انتهت مرحلة تسجيل ترشيحات المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الافغانية المرتقبة في نيسان/ابريل مساء الاحد بعد مداولات سياسية مكثفة، وتصدر وزير المالية السابق اشرف غاني قائمة المرشحين لخلافة حميد كرزاي. وبهذا النهار تنتهي اسابيع من المداولات بين شخصيات سياسية وامراء حرب سابقين ووجهاء قبائل وسياسيين من الادارة الحالية من اجل ابرام اتفاقات وتشكيل تحالفات. وستجري الانتخابات في 5 نيسان/ابريل في اجواء من الارتياب المتزايد بسبب العنف المستمر في البلاد ورحيل جنود قوة الاطلسي المرتقب في نهاية 2014. وتنتهي ولاية كرزاي، الذي قاد البلاد من 2011، العام المقبل في الوقت الذي تسعى الحكومة الافغانية الى التوصل الى اتفاق سلام مع مسلحي طالبان ومع اقتراب انسحاب قوات الحلف الاطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة بعد 13 عاما من القتال. وفي عرض للقوة، توجه كل واحد من كبار المرشحين الى مكاتب اللجنة الانتخابية في موكب من السيارات المصفحة برفقة عدد من الحراس الشخصيين وحشود من انصاره. وقال غاني، الاكاديمي السابق الذي كان مقيما في الولاياتالمتحدة عقب تقديم اوراق ترشحه "نحتاج الى اصلاحات اساسية لمكافحة الفساد وفرض حكم القانون وضمان العدالة والرفاه للشباب". وكان غاني المولود في 1949 ترشح الى الانتخابات الرئاسية السابقة في 2009. وحل في المرتبة الرابعة في الدورة الاولى بحصوله على 2,94% من الاصوات، بعيدا جدا خلف كرزاي الذي اعيد انتخابه آنذاك. واطلق وزير الخارجية السابق زلماي رسول الموالي لكرزاي (70 عام) حملته الانتخابية بوعد "بحماية الوحدة الوطنية والانجازات التي تحققت في العقد السابق وتعزيز الديموقراطية والاقتصاد". وكان يرافق رسول مرشحه لمنصب نائب الرئيس احمد ضياء مسعود رئيس احد الاحزاب السياسية، وحبيبة سرابي حاكمة ولاية بايمان، وهي المرأة الوحيدة التي تشغل منصبا بهذه الاهمية في البلاد. وكان قيوم كرزاي، الشقيق الاكبر وغير المعروف للرئيس، من بين من تقدموا بترشيحاتهم في وقت متاخر الاحد في السباق المفتوح على مصراعيه، اضافة الى حاكم ولاية نانغاهار غول اغا شيرزاي الملقب ب"البلدوزر" بسبب فظاظته. ومن بين من سجلوا اسماءهم في وقت سابق عبد الله عبد الله الذي ترشح لانتخابات الرئاسة 2009، وعبد الرب رسول سياف امير الحرب السابق الذي كان يرتبط بتنظيم القاعدة. ويثير ترشيح سياف، الباشتوني الذي يعتبر "مرشدا" لخالد شيخ محمد العقل المدبر المعلن لاعتداءات ايلول/سبتمبر 2001، قلق العواصمالغربية بسبب مواقفه المحافظة. وتعهد كرزاي، الذي فاز بالرئاسة في 2009 وسط مزاعم بالتزوير، بعدم دعم اي مرشح، الا ان العديد من انصاره ينتظرون مؤشرات واضحة منه لتحديد مرشحه المفضل. واسهبت وسائل الاعلام الافغانية ولا سيما شبكات التواصل الاجتماعي في الحديث عن هذه الساعات الاخيرة قبل اقفال باب الترشيحات. وقد تبادل الصحافيون والمحللون وجهات النظر حول المرشحين المعلنين والذين قد يترشحون. واعتبر رئيس بعثة الاممالمتحدة في افغانستان يان كوبيس ان مصداقية الانتخابات واجراءها في وقتها سيكونان "افضل دليل" على ان الافغان قادرون على اقناع الجهات المانحة بالاستمرار في تقديم مساعداتها. وتتسلم افغانستان، أحد افقر البلدان في العالم، مليارات الدولارات من المساعدة الدولية التي تستخدم خصوصا لدفع رواتب قوات الامن الافغانية. وستنحسب القوات القتالية التابعة للحلف الاطلسي نهاية العام المقبل. وينتشر نحو 87 الف جندي، من بينهم 57 الف عسكري اميركي، في افغانستان للتصدي للمتمردين وتدريب الجيش والشرطة المحلية. ودعا كرزاي الى بقاء مرشحين او ثلاثة في السباق يوم الانتخابات لتجنب الفوضى التي حدثت في 2009 عندما بلغ عدد المرشحين 40. وتوقع مارتن فان بيليرت من شبكة محللي افغانستان تكرر حالات التزوير وضعف المشاركة والعنف والنتائج المتضاربة التي حدثت في انتخابات 2009. ويتوقع ان تهيمن مسالتان على الانتخابات: اجراء محادثات سلام مع طالبان والتوصل الى اتفاق بشان بقاء قسم من القوات الاميركية في افغانستان. وخلال الاسابيع المقبلة ستقوم اللجنة الانتخابية المستقلة بالتحقق من اهلية كل من المرشحين للرئاسة ولمنصب نائب الرئيس. وستعلن اللجنة القائمة النهائية للمرشحين في 16 تشرين الثاني/نوفمبر بعد التحقق من الملفات، على ان تبدأ الحملة الانتخابية الرسمية في شباط/فبراير.