اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس في دكار اول محطة في جولته الافريقية، برئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا الذي يصارع الموت ووصفه بانه "بطل للعالم"، وقدم دعمه للمثليين الافارقة المضطهدين. وقال اوباما الذي سيتوجه الجمعة الى جنوب افريقيا المحطة المقبلة في جولته الافريقية قبل تنزانيا، ان مانديلا الذي يتلقى العلاج في المستشفى منذ ثلاثة اسابيع في بريتوريا "هو احد ابطالي. اعتقد انه بطل للعالم اجمع، ويوم يترك هذه الارض، سيبقى ارثه حيا على مدى الدهر". واعلنت ماكازيوي الابنة البكر لنيلسون مانديلا الخميس ان والدها "في حالة صحية حرجة للغاية" وان "اي شيء يمكن ان يحصل بين لحظة واخرى". الا ان رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الذي الغى زيارة الى موزمبيق، اكد ان مانديلا "في حالة صحية افضل اليوم" (الخميس) منه في الامس. وردا على اسئلة صحافيين اميركيين، اشاد الرئيس الاميركي من جهة اخرى بقرار المحكمة العليا الاميركية الذي اتخذ الاربعاء لصالح زواج المثليين في الولاياتالمتحدة ووصفه بانه "انتصار للديموقراطية الاميركية". واغتنم هذه الفرصة لتقديم دعمه للمثليين المضطهدين في غالبية الدول الافريقية باستثناء جنوب افريقيا حيث يسمح بزواج المثليين. وقال اوباما ان "رايي هو ان من حق الجميع ان يتمتعوا بالحقوق نفسها امام القانون ايا كان جنسهم وديانتهم وميلهم الجنسي". لكن الرئيس السنغالي ماكي سال الواقف الى جانبه اجابه بان بلاده وعلى الرغم من "تساهلها الكبير"، "ليست على استعداد للسماح بالمثلية". ورفض اخيرا ان يتبنى قانونا يجيز المثلية في السنغال بحسب ما تطالب منظمات للدفاع عن حقوق الانسان. وباستثناء هذا الخلاف، فقد اعلن اوباما وسال ان لديهما القيم نفسها في ما يتعلق "بالديموقراطية" و"الحكم الرشيد". وقال باراك اوباما ان "السنغال هي احدى الديموقراطيات الاكثر استقرارا في افريقيا وهي احد شركائنا الاكثر قوة في المنطقة". واضاف ان هذا البلد "يسير في الاتجاه الصحيح بفضل اصلاحات لتعزيز المؤسسات الديموقراطية". وقال ايضا "اعتقد ان السنغال يمكن ان تكون نموذجا ممتازا" لبقية القارة. ولم تشهد السنغال المستعمرة الفرنسية السابقة التي نالت استقلالها منذ 1960، اي انقلاب عسكري الامر اذلي حرص الرئيس الاميركي على الاشادة به. والسنغال تشكل استثناء في غرب افريقيا المنطقة التي تهزها اعمال عنف سياسية وعسكرية ولا سيما في مالي المجاورة الغارقة في الازمة منذ انقلاب اذا/مارس 2012. وقد سرع هذا الانقلاب سقوط شمال مالي في ايدي مجموعات اسلامية مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة وادى الى تدخل عسكري فرنسي افريقي لطردها منه. وبعد ظهر الخميس، سيتوجه باراك اوباما وعائلته الى جزيرة غوريا قبالة سواحل دكار على متن عبارة ليزور متحف بيت العبيد وبابه الشهير المعروف بباب "اللاعودة" الذي غادر منه الاف الافارقة اراضيهم قسرا الى اميركا. وتحمل هذه الزيارة رمزا مزدوجا بالنسبة الى عائلة اوباما التي يسري في عروقها الدم الافريقي، وقد زارها نيلسون مانديلا الذي يصارع الموت اليوم، في 1991 بعد سنة من الافراج عنه من سجون نظام الفصل العنصري وقبل ثلاثة اعوام من انتخابه اول رئيس اسود لجنوب افريقيا. واعتبر ايلوي كولي المسؤول عن بيت العبيد ان "هذا الرابط بين اوباما، وهو اميركي متحدر من افريقيا من جهة والده (الكيني) وزوجته وهي افريقية اميركية اتى اجدادها من افريقيا" يجعل من "هذه الزيارة لعائلة اوباما ذات خصوصية كبيرة". وسبقه سلفاه بيل كلينتون وجورج بوش الى زيارة جزيرة غوريا التي يزورها كل الزوار الرسميين القادمين الى دكار. وحظي باراك اوباما الذي وصل مساء الاربعاء الى دكار مع زوجته وابنتيه ساشا وماليا، باستقبال حار جدا.