اكد الشيخ جوعان بن حمد ال ثاني رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة اليد التي تستضيفها الدوحة في كانون الثاني/يناير عام 2015 في حديث خاص لوكالة "فرانس برس"، بان بلاده ستكون جاهزة لاستضافة نخبة المنتخبات العالمية قبل وقت كاف من انطلاق المونديال كاشفا عن اخر المستجدات في ما يتعلق بتجهيز الملاعب واعداد المنتخب الوطني لهذا الحدث الذي يحظى بتغطية اعلامية واسعة. كما تطرق ايضا الى اهتمام بلاده بالرياضة والفائدة التي تجنيها من خلال احتضان العديد من البطولات العالمية. وهنا نص الحديث: قبل سنة تقريبا من موعد انطلاق مونديال اليد في الدوحة بمشاركة نخبة المنتخبات العالمية، الى اين وصلت الاستعدادات لاستضافة هذا الحدث الرياضي الكبير ؟ لدينا خطة عمل واضحة المعالم تقوم على اكثر من محور من اجل الوصول الى مستوى الجاهزية التامة قبل انطلاق المونديال بوقت كاف حسب الخطة الموضوعة من قبل اللجنة المنظمة خاصة وان كل الامور تم الترتيب لها بالشكل المناسب لاننا ندرك تماما قيمة واهمية البطولة والتحدي الذي نواجهه من اجل تنظيم مونديال مثالي فى كل شيء خصوصا بان أعين العالم بأسره ستكون مسلطة على الدوحة. واجهنا بعض الصعوبات في البداية نظرا لضيق الوقت، لكن فريق العمل الذي شكل من نخبة المحترفين في مجال تنظيم البطولات يعمل بشكل متواصل على انجاز خطة العمل التي نطمح من خلالها ان نبرهن مرة أخرى عن جدارة قطر في استضافة البطولات الرياضية. سننظم في ايلول/سبتمبر من العام بطولة السوبر غلوب التي ستكون بمثابة بروفة جيدة للمونديال لاختبار الامور التنظيمية خاصة وان البطولة ستقام على الصالات الجديدة التى يتم تجهيزها لاقامة منافسات المونديال عليها، وبالتالي فاننا نعمل من اجل ان نكون جاهزين للتنظيم في شهر اب/اغسطس 2014 علما بان البطولة ستقام فى كانون الثاني/يناير عام 2015. وماذا عن المنشات وجاهزيتها لاستضافة الحدث الكبير؟ بالنسبة لملاعب المونديال فنحن حريصون على أن تقام البطولة في إحدى أفضل الصالات في المنطقة، وحاليا يتم بناء اكثر من صالة جديدة من أجل بطولة العالم، والصالات الجديدة هي السد ولخويا ولوسيل، والاخيرة سيتم تحويلها الى مجمع وطني متعدد الاستخدامات وليست مجرد صالة لكرة اليد فقط، والعمل جار في جميع الصالات على قدم وساق، وسيتم الانتهاء من جميع منشآت البطولة قبل وقت كاف على انطلاق المونديال. ما سر اهتمام قطر برياضة كرة اليد حيث استضافت العديد من البطولات على مستوى الاندية وعلى مستوى المنتخبات القارية والعالمية، كما ان اللعبة تحظى باهتمام على اكبر مستوى من الدولة؟ وكيف ستستثمرون هذا الدعم؟ رؤية الشيخ تميم بن حمد ال ثاني امير البلاد تهدف أن تكون الرياضة نمط الحياة من خلال جيل جديد صحي لرفع اسم قطر في المحافل الرياضية المختلفة وليس فقط كرة اليد. ولكن الجدير بالذكر ان نتائج منتخبات واندية كرة اليد فى اكثر من بطولة عالمية وقارية حققت اكثر من لقب، ومن ثم فان الطموحات لا بد وان تزيد ليس فقط على صعيد المشاركات ولكن أيضا على صعيد استضافة بطولات لكرة اليد في قطر وتقريب المنتخبات الى الجمهور المحلي وفتح أبواب قطر الى محبي الرياضة في جميع أنحاء العالم. عندما نجد بان منتخبا للعبة جماعية معينة يحقق نتائج لافتة فلا بد من الاهتمام به، والواقع بان منتخب اليد هو افضل فريق جماعي حاليا في قطر ولذا سخرنا جميع الامكانيات للارتقاء بمستواه. من النقاط الهامة التي يشدد عليها الاتحاد الدولي للعبة هو الحضور الجماهيري، ما هي الخطوات العملية التي قامت بها اللجنة المنظمة من اجل استقطاب الجمهور الى الملاعب لمتابعة المباريات بكثافة؟ قمنا بوضع خطة للوصول الى جميع محبي اللعبة في قطر آسيا أوروبا وجميع أنحاء العالم. ونحن نقوم بحملات ترويجية لقطر في معظم البطولات الحالية في أفريقيا واوروبا، وهناك متابعة من قبل لجنة التسويق على التواصل مع المجتمعات كافة وتسهيل مجيئهم الى الدوحة عبر عروض مميزة مع الخطوط القطرية والفنادق، وذلك حرصا منا على أن تكون قطر ملتقى لجميع محبي اللعبة. ونحن في صدد الاعلان عن خدمات ومميزات ستحصل عليها الجماهير التي ستحضر الى الدوحة لمتابعة منتخبات بلدانهم وهم يشاركون في بطولة العالم لكرة اليد التي تقام لاول مرة في قطر. كما اننا قمنا بتجهيز سلسلة فعاليات لتعريف الناس على البطولة وحثهم على المشاركة والحضور. كما نعتمد بالدرجة الاولى على عشاق اللعبة وانصار المنتخبات العريقة امثال فرنسا والدنمارك والمانيا وكرواتيا وغيرها من الدول التي تملك تاريخا كبيرا في اللعبة. ما هي الفائدة التي تجنيها قطر نتيجة استضافة البطولة على الصعيد الاجتماعي؟ مما لا شك فيه أن بطولة في هذا الحجم تنعش البلد في مختلف القطاعات. على الصعيد الاعلامي مثلا هناك اهتمام اعلامي كبير بقطر. على الصعيد الاجتماعي تحرص اللجنة المنظمة على فتح مجالات التوظيف للقطريين والمحترفين في مجال الرياضة بشكل عام. والمشاركة في مثل هذه البطولة تزيدهم خبرة وحماسا في هذا المجال. ومن الجدير بالذكر أن المؤسسات القطرية المحلية تقوم أيضا بدعم البطولة مما يفيدهم من الناحية التسويقية. ما هي طموحات المنتخب القطري في البطولة العالمية؟ وهل هناك خطوات طويلة الامد للاهتمام بالقاعدة؟ لدينا منتخب ممتاز ومنظم، ولاعبون على قدر كبير من الكفاءة، وخطة الاعداد المجهزة للمنتخب مناسبة لقيمة واهمية الحدث، ويشرف على تدريب العنابي المدرب الاسباني الشهير فاليرو ريفيرا الذي قاد منتخب بلاده الى اللقب العالمي، واللاعبون وصلوا الى مرحلة النضج وهناك عناصر شابة تبشر بالخير بين صفوف المنتخب، ولا يمكن اغفال اهتمامنا بعنصر القاعدة لانها السبيل الى الاستمرار ومواصلة تحقيق اهدافنا على مستوى اللعبة. كما هو معروف فان دولة قطر صغيرة الحجم لكننا بدأنا نشجع ممارسة هذه اللعبة من خلال بعض الاندية على سبيل المثال نادي الجيش الذي افتتح مركزا رياضيا ويقيم مهرجانات من اجل استقطاب الشبان بالتعاون مع الاتحاد المحلي للعبة. كيف تنظر الى النهضة الرياضية التي تشهدها قطر في السنوات الاخيرة والتي جعلت منها محطة اساسية لابرز البطولات؟ دولة قطر تعودت على تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى في العالم بدليل الاحداث الكثيرة التي اقيمت بالدولة في السنوات الاخيرة وايضا ستقام في السنوات القادمة مثل كأس العالم لكرة القدم وبطولة العالم للسباحة وغيرها من البطولات العالمية. قطر لا تريد اثبات أي شىء من خلال تنظيم مونديال اليد، بعد ان اصبحت بوابة الشرق والغرب لاستضافة كبرى الاحداث الرياضية ولعل ابرزها كأس العالم للشباب في فترة قياسية بعد اعتذار نيجيريا في اللحظة الاخيرة، وكذلك دورة الالعاب الاسيوية عام 2006 الى جانب بطولة العالم لالعاب القوى داخل الصالات عام 2010. تحتل الرياضة حيزا هاما وهي في صلب رؤية 2030 التي تتضمن ايضا الاهتمام بقطاعي التعليم والصحة وقد رصدت مبالغ ضخمة لهذه القطاعات الثلاث. يعرف عن العائلة المالكة حبها للرياضة، ما هو مرد ذلك؟ الرياضة تسري في عروقنا، فقد كان الشيخ تميم لاعب كرة مضرب وشارك في بطولات في الولاياتالمتحدة واوروبا وقائدا للمنتخب القطري وخاض مباريات الزوجي مع ناصر الخليفي (رئيس نادي باريس سان جرمان حاليا)، اما انا فمارست السباحة وكرة الطاولة وربما اذكر هذا الامر للمرة الاولى، في حين يهتم الشيخ جاسم بكرة القدم. ولم يكن غريبا ان تخصص دولة قطر وهي الوحيدة في هذا المجال يوما في السنة اطلقت عليه اليوم الرياضي والذي يقام في الاسبوع الثاني من شباط/فبراير من كل عام".