جوبا (رويترز) - ذكرت وسائل اعلام رسمية في جنوب السودان ان الرئيس سلفا كير اقال حكومته بالكامل وكذلك نائب الرئيس يوم الاثنين واوقف عن العمل كبير مفاوضيه في المحادثات لنزع فتيل التوتر مع السودان. ونقل التلفزيون الحكومي عن مرسوم رئاسي قوله ان وكلاء الوزراء سيتولون الان ادارة الوزارات. وأضاف ان نائب الرئيس ريك مشار اقيل ايضا وأكد جيمس جاتيت داك المتحدث باسم مشار النبأ. وقال المرسوم ان كير اوقف عن العمل باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة وهو كبير مفاوضي جنوب السودان في المحادثات مع السودان. ويواجه كير معارضة من داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان وايضا من المواطنين بسبب ازمة اقتصادية ناجمة إلى حد كبير عن خلافات مع السودان حالت دون تصدير النفط الخام بالإضافة إلى الفساد المستشري. ويقول دبلوماسيون غربيون انهم يخشون من انزلاق جنوب السودان نحو عدم الاستقرار في الوقت الذي يواجه فيه العديد من التحديات خاصة تلك المتعلقة بتصدير النفط مع السودان بالاضافة إلى تصاعد عنف المتمردين والقبائل. وكان مشار ألمح في مقابلة اجريت معه في الآونة الاخيرة بانه قد ينافس كير على زعامة الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل الانتخابات العامة المقررة في 2015 وأعفى كير بالفعل مشار من بعض مهامه في ابريل نيسان فيما بدا انها محاولة للحد من نفوذه. وكان الرجلان على طرفي نقيض داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان خلال فترات كثيرة من الحرب الأهلية التي دارت رحاها مع الخرطوم من عام 1983 الى عام 2005. وليس للحركة الشعبية لتحرير السودان اي منافسين سياسيين ذوي مكانة لذا فإن المعركة على زعامتها هي السباق الفعلي للوصول إلى منصب الرئيس. ومن جانبه انتقد اموم في الاونة الاخيرة كير بسبب ايقاف وزيرين في تحقيق يتعلق باحتيال حسبما افادت وسائل الاعلام المحلية. وجاء في المرسوم ان لجنة حزبية ستتولى التحقيق معه. ولم يتسن على الفور الحصول على المزيد من التفاصيل. ولم يتضح ايضا متى سيعين كير حكومة جديدة. وقال برنابا مريال بنجامين الذي يشغل منصب وزير الاعلام حتى الان انه لم يعلم بأمر اقالته إلا من نشرة الاخبار المسائية في التلفزيون. وقال اموم انه فوجيء عندما اتصلت به رويترز على هاتفه المحمول للتحدث معه بشأن اقالة الحكومة. وقال نيال بول رئيس تحرير صحيفة سيتيزن المستقلة ان كير اتخذ القرار المناسب لانهاء الشلل في حكومته. وأضاف "عجزت الحكومة عن احراز اي تقدم بسبب هذا التشاحن الداخلي حول من يسيطر على الحركة الشعبية لتحرير السودان." يأتي ذلك في الوقت الذي اوقف فيه جنوب السودان انتاجه من النفط بعد ان قال السودان انه سيغلق خطي انابيب التصدير عبر الحدود ما لم يتوقف جنوب السودان عن دعم المتمردين في الاراضي السودانية. وتنفي جوبا هذا الاتهام. ويواجه جيش جنوب السودان اعمال عنف قبلية متصاعدة بالاضافة الى القتال مع جماعة متمردة في ولاية جونقلي مما جعل من المستحيل المضي قدما في خطط التنقيب عن النفط. (اعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)