أثار المستشار الأميركي السابق لدى الاستخبارات إدوارد سنودن، أزمة دبلوماسة، بعدما تم تحويل مسار طائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس إلى النمسا، بعد إغلاق كل من فرنسا وإيطاليا والبرتغال مجالهم الجوي بسبب شكوك في وجوده على متنها. فيما اتهمت بوليفيا النمسا بالعدوان على سيادتها بتفتيش طائرة الرئيس، وألقت باللوم على واشنطن في إجبار الطائرة على الهبوط في فيينا. وتعطلت طائرة موراليس في مطار فيينا ساعات عدة، بعد أن ألغت البرتغال وفرنسا وإيطاليا فجأة تصاريح الطيران في مجالهم الجوي، ووقع الحادث بعد ساعات على إعلان موراليس أن بوليفيا ستنظر في طلب للجوء السياسي، إذا تقدم به سنودن. واتهم وزير الخارجية البوليفي ديفيد شوكويهوانكا، فرنسا وإيطاليا والبرتغال، بأنها أغلقت مجالها الجوي أمام طائرة موراليس، ما اضطرها لتغيير مسارها. وقال وزير الخارجية في لقاء مع صحافيين، إن «الرئيس اضطر إلى الهبوط في فيينا». وأضاف أن حياة موراليس تعرضت للخطر بالهبوط الاضطراري للطائرة في النمسا، مشيراً إلى أن «شائعات لا أساس لها، تحدثت عن وجود سنودن في الطائرة، ولا نعرف من اختلق هذه الكذبة الكبيرة».
ولم تعثر النمسا على سنودن على متن طائرة الرئيس البوليفي. ويعتقد أنه ما زال في منطقة الترانزيت بمطار موسكو، حيث يحاول منذ 23 يونيو الماضي، العثور على دولة تحميه من المحاكمة في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس.
من جهته، قال مندوب بوليفيا في الأممالمتحدة ساشا لورينتي سوليز للصحافيين في جنيف، إن «قرار النمسا تفتيش الطائرة عدوان وانتهاك للقانون الدولي». وأضاف: إنه ليس لديه شك في أن أوامر تغيير مسار طائرة موراليس جاءت من الولاياتالمتحدة.
في غضون ذلك، قال نائب المستشار النمساوي مايكل شبينديليغر، إن سنودن لم يكن في طائرة موراليس، لكنه أشار إلى أن الرئيس البوليفي سمح بتفتيش الطائرة. وأوضح للصحافيين «ألقى زملاؤنا في المطار نظرة، ويستطيعون تأكيد أنه لا يوجد أحد في الطائرة غير بوليفي. من جهته، أوضح الرئيس النمساوي هاينز فيشر، الذي حضر إلى المطار للقاء نظيره البوليفي، أن «الشروط لمواصلة الرحلة باتت متوافرة».
إلى ذلك، قال الاتحاد الأوروبي أمس «إن من حق دول الاتحاد رفض الدخول إلى مجالها الجوي، لكن ليس واضحاً لماذا ألغت فرنسا والبرتغال وإيطاليا تصاريح الطيران للطائرة التي كانت تقل رئيس بوليفيا». وقالت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية في تعليقها عن الخطوة التي اتخذتها إيطاليا وفرنسا والبرتغال «في الوقت الحالي ليس واضحاً تماماً ماذا حدث هذا الصباح، ولماذا قرر الفرنسيون والبرتغاليون تغيير مسار الطائرة».
في الأثناء، أكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، أن باريس سمحت لطائرة موراليس بعبور الأجواء الفرنسية، من دون أن يوضح ما إذا كانت باريس رفضت إعطاء إذن العبور في وقت سابق، الأمر الذي كان أعلنه وزيران بوليفيان. وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي أن إعطاء إذن مماثل يتطلب تدخل أربع أو خمس إدارات مختلفة، مرجحاً أن يكون طلب منح الإذن قد حصل في وقت متأخر. وكان موراليس عائداً إلى بوليفيا بالطائرة الرئاسية من موسكو، حيث شارك في اجتماع للدول المنتجة للغاز الطبيعي. وقد أجرى في موسكو محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ويعد تغيير مسار طائرة موراليس وتفتيشها أحدث فصل في محاولة سنودن (30 عاماً) الفرار من قبضة الولاياتالمتحدة، منذ أن كشف تفاصيل برنامج (بريزم) الحكومي الأميركي للمراقبة.
تجسس
استدعت تركيا، القائم بأعمال السفارة الأميركية، على خلفية المعلومات بأن واشنطن تجسست على عدد من السفارات والبعثات الدبلوماسية، بينها سفارة تركيا، كما أعلنت وزارة الخارجية التركية. وقالت الوزارة في بيان، إن تركيا طلبت تفسيرات من جيس بايلي القائم بأعمال السفارة في البلاد، الذي استدعي بسبب غياب السفير. أ ف ب