سيطرت القوات النظامية السورية الاثنين على كامل حي الخالدية المحوري في حمص، وذلك بعد شهر من بدئها حملة للسيطرة على معاقل مقاتلي المعارضة في ثالث كبرى مدن البلاد، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري. وقال التلفزيون في شريط اخباري عاجل ان "قوات جيشنا العربي السوري تعيد الامن والاستقرار الى حي الخالدية في مدينة حمص بالكامل". وخصص التلفزيون تغطية مباشرة لما سماه "انهيار +قلعة الارهابيين+ في الخالدية واتساع رقعة النصر"، عارضا لقطات من الحي اظهرت دمارا كبيرا يغطي الطرق، وجنودا من الجيش النظامي يرفعون شارات النصر والاعلام السورية. وهتف عدد من الجنود "بالروح بالدم نفديك يا بشار"، في تحية الى الرئيس السوري بشار الاسد. وافادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "وحدات من جيشنا الباسل قضت على آخر تجمعات الارهابيين واوكارهم وفككت العبوات الناسفة التي زرعوها في المنازل والشوارع العامة". وقال قائد عسكري ميداني للقناة انه تمت "السيطرة الكاملة على حي الخالدية"، وان جنوده "يقومون بتطهير الحي من بقايا اجرام الارهابيين"، متهما هؤلاء ب"تفخيخ الاملاك العامة والخاصة". وقال القائد الميداني ان القوات النظامية ستتابع عملياتها "للسيطرة على كامل احياء حمص"، وانه "قريبا قريبا قريبا سيكون النصر المحتم" في المدينة التي يعدها المعارضون "عاصمة الثورة" ضد النظام السوري. ويأتي التقدم في الخالدية بعد نحو شهرين من سيطرة النظام وحزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المعارضين لاكثر من عام. واقر ناشطون معارضون في مدينة حمص بأن النظام بات يسيطر على الغالبية العظمى من الحي. وافاد ناشط في المدينة قدم نفسه باسم أبو رامي لفرانس برس عبر الانترنت ان "المدنيين خرجوا من الخالدية في اتجاه حمص القديمة منذ اكثر من اسبوعين"، مشيرا الى ان "90 بالمئة من الخالدية تحت يد النظام. سقطت الخالدية ولم تسقط حمص". واوضح ان انسحاب المقاتلين حصل "بسبب القصف العنيف والتمهيد المدفعي الثقيل والطيران الحربي". واضاف "خسرنا جولة ولم نخسر المعركة"، محملا "المجتمع الدولي والمعارضة السورية على السواء (مسؤولية) ما يحصل في حمص". واضحى حي الخالدية رمزيا بالنسبة لمعارضي الرئيس الاسد. ويمكن لخطوة السيطرة على هذا الحي المحوري ان تمهد لاستعادة النظام آخر معاقل المعارضين في المدينة، لا سيما حمص القديمة. وتعد المدينة ذات اهمية كبرى لوقوعها في وسط البلاد، وكونها صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل السوري. وقال ناشط قدم نفسه باسم "محمود اللوز الحمصي" لفرانس برس عبر الانترنت ان السيطرة على الخالدية "تسهل سيطرة النظام على حمص القديمة واحياء اخرى مثل القصور". اضاف "اذا سقطت حمص، ينقطع شمال سوريا عن جنوبها". من جهته، قال ابو رامي "ان سقطت كل حمص لا سمح الله فإن المعارضة الخارجية بأكملها ساقطة كونها شاركت في الصمت (...) وشاركت في تلبية الرغبة الدولية باخضاع الثورة للحل السياسي". وينتقد مقاتلو المعارضة الدول الغربية لعدم تزويدهم بأسلحة نوعية لمواجهة القوة النارية الضخمة للقوات النظامية. وفي حزيران/يونيو الماضي، وعدت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما بزيادة مساعدتها العسكرية للمعارضة السورية، من دون ان تحدد طبيعتها.