بانجي (رويترز) - حذرت الأممالمتحدة يوم الجمعة الجماعات التي ترتكب أعمال عنف في جمهورية إفريقيا الوسطى من أن العالم يراقبها وسيحاسب أفرادها بعد مقتل مئات الأشخاص معظمهم مدنيون. وجاء تحذير الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عشية مقتل 27 مسلما على يد ميليشيا في قرية خارج بانجي عاصمة افريقيا الوسطى مما يبرز التحدي الذي تواجهه القوات الدولية في استعادة الاستقرار بالبلاد. ونقلت الأممالمتحدة 77 طنا من إمدادات الإغاثة وهي أكبر حمولة جوية منذ نشوب القتال الأسبوع الماضي في ظل ما تواجهه المنظمة الدولية من أزمة إنسانية متفاقمة وانتقادات من بعض عمال الإغاثة بسبب بطء استجابتها للأزمة. وانزلقت جمهورية افريقيا الوسطى الى دوامة من العنف منذ أن أطاح متمردو سيليكا ومعظمهم مسلمون بالرئيس فرانسوا بوزيز في مارس آذار. وشهدت البلاد أعمال قتل ونهب وغيرها من الانتهاكات على مدى أشهر منذ توليهم السلطة مما أدى الى ظهور ميليشيا مسيحية معارضة لهم. وهاجمت الميليشيا المسيحية والمسلحون الموالون لبوزيز العاصمة الأسبوع الماضي مما أثار موجة جديدة من أعمال القتل والانتقام زادت من حدة الصراع الديني. ولقي ما يربو على 500 شخص حتفهم ونزح مئة ألف آخرون عن منازلهم في العاصمة بانجي وحدها. وقال بان في خطاب إذاعي "هناك كثيرون خائفون وصار البلد على شفا الانهيار... يجب وقف إراقة الدماء." وأضاف "لدي رسالة واضحة لجميع من يرتكبون أعمالا وحشية وجرائم ضد الإنسانية. العالم يراقب. وستحاسبون." وكانت المحكمة الجنائية الدولية قالت إنه يجب التحقيق مع جميع الأطراف. وأعادت بعثة حفظ السلام الفرنسية المفوضة من الأممالمتحدة بعض الهدوء إلى العاصمة ولكن الصراع امتد إلى خارجها إذ قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن الميليشيا المسيحية قتلت 27 مسلما يوم الخميس في قرية بوهونج الواقعة على مسافة نحو 75 كيلومترا من بلدة بوار في غرب البلاد. وقال المكتب في رسالة إلكترونية "الوضع متوتر أيضا في عدد من البلدات من بينها بوكا وبوسانجوا وبوزوم حيث تستمر الهجمات والعمليات الانتقامية." وتقول القوات الفرنسية التي يبلغ عدد أفرادها 1600 في البلاد إن عملية نزع السلاح في العاصمة تقترب من نهايتها وإن القوات بدأت في نزع سلاح الرجال المسلحين في بلدات أخرى. غير أن أعمال القتل التي شهدتها بوهونج تعكس حجم المهمة. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إن باريس فوجئت بحجم العنف في العاصمة. وأضاف لودريان يوم الجمعة "كنا نعتقد أن الخطر سيكون أكبر في شمال البلاد منه في بانجي ولكن في الواقع كان العكس هو الصحيح" مضيفا أن القوات المنتشرة خارج بانجي ستزيد تدريجيا فور تأمين العاصمة. ومع تسارع الجهود الدولية الرامية لمعالجة الأزمة وافق الاتحاد الافريقي على زيادة قواته في البلاد من 2500 إلى ستة آلاف فرد. وأكد رئيس وزراء افريقيا الوسطى نيكولا تيانجاي يوم الجمعة أنه لن يترشح في الانتخابات المقبلة تماشيا مع اتفاق سياسي وقع في يناير كانون الثاني. وأضاف أنه سيتم تشكيل هيئة مستقلة في غضون أيام لتتولى الإعداد للانتخابات. من ايمانويل براون