باريس (رويترز) - تعرض الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند لانتقادات على نطاق واسع يوم الاحد بعد عرضه السماح لصبية مهاجرة بالعودة إلى فرنسا دون أسرتها وأظهر استطلاع للرأي تدني معدلات القبول لأدائه إلى مستوى قياسي. وخاض اولوند في الخلاف يوم السبت عندما عرض على ليوناردا ديبراني -وهي صبية من أصول غجرية أُنزلت في حافلة مدرسية ورحلت إلى كوسوفا - فرصة العودة إلى فرنسا لإنهاء دراستها ولكن دون عائلتها. وأثار الاقتراح إدانة غاضبة بما في ذلك من ديبراني التي قالت إنها لن تعود بمفردها معرضة اولوند لانتقادات جديدة لزعامته. وقال فرانسوا بايرو وهو زعيم حزبي وسطي نافس أولوند في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية عام 2012 لتلفزيون آي.تيلي "ماذا يعتقد 80 في المئة من الفرنسيين بشأن هذا." وأضاف "انهم يعتقدون ان الدولة فقدت بوصلتها تماما حيث تقرر شيئا ثم تقرر عكسه تماما بعد دقيقة واحدة... ضعفت سلطة اولوند بشكل كبير هنا." ويمثل طرد ديبراني بعد ان فشلت عائلتها في الحصول على حق اللجوء السياسي اختبارا لقدرة اولوند على التصدي لمشكلة الهجرة غير المشروعة وهي مصدر لاحباط شعبي متزايد في فرنسا. واحتج التلاميذ مطالبين بالسماح للتلميذة البالغة من العمر 15 عاما بالعودة حتى رغم ان استطلاعات الرأي أظهرت ان الكثير من الفرنسيين لا يريدون العائلة في فرنسا. واتهم خصوم اولوند من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية -وهو حزب بنتمب ليمين الوسط- اولوند بالانشغال الزائد بإرضاء قاعدته الاشتراكية لدرجة خيانة إرادة الشعب. وحتى الاشتراكيون بدا أنهم غير راضين عن محاولة الرئيس التوصل الى حل وسط. وبعد دقائق من ظهور اولوند على شاشات التلفزيون الذي قال خلاله ان الشرطة اتبعت القواعد لكنها لم تنتهج الاسلوب اللائق ظهر زعيم الحزب الاشتراكي هارلم ديزيريه على قناة اخرى وقال انه ينبغي السماح لعائلة ديبراني بالعودة الى فرنسا. وقال ديزيريه "ساتحدث الى الرئيس والحكومة بهذا الشان" مضيفا انه يريد "ان يتمكن كل الاطفال في عائلة ليوناردا من الانتهاء من دراساتهم في فرنسا برفقة أمهم." وأظهر استطلاع في صحيفة لو جورنال دو ديمانش الاسبوعية ان معدلات التأييد لاولوند تراجعت الى 23 في المئة وهو ادنى مستوى خلال رئاسته وادني من الرقم القياسي لتدني الشعبية الذي كان من نصيب سلفه الرئيس السابق من يمين الوسط نيكولا ساركوزي. لكن في الوقت الذي يتراجع فيه التأييد لاولوند في ظل بيانات اقتصادية سيئة وانتقادات لسلطته فان وزير داخليته مانويل فالس ذا اللهجة المتشددة أصبح أكثر وزراء فرنسا شعبية. وأظهر استطلاع الصحيفة هذا الشهر ان فالس يتمتع بتاييد ما يصل الى 61 في المئة من الفرنسيين متقدما كثيرا على اي وزير اخر. وبتاكيده على موقف متشدد من اسرة ديبراني بدلا من عرض السماح بعودتها يبدو انه سيخرج من موضوع ديبراني دون أن يمسه سوء. وقال للصحيفة في مقابلة نشرت يوم الاحد "لا شيء سيدفعني لتغيير نهجي.. يتعين تطبيق القانون ويتعين ألا تعود الأسرة إلى فرنسا."