عاد الرئيس البوليفي ايفو موراليس الى بلاده مساء الاربعاء بعد رحلة اضطر خلالها للتوقف لساعات عدة في فيينا بعد ان منعته دول اوروبية من عبور اجوائها بينها فرنسا التي عادت وابدت اسفها على ذلك. وبدت باريس محرجة قليلا من الارباك الدبلوماسي الذي حصل اثر رفضها عبور الطائرة الرئاسية البوليفية مجالها الجوي لعدة ساعات للاشتباه في انها تقل المعلوماتي الاميركي ادوارد سنودن الذي كشف برنامج التجسس الاميركي على الاتصالات. وقال الرئيس البوليفي "على بعض بلدان اوروبا ان تتحرر من الهيمنة الاميركية لكنننا نحن لا نخاف لاننا شعب أبي وسيد"، في كلمة مقتضبة في مطار ايل التو قرب لاباز الذي وصله في الساعة 23,39 (03,39 تغ الخميس). واعلنت وزارة الخارجية البوليفية الاربعاء انها ترفض طلب الولاياتالمتحدة استلام ادوارد سنودن وقالت "انه طلب استلام غريب غير قانوني، لا اساس له، ومثير للشكوك، وسنرفضه بشكل فوري وقاطع". وفي محاولة تهدئة التوتر الذي طرا على العلاقات بين البلدين اتصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بنظيره البوليفي دافيد تشوكيوانكا مؤكدا له ان باريس لم تكن ابدا تنوي رفض عبور طائرة الرئيس البوليفي مجالها الجوي. واعرب فابيوس "عن اسف فرنسا للازعاج الذي حصل للرئيس موراليس بسبب التاخر في تاكيد الاذن بعبور الطائرة الرئاسية مجالها الجوي" كما افاد الناطق باسم الوزارة فيليب لاليو في بيان. واضاف ان خلال تلك المكالمة شدد فابيوس على ان "الاذن بعبور المجال الجوي صدر ما ان تبلغت السلطات الفرنسية ان الطائرة المذكورة هي طائرة الرئيس موراليس"، كما اكد انه، "بطبيعة الحال، لم يكن ابدا في نية فرنسا رفض السماح لطائرة الرئيس موراليس بدخول مجالها الجوي وهو مرحب به دائما في بلادنا". وقبل ذلك اعلن الرئيس فرنسوا هولاند انه اعطى "فورا" الاذن بعبور طائرة ايفو موراليس المجال الجوي الفرنسي ما ان علم انه على متن الطائرة. وقال هولاند "كانت هناك معلومات متناقضة حول ركاب الطائرة" في اشارة الى الاشاعات الخاطئة حول وجود ادوارد سنودن الذي سرب معلومات مثيرة حول التجسس الالكتروني الاميركي والمطلوب في واشنطن. واضاف "ما ان علمت انها طائرة الرئيس البوليفي حتى اعطيت فورا الاذن لعبورها" المجال الجوي الفرنسي. لكن الطائرة التي اقلعت من موسكو وكانت متجهة نحو ارخبيل الكناري الاسباني قبل عودتها الى بوليفيا اضطرت مساء الثلاثاء الى الهبوط في مطار فيينا حيث بقيت 13 ساعة بعد رفض عدة دول اوروبية ان تعبر مجالها الجوي. وبالنهاية تمكنت من الاقلاع الاربعاء قبل الظهر بعد ان اكدت النمسا وبوليفيا ان سنودن ليس على متن الطائرة واعتبر موراليس ذلك التوقف الاضطراري "خطا تاريخيا" و"عدوانا". وكان الرد شديدا في بوليفيا حيث قال نائب ان البرلمان يستعد الى المطالبة بطرد سفراء فرنسا والبرتغال وايطاليا ردا على رفض عبور اجوائها، وحصلت حوادث قرب السفارة الفرنسية في لاباز التي رشقت بالحجارة واحرق قربها متظاهرون العلم الفرنسي. كما ان شروحات السلطات الفرنسية لم ترض قسما كبيرا من الطبقة السياسية الفرنسية من اليمين واليسار التي نددت ب"خنوع" فرنسا امام المصالح الاميركية. وكان فرنسوا هولاند رد بحدة الاثنين على معلومات كشفتها الصحافة حول الاشتباه في تجسس الولاياتالمتحدة على المؤسسات الاوروبية والدول الاوروبية مؤكدا ان فرنسا لا يمكن ان "تقبل هذا النوع من التصرفات"، مطالبا بوقفها "فورا". لكن باريس التي دعت صباح الاربعاء الى "تعليق موقت" لمفاوضات اتفاق التبادل الحر بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي، يرت لهجتها ووافقت على البدء في المفاوضات في الثامن من تموز/يوليو كما كان مقررا.