نيويورك (رويترز) - يعكف خبراء أمريكيون على دراسة ما إذا كان هناك مبرر علمي للسماح بعمل بحوث على البشر لإجراء "تخصيب مجهري من أب وأمين" في خطوة مثيرة للجدل. ويقول مؤيدو هذا الإجراء انه قد يمنع العيوب الوراثية المروعة إلا أن معارضيه يعتقدون انه قد يؤدي إلى ولادة أطفال معدلة وراثيا. وكان من المقرر أن يقدم العلماء أبحاثهم إلى مستشارين من خارج إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خلال يومين من جلسات استماع عامة بدأت يوم الثلاثاء. وستقرر الإدارة ما إذا كانت المخاوف التي تتعلق بالسلامة نتيجة إجراء التخصيب المجهري من أب وأمين لا تمنع البدء في التجارب السريرية. وتركز لجنة إدارة الغذاء والدواء على الناحية العلمية فقط وفي نهاية جلسة يوم الثلاثاء أعرب بعض أعضاء اللجنة عن قلقهم من أن البحوث على الحيوان لا تنبيء أن الدراسات على البشر ستكون آمنة على النساء فضلا عن الأطفال الذين سيولدون عن طريق هذه التقنية. وقال الدكتور ايفان سنايدر من معهد سانفورد بورنهام للأبحاث الطبية في كاليفورنيا في نهاية جلسة يوم الثلاثاء إن بعض اعضاء اللجنة يشعرون انه "لا توجد بيانات كافية على الأرجح في الحيوانات... للانتقال إلى التجارب على البشر دون الرد على بعض الاسئلة الإضافية." وعلى الرغم من أن اللجنة لم يطلب منها النظر في المسائل القانونية أو الأخلاقية ركز بعض من حضروا الجلسة على ذلك. وحذر متحدثون اللجنة من أن استخدام التخصيب المجهري لأب وأمين "قد يغير الجنس البشري" ويمثل "مستوى لا مثيل له من التجارب على البشر دون موافقتهم (في اشارة إلى الأطفال الذين سيولدون من خلال هذه التقنية) و "قد يفتح الباب أمام أطفال معدلة وراثيا" سيكونون "منتجات مصنعة". ويعتمد هذا الإجراء على تبرع رجل واحد بالحيوانات المنوية والحمض النووي لاتمام عملية الإخصاب في المختبر بينما تقدم الأم البيولوجية البويضة ومعظم الحمض النووي. لكن إذا كانت الأم تحمل بعض الطفرات الوراثية الضارة في هياكل خلوية تسمى الميتوكوندريا فسيعمل العلماء على إزالة الميتوكوندريا الضارة واستبدالها من امرأة أخرى وبالتالي يتفادى الطفل احتمال وراثة مرض خطير. وقالت مارسي دارنوفسكي المديرة التنفيذية لمركز بيركلي لعلم الوراثة والمجتمع في كاليفورنيا للجنة إن السماح بمثل هذه الإجراءات "سيؤدي الى ولادة اطفال معدلة وراثيا." وحذرت من أن سماح إدارة الغذاء والدواء بالتجارب السريرية سيمثل "المرة الأولى التي توافق فيها هيئة حكومية على إجراء تغيرات جينية على البشر وذريتهم." وعلى الرغم من أن لجنة إدارة الغذاء والدواء تنظر في المسائل العلمية فقط لكنها قالت انها مستعدة لتجاوز ذلك والنظر في أمور اخرى. وقالت المتحدثة جين رودريجيز لرويترز "استمعنا الى المخاوف في اجتماع اللجنة الاستشارية وسننظر في المعلومات مرة أخرى وما إذا كنا بحاجة إلى نقاش عام." (إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير ملاك فاروق)