أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن الولاياتالمتحدة ستطلب من الحكومة الإسرائيلية تجميدا جزئيا للاستيطان في الضفة الغربية بعد أن يقدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قريبا مشروع ''اتفاق-إطار'' حول تسوية نهائية. وأوضحت الإذاعة، نقلا عن أعضاء في فريق المفاوضين الأمريكيين الذين يخوضون مفاوضات مع إسرائيل والفلسطينيين، أن الولاياتالمتحدة ترغب في توقف أعمال البناء في المستوطنات المعزولة. وفي المقابل فإن البناء في المجمعات الاستيطانية الكبرى التي تريد إسرائيل الاحتفاظ بها في إطار أي اتفاق مع الفلسطينيين، يمكن أن يتواصل. وخلال جولته المكوكية الأخيرة في الشرق الأوسط في يناير، عرض كيري على الطرفين مشروع ''اتفاق إطار'' يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية حول مسائل ''الوضع النهائي'' مثل الحدود والأمن ووضع القدس واللاجئين الفلسطينيين. وهذا الاتفاق-الإطار يرتقب أن يقدم قريبا بشكل رسمي. وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لم يرد على الطلب الأمريكي بتجميد جزئي للاستيطان. وقال معلق الإذاعة ''لكن من الجانب الإسرائيلي نحن مدركون فعلا بأن تقديم اتفاق-إطار رسميا لن يكون كافيا لإقناع (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس بالبقاء إلى طاولة المفاوضات بدون أن توافق اسرائيل على القيام ببادرة ما''. وتابعت الإذاعة أنه من أجل تجنب أزمة مع المتشددين في الحكومة يمكن أن يطبق نتانياهو تجميدا جزئيا ''غير رسمي'' للاستيطان حيث قد توقف مختلف الوزارات المعنية في الاستيطان نشر استدراجات عروض لبناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات المعزولة. وقد رفض نتانياهو تجميد الاستيطان منذ استئناف المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية في 29 يوليو تحت إشراف الولاياتالمتحدة. وردا على أسئلة إذاعة الجيش، أعلن وزير الإسكان اوري ارييل، عضو الحزب القومي ''البيت اليهودي''، أن تجميدا ولو جزئيا للاستيطان ''غير مطروح''، مضيفا ''كما أعلن بشكل رسمي في الآونة الأخيرة رئيس الوزراء أمام الكنيست، أننا سنواصل البناء''. وأضاف أن التجميد الجزئي لمدة عشرة اشهر لبناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية الذي أعلنه نتانياهو وانتهت مدته في سبتمبر 2010 ''لم يكن مجديا، على العكس كان مسيئا لأنه زاد من مطالب الفلسطينيين''. من جهته هاجم نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون من حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو، وزير الخارجية الأمريكي متهما إياه في حديث مع الإذاعة بالسعي لتحويل ''الحكومة والليكود إلى خلية ميريتس'' في إشارة إلى حزب المعارضة اليساري المناهض للاستيطان. وبحسب الاحصاءات التي جمعتها حركة السلام الآن، المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية المعارضة للاستيطان، منذ بدء المحادثات فان السلطات الإسرائيلية وضعت خططا لبناء 7302 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة وأطلقت استدراجات عروض لبناء 4460 وحدة سكنية اخرى. ويقيم حوالى 350 الف مستوطن يهودي في مستوطنات الضفة الغربية إلى جانب 200 ألف إسرائيلي في أحياء استيطانية في القدسالشرقية. وتعتبر المجموعة الدولية كل المستوطنات في الأراضي المحتلة بأنها غير مشروعة.