يستأنف الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الاثنين نشاطه بعد استراحة قصيرة بسبب المرض في وجه معارضة انتعشت بفضل دعم الغرب بينما لا يرتسم حل قريب لاطول ازمة تتخبط فيها البلاد. وبعد توقفه عن العمل اربعة ايام يعود الرئيس الى مكتبه بينما حلت احدى المشاكل التي اسهبت وسائل الاعلام في التطرق اليها برحيل المعارض دميترو بولاتوف الى الخارج بعد أن روى انه خطف وتعرض للتعذيب على ايدي مجهولين. ودميترو بولاتوف من قياديي حركة احتجاج اوتوميدان التي تتظاهر بالسيارات وقد نظم عدة تظاهرات مثيرة امام منزل الرئيس قرب كييف وروى مساء الجمعة ان مجهولين خطفوه في 22 كانون الثاني/يناير وعذبوه مدة اسبوع قبل ان يتركوه في غابة. لكن لدى عودته اعلنت الشرطة انها تنوي ايداعه قيد الاقامة الجبرية بصفته "مشتبها به لقيامه بتنظيم اضطرابات كبيرة" وفي حين بثت شاشات تلفزيون العالم صور وجهه الملطخ بالدم شكك وزير الخارجية الاوكراني ليونيد كوجارا في خطورة جروحه. لكن بولاتوف اصبح رمز "القمع المخفي" الذي يطال عشرات الناشطين المعارضين الذي يشتبهون -دون التمكن من اثبات ذلك بادلة- في ان يكون العنف من فعل عناصر تنشط سرا لحساب السلطات. وردا على مساءلة نظرائه على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ حول حالة بولاتوف حاول الوزير كوجارا في اول الامر التقليل من اهمية المشكلة لكنه امام استنكار وسائل الاعلام الاجتماعي والخارج غير لهجته مؤكدا ان بامكانه ان يرحل الى الخارج لتلقي العلاج. وذلك ما تم مساء الاحد اذ وصل بولاتوف الى فيلنيوس بعد توقفه في ريغا ونقل في سيارة اسعاف الى مستشفى في ليتوانيا دون الادلاء بتصريح لوسائل الاعلام. والان وقد سويت قضية بولاتوف يستعيد الرئيس يانوكوفيتش الذي يواجه منذ اكثر من شهرين اخطر ازمة تشهدها اوكرانيا منذ استقلالها، زمام الامور امام معارضة ما زالت معبأة. وقد حاز قيادوها دعما حازما -على الاقل شفهيا- من مسؤولين كبار اميركيين وفرنسيين على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ. وفي مخاطبة امام ستين الفا من انصار المعارضة تجمعوا الاحد في وسط كييف -وهو عدد كبير نظرا للبرد والتعب الذي حل بالناس- اعلن قياديا حركة الاحتجاج فيتالي كليتشكو وارسيني يتسينيوك انهما اغتنما الفرصة لمطالبة متحدثيهما الغربيين بمساعدة ملموسة: وساطة دولية ومساعدة مالية. واوضحا ان الوساطة ستسمح "بتفادي الاختلاف في تاويل" المباحثات مع يانوكوفيتش. واكدا انهما حصلا على ضمانات من الغربيين بمنح البلاد التي تكاد تفلس، مساعدة مالية اذا اقتضى الامر. وقال يتسينيوك "انهم مستعدون لذلك". واكدت وزيرة الخارجية الاوروبية كاترين اشتون في حديث مع وول ستريت جورنال ان الغربيين يعدون لمساعدة مالية "لن تكون صغيرة" ولن تكون رهن موافقة كييف على اتفاق على المدى الطويل مع صندوق النقد الدولي لانه يصعب على اوكرانيا تلبية شروط الصندوق. غير ان اشتون التي ستزور كييف خلال الايام القادمة اكدت ان منح المساعدة سيكون مرهونا بمواصلة الاصلاحات الاقتصادية والسياسية من الحكومة الاوكرانية القادمة. وحرمت الحكومة الاوكرانية من المساعدة الاوروبية بعدما عدلت فجأة في تشرين الثاني/نوفمبر عن التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي وفضل الرئيس يانوكوفيتش مقابل ذلك قروضا من موسكو قيمتها 15 مليار دولار اضافة الى سعر تفضيلي للغاز الذي تصدره روسيا الى اوكرانيا، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكك الاسبوع الماضي بالابقاء على هذه الاتفاقات اذا تولت المعارضة الحكم. وتغيير موقف الحكومة لصالح روسيا هو الذي اثار الازمة التي تحولت الى حركة احتجاج عارمة ضد نظام الرئيس يانوكوفيتش واصبح المعارضون القادمون ايضا من القرى ويقيمون في خيام في ساحة الاستقلال يطالبون الان برحيله والعودة الى دستور 2004 اي الى نظام يقلص صلاحيات الرئيس. ودعت روسيا الاثنين المعارضة الاوكرانية الى التخلي عن "التهديدات" و"الانذارات" لافساح المجال امام اوكرانيا للخروج من "الازمة العميقة" التي تشهدها منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ننتظر ان تتخلى المعارضة في اوكرانيا عن التهديدات والانذارات وان تكثف الحوار مع السلطات لكي تتمكن البلاد من الخروج من الازمة العميقة مع البقاء في الاطار الدستوري".