نظم مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مسيرات يوم الخميس أول أيام عيد الفطر للمطالبة بإعادته لمقعد الرئاسة بينما تحجم السلطات حتى الان عن فض اعتصامين لمؤيديه في القاهرة. وظهرت زوجة الرئيس الاسلامي المعزول التي نادرا ما تشارك في المناسبات العامة على منصة الاعتصام عند مسجد رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة وقالت عن زوجها "إن شاء الله راجع. إن شاء الله راجع بإذن الله إن شاء الله". وردت عليها الحشد "راجع..راجع". وأعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور فشل الجهود الدبلوماسية الدولية لحل الازمة وحذرت الحكومة المعتصمين وطلبت منهم مغادرة مكاني اعتصامهم مشددة على ان قرار فض الاعتصام نهائي لا رجعة فيه. وقال الرئيس المؤقت يوم الاربعاء في كلمة بمناسبة عيد الفطر "نحن ماضون قدما وبكل إصرار نحو تحقيق النتائج المرجوة من خارطة المستقبل" مضيفا أن مصر تمر بمرحلة حرجة. وأضاف "لقد انطلق قطار المستقبل وعلى الجميع إدراك اللحظة واللحاق به وعلى من يتخلف عن إدراك تلك اللحظة أن يتحمل مسؤولية قراره." وغادر المبعوثان الأمريكي والاوروبي مصر يوم الاربعاء بعدما فشلت المحاولات على مدى أيام في الوصول إلى حل وسط بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. كما شارك في الجهود الى جانب المبعوث الامريكي وليام بيرنز ومبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون قطر ودولة الامارات العربية المتحدة. لكن دبلوماسيا شارك في جهود الوساطة قال إن السلطات المصرية وجماعة الاخوان المسلمين يمكن أن تتراجعا عن المواجهة وتتخذا خطوات لبناء الثقة قد تؤدي الى التوصل الى تسوية عبر التفاوض. وقال الدبلوماسي "الامر لم ينته بعد. يمكن ان ينجح لكن ليس لدينا اي ضمانات. كل الامور هشة للغاية." وذكرت الحكومة المصرية ومصادر عسكرية ان المحادثات لم تنته لكنها علقت لاستيعاب الغضب الشعبي من التدخل الاجنبي في شؤون مصر واستيعاب غضب البعض من استعداد الحكومة للتفاوض مع الاخوان المسلمين. وقال مصدر عسكري ان السلطات تحجم عن استخدام القوة لفض الاعتصامين وان ذلك يرجع في جانب منه الى مخاوف من استقالة محمد البرادعي نائب الرئيس والذي أعلن رفضه للجوء للقوة. وزار حازم الببلاوي رئيس الحكومة الانتقالية قوات الامن المركزي برفقة وزير الداخلية محمد ابراهيم يوم الخميس في مسعى فيما يبدو لتهدئة الراغبين في تحرك أشد صرامة. وقال مكتب رئيس الوزراء ان الببلاوي أكد لهم "ان الحكومة تضع الامن على رأس أولوياتها وأنه لا يوجد مجتمع مستقر بدون الأمن المبني على القانون وبما يحافظ على هيبة الدولة وأرواح المواطنين وممتلكاتهم." ويوم الاربعاء قال الببلاوي في بيان تلفزيوني إن قرار فض الاعتصامين "نهائي ولا رجعة عنه علي الإطلاق". وأضاف أن المعتصمين "تجاوزوا كل حدود السلمية" واتهمهم بالتحريض على العنف وممارسته وتعطيل حركة المرور. وقال إن الحكومة سوف تواجه "بأقصى درجات الحزم والقوة" أي محاولة من جانب المعتصمين لاستخدام السلاح في مقاومة الإجراءات التي يمكن أن تتخذها وزارة الداخلية لفض الاعتصام. ونشرت الصحف المصرية عناوين منها "الإنذار الأخير" و"تصريحات ساعة الصفر" و"من الرئاسة للاخوان: الدبلوماسية انتهت" و"مصر ترفض موعظة الشيطان" في اشارة لاستياء عام من الولاياتالمتحدة التي تقدم لمصر مساعدات سنوية قيمتها 1.5 مليار دولار. وتوافد الاف المتظاهرين الى مكان اعتصام الاخوان عند مسجد رابعة العدوية لاداء صلاة عيد الفطر وسط أجواء احتفالية. وقالت غادة إدريس (35 عاما) التي جاءت من محافظة المنيا بالسيارة مع زوجها وابنيها الصغيرين وطفلة عمرها شهران "جئت لهنا لأحدث فرقا صغيرا." واستطردت "عندما نجلس هنا بشكل سلمي سيفهمون ويعرفون اننا نرفض العودة الى نظام حسني (مبارك)" الذي اطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011. وأثار ظهور زوجة مرسي بعد خمسة أسابيع من الغياب عن الاضواء منذ عزل زوجها حالة من الهرج في اعتصام رابعة العدوية وأخذت تلوح للمعتصمين وكان معها القيادي الاخواني محمد البلتاجي. وتحدثت زوجة مرسي وقالت بصوت قوي "أحسب والحمد لله إن الشعب المصري أثبت إنها إسلامية .. إن شاء الله إسلامية." ودعت الجماعات الليبرالية أيضا الى مظاهرات حاشدة وصلاة عيد الفطر في الميادين في شتى انحاء مصر تأييدا لما يرونه ثورة شعبية دفعت الجيش لعزل مرسي في الثالث من يوليو تموز بعد عام واحد في السلطة. وفي لفتة تصالحية فيما يبدو أسقط النائب العام يوم الاربعاء التهمة الرئيسية التي وجهت الى سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في خطوة قد تمهد للافراج عنه. وسمح الاخوان لمنظمة حقوقية ووفد من البرلمان الاوروبي بزيارة مكان اعتصامهم في رابعة العدوية حيث تقول وسائل اعلام مناهضة لمرسي ان المعتصمين يخزنون أسلحة. وقال الدبلوماسي المشارك في جهود الوساطة ان سلسلة البيانات واجراءات بناء الثقة التي تهدف الى تخفيف التوتر وطمأنة الرأي العام يمكن ان تؤدي الى مفاوضات مباشرة او غير مباشرة بين الجانبين. ويرفض الاخوان حتى الان قبول ما يسمونه بالانقلاب العسكري ويطالبون بعودة مرسي المحتجز في مكان غير معلوم الى الرئاسة. وتتهم السلطات المصرية قادة الاخوان بالتحريض على العنف وجمدت أرصدتهم وتعهدت بتقديمهم للمحاكمة. وقال دبلوماسيون ان اي تسوية ستتضمن خروجا كريما لمرسي وقبول الاخوان بالواقع الجديد والافراج عن السجناء السياسيين الذي احتجزوا منذ عزل مرسي ودور سياسي لجماعة الاخوان في المستقبل. وعبرت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عن قلقهما من عدم توصل الاطراف المصرية الى طريق للخروج مما وصفاه بالمأزق الخطير. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في بيان مشترك "الوضع لا يزال هشا للغاية ولا يهدد بمزيد من إراقة الدماء والاستقطاب فحسب وبل ويعوق الانتعاش الاقتصادي الضروري لنجاح العملية الانتقالية في مصر." وقال وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانز لرويترز يوم الأربعاء إن الحكام الجدد للبلاد لا يرون أي فائدة من الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين لكن عليهم القيام بذلك في نهاية المطاف. وكان وزير الخارجية الهولندي يزور القاهرة لإجراء محادثات مع السلطات وأحزاب المعارضة يوم انهيار الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل وسط. وبسؤاله لماذا فشلت الدبلوماسية قال تيمرمانز لرويترز في مقابلة عبر الهاتف "بعد أن تحدثت إلى الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء ووزير الخارجية انطباعي أنهم لا يرون أي فائدة في هذه المرحلة من الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين." ورغم تراجع أعمال العنف في القاهرة منذ مقتل 80 من انصار مرسي يوم 27 من يوليو تموز استمرت الاشتباكات اليومية بين متشددين اسلاميين وقوات الجيش في سيناء. وأعلن الجيش يوم الاربعاء انه قتل 60 متشددا منذ عزل مرسي وقال مسؤولون ان المسلحين قتلوا نحو 40 شخصا أغلبهم من قوات الامن. وتقول جماعة الاخوان المسلمين ان لا صلة لها بالمتشددين الاسلاميين في سيناء. من ماجي فيك وياسمين صالح (إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)