يلتمس مئات الفقراء والمحتاجين من سكان البلدة القديمة في مدينة القدس العون على تدبير قوت يومهم من خلال وجبة ساخنة تقدمها لهم يوميا تكية خاصكي سلطان التي اقيمت في القرن السادس عشر الميلادي خلال العصر العثماني. ويصطف عشرات الشيوخ والنساء والاطفال في طابور امام التكية التي انشأتها روكسيلانة زوجة السلطان سليمان القانوني على بعد مئات الامتار من المسجد الاقصى في انتظار دورهم للحصول على وجبتهم من أرز وحساء فيما يحملونه من اوعية. وقال احمد بحيص الذي يعمل طباخا في التكية منذ ما يزيد عن 37 عاما لرويترز وعيناه تراقبان اعمال توزيع الطعام الذي اعده "نحن نقدم الطعام الى ما يقارب 300 عائلة من سكان البلدة القديمة وكل من يأتي الى هنا يحصل على الطعام." واضاف "نحن نعمل هنا 16 ساعة يوميا لاعداد الطعام وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين. اليوم وضع الناس في القدس صعب واعداد العائلات المحتاجة في ازدياد وكل من يأتي الى هنا للحصول على الطعام لا بد ان يكون محتاجا." وقال مسن يقف في الطابور انه يأتي الى هنا منذ سنوات للحصول الى الطعام مضيفا "الخير هنا كثير." وقال طفل بعد ان حصل على حصته من الارز والحساء "هذا يساعدنا في توفير الطعام والاكل طعمه جيد وفيه لحم او دجاج." وتشير لافتة موجودة وسط التكية الى ان هذا الطعام يقدم بدعم من جمعية الهلال الاحمر الاماراتي. وتعمل تكية خاصكي سلطان على مدار العام وليس في شهر رمضان وحده. وتقول دائرة الاوقاف الاسلامية في مدينة القدس المشرفة على التكية ان الكلفة الشهرية للوجبة الساخنة تبلغ 30 الف دولار في الاحوال العادية وتزيد مع حلول شهر رمضان بارتفاع عدد المستفيدين من 300 عائلة الى الف. وتشير نشرة صادرة عن الدائرة الى ان التكية كانت تمول في السابق مما أوقف عليها من اراض ومشروعات تقيمها كانت تدر ارباحا تكفي لدفع رواتب العاملين فيها وتوفير مستلزمات اعداد الطعام للفقراء وعابري السبيل ولكنها في هذه الايام فقدت كل تلك المصادر وتعتمد على تبرعات المحسنين واهل الخير من المسلمين. وتعيد النشرة الى الاذهان جزءا من التاريخ بالقول "كان للتكية دور بارز في تأمين الطعام للفقراء والمحتاجين وطلاب العلم والدراويش وزاور المسجد الاقصى المبارك وكان الطعام المقدم فيها هو شوربة الدشيشية وهي تصنع من القمح المجروش وكان زائرها ينال وجبة او وجبات مع الخبز ويقدم في كثير من الاحيان اللحم واللبن." وفي الاراضي الفلسطينية تكية اخرى في مدينة الخليل تحمل اسم (سيدنا ابراهيم) وتقدم الطعام للفقراء والمحتاجين منذ مئات السنين.