تحدثت الصحف الاسرائيلية الخميس تصريحات ادلى بها رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الذي انتقد الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وقال ان الاسرائيليين يتلقون اربعة اضعاف كمية المياه التي يتلقاها الفلسطينيون . وتصدر الخلاف الذي اندلع الاربعاء وادى الى انسحاب اعضاء حزب البيت اليهودي اليميني القومي المتطرف من البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) احتجاجا على خطاب القاه مارتين شولتز عناوين الصحف. واعرب بعض المعلقون عن غضبهم من الارقام التي ذكرها شولتز عن استخدام المياه. وقال شولتز "كيف يمكن السماح لاسرائيلي باستخدام 70 ليتر من المياه يوميا بينما يحصل الفلسطيني على 17 فقط" ولكنه اعترف بانه لم يتح له الوقت للتحقق من هذه الارقام. وبعدها بقليل، انتقد شولتز المستوطنات ووصفها بالعائق امام السلام وحذر من ان الحصار المفروض على قطاع غزة قد "يقوض،بدلا من ان يقوي" امن اسرائيل. ودفعت تصريحات شولتز اعضاء حزب البيت اليهودي الى مقاطعته ومن ثم الخروج من القاعة. وقال زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت "يطالب البيت اليهودي باعتذار من رئيس البرلمان الاوروبي الذي كرر كذبتين قام الفلسطينيون بتلقينه اياهما" حول ارقام المياه ووجود حصار على قطاع غزة. واعتبر بينيت ذلك "دعاية خادعة". من جهته، اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو شولتز بالقاء اللوم بسرعة دون التحقق من الوقائع. ونقل موقع البرلمان الاسرائيلي الالكتروني عن نتانياهو قوله "المقلق في خطاب شولتز هو الاستماع الانتقائي الذي اصبح سائدا في العديد من الدوائر في اوروبا". واضاف "هذه ارقام ليست صحيحة. هو قال انه لم يتحقق من الارقام ولكن ذلك لم يوقفه من القاء اللوم مباشرة". وكتبت صحيفة اسرائيل اليوم المجانية والمقربة من نتانياهو "صدمة في البرلمان عقب التشهير باسرائيل". واتهمت الصحيفة شولتز بالانحياز لاستخدامه "التشهير الكاذب" الذي تقدمه الجماعات المناهضة لاسرائيل. واظهرت صحف اخرى صورا مختلفة تماما عن الاستخدام الاسرائيلي-الفلسطيني للمياه. ودفع الخلاف العديد من المنظمات الغير حكومية الاسرائيلية لنشر ارقامها الخاصة حول استخدام المياه حيث قالت مجموعة اصدقاء الارض في الشرق الاوسط نقلا عن احصائيات من عام 2011 تظهر النسبة بانها تقريبا اربعة الى واحد. وقالت المنظمة في بيان "استهلاك المياه البلدية في اسرائيل للفرد الواحد في عام 2011 كان 250 لتر بينما،عند الفلسطينيين- وبعد الاخذ بعين الاعتبار خسارة نحو 30% من المياه -- بسبب السرقة وانعدام البنية التحتية -- فانه يبلغ 70 لترا". واكدت منظمة بتسيلم الحقوقية الاسرائيلية ايضا ان هناك "تمييزا في توزيع المياه" حيث يحصل الاسرائيليون "على كمية اكثر بكثير من المياه من الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية وقطاع غزة". وبحسب ارقام صادرة عن شركة المياه الاسرائيلية ميكوروت فان متوسط الاستهلاك المنزلي للمياه في اسرائيل هو ما بين 100 و230 لترا للشخص يوميا. ويقدر استهلاك الفلسطينيين المتصلين بشبكة مياه في الضفة الغربية ب 73 لترا يوميا. بينما يعتمد الفلسطينيون الغير متصلين بشبكات المياه-ويبلغ عددهم نحو 113 الف شخص-على مخزون مياه الامطار ومياه الخزانات التي تعد مكلفة للغاية. وبحسب بتسيلم فان هؤلاء يستهلكون اقل من 60 لتر لكل شخص يوميا بينما تستهلك المجتمعات البدوية الفلسطينية في غور الاردن 20 لترا من المياه. ويتراوح معدل الاستهلاك اليومي في قطاع غزة نحو 70-90 لترا للشخص ولكن نوعية المياه سيئة للغاية حيث تعد 90% من امدادات الضخ غير صالحة للشرب بحسب معايير منظمة الصحة العالمية.