قال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرلوت الثلاثاء ان العملية العسكرية التي تنفذها فرنسا في جمهورية افريقيا الوسطى هي "مسالة بضعة اشهر" مؤكدا ان بلاده لا تتصرف ك"شرطي افريقيا"، وذلك غداة مقتل او جنديين فرنسيين في هذا البلد. واكد ايرلوت اثناء نقاش في الجمعية الوطنية الفرنسية غداة مقتل جنديين فرنسيين في افريقيا الوسطى، ان الرئيس الفرنسي قال بوضوح "تدخلنا سيكون سريعا ولن يدوم" طويلا مشددا على ان فرنسا لا تتصرف "كشرطي افريقيا" بل "استجابة لنداء شركائها الافارقة لمواجهة عاجلة توقيا من دوامة مجازر". ويناقش البرلمان الفرنسي عملية سنغاريس غداة مقتل جنديين فرنسيين ليل الاثنين الثلاثاء في بانغي. لكن البرلمان لن يصوت عليها عقب هذه المناقشة المنصوص عليها في الدستور. واستقبل رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت رؤساء الكتل البرلمانية وابلغهم بسير العمليات بينما صدر في الوقت نفسه خبر سقوط اول قتيلين في صفوف الجيش الفرنسي ليلا في اشتباك خلال دورية قرب مطار العاصمة. ونوه جان مارك آيرولت الثلاثاء "باجماع واسع من مجمل المشاركين" حول عملية سنغاريس التي انطلقت مساء الخميس مباشرة عقب مصادقة الاممالمتحدة على الضوء الاخضر للشروع فيها. غير ان بعضهم طرح مشكلة عزلة باريس رغم ان الولاياتالمتحدة اعلنت الاثنين انها تضع تحت تصرف العملية طائرتي نقل من طراز سي17 لنقل الجنود الافارقة خصوصا من بوروندي تلبية لطلب مساعدة من فرنسا. واوضح رئيس كتلة اكبر حزب معارض الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني كريستيان جاكوب للصحافيين "هناك بعض النقاط التي تثير قلقا وهي مدة هذا التدخل ووسائل تمويله وعزلة فرنسا". من جانبه اعرب النائب اندري شاسين باسم جبهة اليسار عن "شيء من الانزعاج" لان "فرنسا تتدخل مجددا بمفردها" وتخاطر بان "تظهر امام العالم بانها دركي افريقيا". ويعبر رئيس الوزراء ومجمل الكتل السياسية اليوم عن آرائهم امام الجمعية خلال النقاش الذي ينص عليه الدستور في حال تدخل القوات المسلحة في الخارج. كذلك سيدور النقاش في مجلس الشيوخ بعدما يتلو احد الوزراء خطاب آيرولت. من جهته يزور الرئيس فرنسوا هولاند بانغي بعد حضوره الاحتفال باحياء ذكرى نلسون مانديلا في جوهانسبورغ. وتاتي هذه الزيارة المفاجئة في حين لم يتم بعد استتباب الامن تماما في بانغي في اليوم الخامس بعد بداية عملية "سنغاريس" لاعادة الامن الى هذا البلد الذي يعاني من اعمال عنف أتنية ودينية. وافاد مقربون من الرئيس انه سيتباحث مع الرئيس الانتقالي ميشال جوتوديا ورئيس الوزراء نيكولا تيانغايي وسيتوجه الى القوات الفرنسية المنتشرة هناك ليعبر لها عن "تقديره وتشجيعه". وبعد عشرة اشهر من التدخل الفرنسي في مالي، لم تثر عملية سنغاريس التي تجري بتفويض من الاممالمتحدة، اي معارضة واضحة في هذه المرحلة رغم ان البعض ومن بينهم الوزير السابق برونو لومير، اعرب عن "قلقه" من تجدد التدخلات العسكرية الفرنسية. واعتبر رئيس الاتحاد من اجل حركة شعبية جان فرنسوا كوبي ان "عدم التحرك والسلبية" ليسا "خيارا" في افريقيا الوسطى لكنه طالب بخريطة طريق واضحة. وطلب المدافعون عن البيئة وهم حلفاء الاشتراكيين في الحكومة تصويتا في البرلمان على التدخل العسكري وشددوا على انه يجب ان يكون "اوروبيا" في حين نوه رئيس كتلتهم جان فانسان بلاسيه الثلاثاء بحزم الرئيس. واعرب الحزب الشيوعي الفرنسي عن الاسف لان باريس لم تقترح "مشروع حل سياسي" واعتبر ما يقال عن ان التدخل سيكون قصيرا "اسطورة". واعتبرت الجبهة الوطنية (يمين متطرف) "هذا التدخل ضروريا من وجهة النظر الانسانية ومطابقا لمصالح فرنسا في المنطقة" التي قال انه "منطقة نفوذ ضرورية". وافادت الاستطلاعات الاولى حول سنغاريس نتائج متناقضة اذ ان 64% من الفرنسيين يعارضونها في استطلاع معهد اوبينيونه واي الذي اجري قبل التدخل بينما اعرب 51% عن تاييدهم في استطلاع اجراه معهد ايفوب بعد بداية التدخل.