بعد حوالى ثلاثة اشهر على الانتخابات التشريعية الالمانية، من المتوقع ان تفوز المحافظة انغيلا ميركل بسهولة الثلاثاء باصوات النواب لولاية ثالثة من اربع سنوات على راس "ائتلاف كبير" مع الاشتراكيين الديموقراطيين. ويبدأ نواب البوندستاغ ال611 الادلاء باصواتهم في الساعة 9,00 (8,00 تغ) في عملية تصويت بالاقتراع السري يرتقب صدور نتائجها قبل الظهر. ومن المتوقع ان تحصل ميركل (59 عاما) التي تقود منذ 2005 القوة الاقتصادية الاولى في اوروبا، بسهولة على اصوات مجلس النواب حيث تحتل غالبيتها الجديدة 80% من المقاعد. ويشغل حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي وفرعه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي 311 مقعدا بعد انتخابات 22 ايلول/سبتمبر في حين يشغل الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ابرمت معه اتفاق ائتلاف 193 مقعدا، ما يمنح ائتلافها مجموع 504 مقاعد. وبعد انتخابها ستزور المستشارة الرئيس يواكيم غاوك الذي سيعينها رسميا، ثم تعود الى مجلس النواب لتؤدي اليمين. وسيخضع وزراؤها لاجراءات مماثلة. وستترأس قبيل الظهر مجلس وزرائها الاول. ومن المقرر ان تلقي ميركل صباح الاربعاء كلمة امام النواب عشية قمة بروكسل الاوروبية، ثم تتناول العشاء في باريس في اول رحلة لها الى الخارج في ولايتها الجديدة، وهي رحلة الى فرنسا طبقا للتقاليد المرعية. وسينضم اليها في رحلتها وزير الخارجية الجديد فرانك فالتر شتاينماير من الحزب الاشتراكي الديموقراطي. وتعهدت المستشارة الاثنين بان المحافظين الذين سيمسكون بمفاصل السلطة الرئيسية سيكونون "شريكا عادلا" في هذا التحالف مع خصوم الامس. وفي مطلق الاحوال، فان الطرفين الخصمين آنذاك ضما جهودهما لادارة ازمة اليورو فصوت الاشتراكيون الديموقراطيون على جميع خطط الانقاذ التي طرحتها ميركل. واكدت المستشارة ان "ائتلافا كبيرا هو ائتلاف من اجل مهام كبرى" مشيرة الى انها ستسعى لضمان وضع افضل للمواطنين في 2017 منهم اليوم، عملا بوعد قطعتها خلال حملتها الانتخابية. والى الاستشارية، يمسك المحافظون بموقع استراتيجي هو المالية مع تعيين السياسي المخضرم فولفغانغ شويبله (71 عاما)، فضلا عن الدفاع والداخلية، فيما حصل الاشتراكيون الديموقراطيون على الخارجية، فضلا عن العمل. وعين رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي زيغمار غابريال نائبا للمستشارة، وهو منصب فخري، وسيتولى وزارة كبرى هي وزارة الاقتصاد والطاقة. وهو مكلف ملف الانتقال الى الطاقات المتجددة وهو ملف حساس سيشكل احد اضخم الورش التي تخوضها المانيا في السنوات المقبلة، وقد اطلقته المستشارة بدون التشاور مع المعارضة في وقت كان الاشتراكيون الديموقراطيون في صفوفها. وبالرغم من الفوز الكبير الذي حققه معسكرها (41,5%) في الانتخابات التشريعية، خاضت ميركل التي تصنف بانتظام المرأة الاكثر نفوذا في العالم، معركة ضارية على مدى فترة قياسية قاربت ثلاثة اشهر لتشكيل حكومة. وبعدما حرمت من حليفها الليبرالي الذي اقصي من مجلس النواب بسبب تدني نتائجه، اجرت ميركل مفاوضات طويلة وشاقة مع الاشتراكيين الديموقراطيين لوضع برنامج حكم مشترك من اكثر من 180 صفحة موقع من الاحزاب المعنية ويلزمها للسنوات الاربع المقبلة. وازيل اخر حاجز كان يعيق تشكيل "الائتلاف الكبير" السبت حين وافق منتسبو الحزب الاشتراكي الديموقراطي بغالبية واسعة (76%) في استفتاء على مشاركة حزبهم في حكومة ميركل الثالثة. وكانت حكومة ميركل الاولى اصلا "ائتلافا كبيرا" خرج منه الاشتراكيون الديموقراطيون بهزيمة كبرى. وعهد بوزارة العمل الى الامينة العامة للحزب الاشتراكي الديموقراطي اندريا ناليس التي سيترتب عليها ان تجسد ما يعتبره حزبها بمثابة الاختراق الاجتماعي الرئيسي في عقد الائتلاف، وهو اقرار حد ادنى للاجور معمم بمستوى 8,50 يورو في الساعة. كما ادرج رفع مستوى معاشات التقاعد المتدنية واقرار الية للحد من ارتفاع الايجارات ضمن برنامج الحكومة الجديدة.