دافعت فرنسا يوم الثلاثاء عن قرارها ترحيل أبناء طائفة الروما (الغجر) مع تزايد الانتقادات من مختلف ألوان الطيف السياسي وأزالت الشرطة المزيد من المخيمات غير الشرعية. وبدأت حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي الشهر الماضي ازالة نحو 300 مخيم للروما في اطار حملة على الجريمة تشتهدف المهاجرين في خطوة وصفتها المعارضة بأنها مناورة سياسية لكسب مزيد من تأييد المحافظين في انتخابات عام 2012. وتم ترحيل نحو 200 من أبناء طائفة الروما في الايام الاخيرة الى رومانيا. لكن الحملة التي دفعت جماعات حقوق الانسان وأحزاب المعارضة الى الدعوة الى احتجاج عام في الاسبوع القادم أثارت أيضا غضب كثيرين في اليمين الفرنسي. وقال رئيس الوزراء الاسبق دومينيك دو فيلبان وهو منافس لساركوزي انشق اخيرا على حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الحاكم "هذه سياسة مشينة. انها استراتيجية انتخابية وهذا لن يساهم في تحقيق الامن للشعب الفرنسي." وأضاف "انها تستهدف دق اسفين بين اليمين واليسار وأنا احتج لان اليمين الفرنسي ليس هكذا." وندد كل من حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف والحزب الاشتراكي المعارض بالسياسة باعتبارها بادرة سياسية وتزايدت في الايام الاخيرة الانتقادات من الكنيسة. ودعا البابا بنديكت الزائرين يوم الاحد متحدثا بالفرنسية الى " قبول التنوع الانساني" دون ان يشير مباشرة الى فرنسا. وعبر رجال الدين في فرنسا ايضا عن قلقهم ومن بينهم قس في مدينة ليل الشمالية قال انه سيعيد وسام الاستجقاق الذي ناله وانه يدعو الله ان يصاب ساركوزي بأزمة قلبية. وفي مقال افتتاحي بعنوان "أهو طلاق بين نيكولا ساركوزي والكاثوليك.." استشهدت صحيفة لوموند ذات التوجهات اليسارية باستطلاع للاراء يظهر ان نسبة الكاثوليك الراضين عن ساركوزي انخفضت الى 47 في المئة من 61 في المئة قبل عام. وحيث ان الكاثوليك المتدينين يمثلون نصف الناخبين فقد نفى القصر الرئاسي وجود اي خلاف. وقال كلود جيان رئيس مكتب ساركوزي لصحيفة لوموند "الكاثوليك في فرنسا يدركون جيدا ان الحكومة تحترم قوانين الجمهورية والقانون الاوروبي والكرامة الانسانية لكن بلدنا لا يمكن ان يقبل اي شيء. فرنسا ليست ملزمة بالترحيب بكل ابناء الروما." وتقول فرنسا انها طردت بالفعل عشرة الاف من ابناء الروما العام الماضي وتصر على انها تتصرف وفقا للقانون الاوروبي من خلال طرد ابناء الروما القادمين من رومانيا وبلغاريا الذين مكثوا في البلاد ما يزيد على ثلاثة اشهر دون عمل. وأزالت الشرطة يوم الثلاثاء مخيمين اخرين غير شرعيين للروما. وفي ضواحي مدينة ليل بشمال فرنسا اعتقل عشرات من أفراد الشرطة نحو 20 من الروما نصفهم أطفال لتخييمهم بشكل غير مشروع على أرض خاصة بالبلدية. وسمح للروما بأخذ بضع حقائب من الامتعة قبل أن تسوي جرافة صفراء اللون أكواخهم المؤقتة بالارض وتسحق لعب الاطفال. وفي مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا أجلت الشرطة 40 من أبناء الروما من مخزن مهجور للمواد الكيماوية وهدمت جرافة المبنى. وقال بيير لولوش وزير الدولة للشؤون الاوروبية ان مشكلة الروما مشكلة أوروبية ترجع جذورها الى فشل بلدانهم في توفير أسباب الرزق لهم بالرغم من تلقيها مليارات من الاموال الاوروبية. وقال لصحيفة لو فيجارو "نحن نعول على تحلي رومانيا وبلغاريا بروح المسؤولية فيما يتعلق بمواطنيهما."