بيروت (رويترز) - شن مقاتلو المعارضة السورية هجوما جديدا في الضواحي الاستراتيجية الجنوبيةالغربيةلدمشق يوم الثلاثاء قائلين إنهم يريدون كسر حصار الجيش لمناطق تسيطر عليها المعارضة. وقال نشطاء ومقاتلون إن مقاتلي المعارضة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الحكومية بينما قصف الجيش السوري ضاحية داريا التي ينشب فيها القتال من حين لاخر منذ أن بدأ الصراع السوري قبل 30 شهرا. وكان مقاتلو المعارضة قد تحصنوا حول عدد من الضواحي المحيطة بالعاصمة منذ نحو عام ونصف العام لكن قوات الرئيس السوري بشار الأسد أوقفت تقدمهم واستعادت العديد من المناطق الاستراتيجية التي حوصرت فعليا في الوقت الحالي. وصدت القوات الجوية والبرية للأسد حتى الان هجمات مقاتلي المعارضة بعد ان قطع جيش الأسد طرق امدادها الرئيسية في الضواحي في وقت سابق من العام الحالي. وانحسر القتال في دمشق عندما هددت الولاياتالمتحدة بشن عمل عسكري عقابي ضد الأسد لكنه تصاعد مرة أخرى بعد تسوية دبلوماسية تتخلى سوريا بموجبها عن أسلحتها الكيماوية مما أبعد التهديد العاجل بشن ضربة عسكرية. ووحد الهجوم الجديد لمقاتلي المعارضة والذي أطلقوا عليه مسمى "وإن عدتم عدنا" فصائل عديدة تنشط في المنطقة من بينها جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة. وقالت أيضا جماعة أحرار الشام وهي فصيل اسلامي آخر إنها تقوم بدور كبير إلى جانب كتائب الصحابة وهي وحدة قوية لمقاتلي المعارضة مقرها دمشق. وقال قائد في كتائب الصحابة إن العملية تهدف الى تخفيف "حصار خانق" يحرم سكان منطقتي داريا والمعضمية جنوب غربي العاصمة من الغذاء والدواء والسلاح. وقال القائد الذي اكتفى بتعريف نفسه باسم أبو معاذ "هناك نقص كبير في الامدادات الانسانية والطبية" مضيفا أن العملية بدأت مساء أمس الإثنين. وأضاف "الوضع سيء للغاية. لا غذاء ولا ماء. كان التحرك العسكري ضروريا." وستكون الضواحي الجنوبية هدفا صعبا لمقاتلي المعارضة السورية لأنها تضم العديد من المواقع العسكرية الرئيسية من بينها مطار عسكري وقاعدة لقوات الحرس الجمهوري. وقال ناشط في دمشق عرف نفسه بإسم باسم محمد إن من غير المرجح أن يجني مقاتلو المعارضة مكاسب من هذا الهجوم. وقال "أفضل قوات النظام موجودة هناك. نحن على الأرض نرى في ذلك عملية استعراضية من الجيش الحر خاصة في التعاون مع أحرار الشام والنصرة. إنها حرب إستنزاف حيث لا منتصر ولا مهزوم." وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن مقاتلي المعارضة سيطروا على منطقتي تل ركيس وتل بوزة جنوبي العاصمة ودمروا عربتين. وأظهرت لقطات فيديو بثت على الانترنت مقاتلين من المعارضة يطلقون قذائف مورتر على مواقع حكومية. وقتل أكثر من مئة ألف سوري في الصراع الذي نشب في مارس اذار 2011. وكانت المعضمية من المناطق التي استهدفها هجوم كيماوي قتل فيه المئات الشهر الماضي وحملت قوى غربية قوات الأسد المسؤولية عنه إلا أن الحكومة السورية تنفي مسؤوليتها عنه.